كان للعولمة وإنتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم أثراً عظيماً في انفتاح الشعوب على بعضها البعض، والتطلّع لمعرفة ثقافات بعضهم، وذلك لما وفّرته الوسائل التكنولوجية من سهولة في الوصول إلى العديد من المعلومات، و التواصل مع أي شخص في أي ناحية من العالم، وقد تطلّب هذا الأمر أن يكون الناس على قدرٍ أعلى من الثقافة، وأن يتعلّموا مزيداً من اللغات، حيث تُعتبر اللغة هي أساس التواصل والمعرفة، كما أن الشخص لن يستطيع التطلّع على ثقافات غيره إذا لم يقرأ عنها ويعرفها بلغتهم الأم.
فوائد تعلّم اللغات الجديدة :
1- إثراء الثقافة : تعلّم اللغات يتيح لنا التطلّع على ثقافات الدول الأخرى، ومعرفة طريقة تفكيرهم وعاداتهم وتقاليدهم، مما يثري من ثقافة الشخص ويوسّع آفاقه ومداركه.
2- تقوية الذاكرة : يعمل تعلّم اللغات على تنشيط ذاكرة الشخص وتحسين قدرته على الحفظ، وذلك لأن الشخص يكون مطالب بإدخال العديد من المعلومات إلى دماغه وحفظها، فيكون لهذا دوراً في تقوية ذاكرته.
3- إمكانية السفر : إذا كان الشخص مُتقناً لغة الدولة التي يرغب بالسفر إليها، سيكون بذلك قد وفّر على نفسه الكثير من المصاعب، لأنه سيصبح من السهل عليه التواصل مع شعبها والحياة والعمل هناك أيضاً.
4- كثرة فرص العمل : وذلك لأن اليوم أصبحت الكثير من الوظائف معتمدة بشكل كبير على اللغات والثقافات، فكلما كان الشخص مُتقن لأكثر من لغة كلما كان مطلوباً للعمل.
5- إكساب الشخص بعض القدرات : هذه القدرات مثل تطوير مهارات الشخص العقلية، وجعله أكثر منطقية في إتخاذ قراراته، وتقليل اصابته بالاضطرابات العصبية.
6- نمو القدرات الإبداعية : إن كثرة إطلاع الشخص على الثقافات المختلفة، واستيعابه لخبرات الآخرين سيغيّر من نظرته تجاه كل شئ ،وسيُزيد من قدراته الإبداعية بشكل كبير.
7- تكوين صداقات جديدة : في ظل العولمة و وجود الانترنت، إذا كان الشخص على دراية بلغات مختلفة، فإن هذا سيمكّنه من التعرُّف على أشخاص من بلادٍ مختلفة، وتكوين صداقات معهم.
تعلُّم اللغة الانجليزية :
تُعتبر اللغة الانجليزية من أكثر اللغات انتشاراً حول العالم، كما أنها لغة رسمية في الكثير من المجالات الدراسية في بعض الكليات مثل كلية العلوم، الهندسة، الطب وغيرها، حيث يكون الطالب مُجبراً على تعلّم المنهج باللغة الانجليزية، ولا يقتصر إنتشارها على هذا الأمر فقط بل إنها أيضاً يتم استخدامها بشكل كبير في الكثير من مواقع شبكة الإنترنت، بل إن أجهزة الحاسوب أيضاً تكون مُبرمَجة باللغة الانجليزية، كل ذلك يوضّح مدى أهمية تعلّم هذه اللغة التي فرضت سيطرتها على كثير من مجالات حياتنا اليومية.
أفضل عمر للأطفال لتعليم اللغة الانجليزية :
أوضحت البيانات التي تمت معرفتها من التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين والمشرفين في المملكة، أنه توجد بعض الاختلافات النسبية في تحديد السن الأفضل لبداية تعليم الأطفال اللغة الانجليزية. ولكن أجمع الكثيرون منهم على أن أفضل مرحلة هي المرحلة الابتدائية، وبخاصةً الصف الأول الابتدائي، أي أن تعليم الأطفال اللغة يجب أن يبدأ في سن مبكرة.
وقد أكدت العديد من الدراسات العلمية أهمية تعلّم الطفل اللغات الأجنبية قبل بلوغه سن الثانية عشر، وحثت على ضرورة تعليمه في سن مبكرة وذلك لزيادة استيعابه لها، وبالفعل تحاول الدول العربية تطبيق هذا الأمر وجعل تعلُّم اللغات يكون خلال الصف الأول الابتدائي.
كما ورد على لسان الباحث اللغوي “يورجن مايزل” أن أفضل فترة للطفل لتعلُّم اللغات هي ما بين سن الثالثة والخامسة، وذلك لزيادة قدرة الطفل على استيعاب القواعد النحوية وسرعة التقاطه للأصوات اللغوية، كما أنه يرى أن كلما زاد عمر الطفل، يصبح الوقت متأخراً لتعليمه.
على الصعيد الآخر هناك بعض الآراء التي تتناقض مع فكرة تعليم الطفل في سن مبكرة، حيث يذهب بعض علماء اللغويات إلى القول بأن الأطفال لابد أن يتقنوا لغتهم الأم اولاً بشكل جيد وخاصةّ خلال سنواتهم الثلاث الأولى، لكي يصبح من السهل عليهم تعلُّم لغات أخرى في المستقبل بدون مواجهة أي مشاكل.
وقد أكّدت الدراسات التي أجريت على الأطفال في بعض الدول العربية مثل الكويت، صحة هذا الرأي حيث لوحظ تدني مستوى المهارات اللغوية العربية لدى الأطفال الذين تعلّموا لغة ثانية مع لغتهم الأم منذ الصغر، وذلك بالمقارنة مع الأطفال الذين تعلموا اللغة العربية وحدها.
كذلك قال عالم اللغويات الأمريكي “ليونارد بلومفيلد” أن تعليم الطفل لغة جديدة قبل سن العاشرة يجعل تقدّمه بطئ، وأن الطفل يتمكن من اكتساب الخبرات من خلال تعلّمه للغته الأم، والتي تجعله فيما بعد قادراً على تعلُّم اللغات الأجنبية الأخرى.
نستنتج مما سبق وجود اختلاف في الآراء لتحديد هذا الأمر، وكل رأي يصحبه عدد من الأدلة والدراسات، ولكننا يمكن أن نخلص إلى بعض النقاط التي حثت عليها بعض الدراسات لكي نضمن للأطفال تعليم جيد سواء في لغتهم الأم أو في اللغة الاجنبية، وهذه النقاط هي :
1- يجب الاهتمام باللغة العربية اولاً و الحرص على أن يكتسب الطفل مهارات هذه اللغة بشكل جيد، قبل البدء في تعلُّم أي لغة أجنبية.
2- يجب أن تتم توعية المجتمع بالطريقة السليمة التي يتعلّم بها الطفل اللغة الأم واللغة الأجنبية، ومعرفة العوامل التي تساعد في نجاح الطلاب في تعلُّم اللغة الأنجليزية.
3- عمل دورات تدريبية لتخريج معلمي لغة إنجليزية على مستوى عالٍ من الكفاءة، وتدريبهم على طرق تدريس فعالة.
4- العمل على تطوير طرق تدريس اللغة العربية، و جعل المناهج أكثر فعالية ورفع كفاءة معلمي اللغة العربية.