المتحف هو المكان الذي يضم أهم المعروضات والأشياء الثمينة لحمايتها وعرضها، ومن خلالها يتم الإطلاع عليها وفحصها ودراستها، فالمتاحف هي من أهم وسائل الاتصال بالحضارات والثقافات السابقة للتعرف على آثار وتاريخ وتقاليد الشعوب حول العالم، والتعرف على حياة أمم قد انتهت بالفعل، ومن ثم نقل هذه الثقافات من جيل إلى جيل ومن شعب إلى شعب، ومن ثم فإن المتاحف هي مؤسسات حية تساعد على الربط بين الزوار والأجيال والثقافات في جميع أنحاء العالم، وهنا انطلقت فكرة جعل هناك يوما عالميا للاحتفال بالمتاحف حول العالم بحيث تكون مناسبة حضارية وثقافية تجمع كل المهتمين وتجعل منها وسائل تواصل غير تقليدية وفي نفس الوقت تكون سهلة في الوصول إليها، وفي هذا العام نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث احتفالا بهذا اليوم بالمملكة.
فعاليات اليوم العالمي للمتاحف بالمملكة
أقامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عدة فعاليات توعوية وثقافية تسهم في التوعية المتحفية للجميع، والتي من خلالها تعزز الصورة الذهنية المطلوبة عن المتاحف من خلال تنظيم هذه الأنشطة والفعاليات المتنوعة والتي تتناسب مع جميع أفراد المجتمع، وتنظم الهيئة ملتقى المتاحف الخاصة برعاية الأمير الدكتور فيصل بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة وبحضور عدد كبير من أصحاب المتاحف الخاصة، حيث تشمل تلك الفعاليات اليوم الخميس من الساعة الخامسة إلى الساعة العاشرة مساء في ساحة قصر المصمك والتي تشتمل على ألعاب تراثية وفنون شعبية وفعاليات الحرف اليدوية وفعالية ارسم مع التراث، في إطار أنشطة مسار التوعية والتعريف بالتراث الوطني في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
اليوم العالمي للمتاحف
بدأ المجلس العالمي للمتاحف (ICOM) بتنظيم الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في عام 1977 وذلك أثناء اجتماع الجمعية العامة للمجلس في موسكو، حيث قرر الاحتفال به سنويا في 18 مايو من كل عام، فلا يقتصر الاحتفال بذلك اليوم فحسب بل يستمر الاحتفال به على مدى أسبوع بكامل وفي بعض الأحيان يستمر لشهر كامل، وقد أعلن الهدف من تنظيم هذا اليوم هو إتاحة الفرص للمختصين في المتاحف من التواصل مع المجتمع باعتبار أن المتحف يعرف بمؤسسات تعمل في النهاية لخدمة المجتمع وتطويره، كما يهدف الاحتفال أيضا بزيادة الوعي بأهمية المتاحف في تنمية المجتمع، كما يشجع المجلس العالمي للمتاحف على مشاركة المتاحف باختلاف أنواعها وتخصصاتها في هذه الاحتفالية، حيث يعتبر هذا الاحتفال مجمعا سنويا لنشر فكرة الشمولية والعالمية وهي من أهم خصائص هذه الاحتفالية والتي تتخطى الحدود الجغرافية.
أبرز الاحتفاليات باليوم العالمي للمتاحف
في كل عام يجتذب اليوم العالمي للمتاحف عدد كبير من المشاركين من كافة أنحاء العالم، ففي عام 2013 شارك نحو 35 ألف متحفا في الاحتفال يمثلون 143 دولة، وقد تمت ترجمة الملصق الإعلاني للاحتفالية إلى 38 لغة، حيث ينتشر الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف عبر قارات العالم الست، وكذلك في احتفالية عام 2008 والذي تجاوز عدد المشاركين 20 ألف متحفا يمثلون 90 دولة وقد كان عنوان هذه الاحتفالية ” المتاحف وسائل للتغير الاجتماعي والتنمية”.
وأيضا في عام 2009 كان عنوان الاحتفال هو ” المتاحف والسياحة” وفي عام 2011 تم الإعلان عن الشراكة مع منظمات دولية وإقليمية أخرى تشارك المجلس العالمي للمتاحف انطلاقا منهم للحفاظ على التراث منها منظمة اليونسكو وقد كان عنوان هذه الاحتفالية ” المتحف والذاكرة، معروضات تحكي قصتنا” ، أما في عامنا هذا فإن شعار الاحتفال هو ” المتاحف والتاريخ المتنازع عليه، سرد ما لا يقال في المتاحف”.