مهما تطورنا وأخذتنا الحياة الحديثة يبقى للتراث الشعبي مذاق خاص وفريد من نوعه ، ففيه نحيا في أجواء الماضي وسحر التاريخ ، فهو عفوي وتلقائي مشبع بالفطرة ، والمملكة من الأماكن الغنية بالتراث الشعبي ، لذا فزائر المملكة لديه فرصة ذهبية لمشاهدة العديد من الفنون الشعبية المتنوعة ، والمشاركة فيها ، ومن هذه الأنواع العارضة والسامري.
أما عن الأمثال الشعبية فحدث ولا حرج فهناك تاريخ حافل بالمقولات والعبارات الفريدة التي يتذاكرها الأجداد والأبناء والأحفاد ، وأبرز ما يظهر فيه التراث الشعبي عادات وتقاليد الزواج وغيرها من المهرجانات وخاصة مهرجانات الإبل وما تتضمنه هذه الحفلات من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات، وايضا الشيلات، وهو فن معروف له قدر كبير في المملكة.
كلمات ” شيلة الا ليت الزمن يرجع “
ومن الكلمات والأهازيج التي تغنى بها المجتمع السعودي كلمات أغنية عيال حارتنا ، وهي تعبر عن الحنين للماضي وبساطته وصدقه وهي كالتالي : ألا ليت الزمن يرجع ورا و إلا الليالي تدور ، و يرجعنا وقتنا الأول و ننعم في بساطتنا ، زمان أول أحس أنه زمان فيه صدق شعـور ، نحب و نصدق النية و تجمعنا محبتنا ، زمان ما فيه لا غيبة و لا حتى نفاق و زور ، ياليته بس لو يرجع و نسترجع طفولتنا ، صغار قلوبنا بيضا نعيش في عالم محصور ، و لا نعرف أبد أغراب ما غير عـيال حارتنا .
أما المقطع الثاني فيتحدث عن جمال مرحلة الطفولة من براءة وشقاوة وسعادة لاينغصها منغص : صحيح صغار في التفكير لكن ما علينا قصور ، نخطط نكسر اللعبة و تسعدنا شقاوتنا ، نروح المدرسة بدري و نضحك داخل الطابور ، نحاول نزعــج العالم في روحتنا و جيتنا ، وعشان نأخر الحصة نخبي علبة الطبشور ، نشاغب بس في الآخر تميزنا برائتنا ، نحب الضحك و الهيصة نحب ننط فوق السور ، نفرفش ليه ما نفرفش مدام الضحك عادتنا .
أما المقطع الثالث فيتحدث عن الكبر وما يحمله من هم وضيق ومسئوليات نغصت الحياة ، فياليت الزمن يرجع بعيدا عن هذه الأحزان والأوجاع : و لكن دارت الأيام و بان الخفي المستور ، و صار الهم متعلي على قمة سعادتنا ، كبرنا و صارت الدينا تصف أحزننا بالدور ، و تهدينا الألم و الهم غصب عن عين رغبتنا ، تعبنا من بلاوينا أحد ضيق و أحد مقهور ، و كل غارق بهمه و في الآخر تشتتنا ، أنا ما أقول غير إلا يا ليت إن الزمان يدور ، و يرجع للورا فترة نعدل وضع عيشتنا .
أشكال التراث الشعبي السعودي
الفولكلور والأهازيج الشعبية
يعد من أبرز أشكال التراث الشعبي والمعبر عن الأصالة ، ويبرز هذا الفولكلور في المناسبات سواء العامة أو الخاصة أو الرسمية ، ويتميز الفلكلور الشعبي في السعودية بأنه مبني على الوحدة والجماعة ، وتكثر به الأغاني الحماسية والحركات والألعاب التي تعبر عن العادات والتقاليد العربية ، ولا تخلو مناسبة من بروز هذا الفولكلور حيث يعده المواطنون مفخرة لهم ، يتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل.
ولكل منطقة من مناطق المملكة ما يميزها بالعديد من ألوان الفنون الشعبية ، فمثلا سنجد العرضة النجدية في الرياض والقصيم ، والمجرور في مكة والمدينة ، والعرضة والمعشى والسيف العزاوي في عسير ونجران وجازان ، والدحة في الجوف والحدود الشمالية ، ودق الجب ، والليوة ، والحصاد ، والفريسة في المنطقة الشرقية وغيرها من الفنون التي تعج بها جميع مناطق المملكة.
المأكولات الشعبية
عند الحديث عن الطعام والمأكولات ، فنجد نظام موائد السعوديين مرتبطا ارتباطا شديدا بالعادات والتقاليد والتي يتم اتباعها في كل منطقة وذلك حسب المتوارث وما يميز كل منطقة عن غيرها ، فهذه العادات تناقلت وتداولت على مر الأجيال والسنين ، واختلفت مع اختلاف البيئة والمناخ وشكل الحياة ونوعية النباتات المزروعة بكل منطقة ، ومن أشهر الأطباق السعودية الكبسة والقرصان والمطازيز والمطبق والمعصوب والمندي والعريكة والعصيدة والحنيذ ومأكولات أخرى كثيرة.
الملابس وأدوات الزينة
للملابس والتزين شأن كبير في التراث الشعبي ، حيث تتنوع أشكال الملابس وأدوات الزينة داخل المجتمع السعودي من منطقة إلى أخرى ، ولكن يبقى الثوب والشماغ والعقال السمة المميزة للرجل السعودي ، وتعكس الملابس وأدوات الزينة مستوى الحياة الاجتماعية والمعيشية ومن أشهر الملابس للنساء العباءة وغطاء الوجه ، وتتنوع أدوات الزينة بين الحناء والحلي بأشكال وألوان مختلفة من مصوغات ذهبية أو فضية أو مشغولات يدوية ، ولملابس الأطفال أيضا تقاليد جعلتها تختلف من منطقة لأخرى ، ولمعرفة المزيد عن أشهر الملابس التقليدية للمجتمع السعودي يمكن زيارة بعض القرى التراثية أو المتاحف الخاصة بكل منطقة ، والتي تحوي التراث التاريخي والتقليدي المعبر .
العادات والتقاليد
لكل منطقة من المناطق ما يميزها من عاداتها وميراثها التقليدي الذي تتوارثه وتتعاقبه الأجيال منذ القدم ، وكان للبيئة الصحراوية التأثير الواضح في صياغة تلك التقاليد فتجد المجتمع السعودي تتنوع فيه اللهجات كاللهجات كالحجازية والنجدية والجنوبية والشمالية ، والقصيمية ، والحساوية ، إلى جانب وجود العديد من أشكال الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية الخاصة بكل منطقة في الزواج والاحتفال بالمواليد وبعض الاحتفالات المحلية الخاصة.