أكد الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، تبني المركز من خلال نشاطاته وفاعلياته تقديم الدعم الكامل للبرامج واللقاءات الوطنية ، والتي بدورها تساعد في التعايش بين أفراد المجتمع السعودي بأسره ، موضحا على أن المركز نظم لقاء وطنيا تحت عنوان (التعايش المجتمعي وأثره في تعزيز اللحمة الوطنية ) ، و الذي شارك فيه نخبة كبيرة من العلماء والمسؤولين والمثقفين والمواطنين ، و ذلك حرصا من المركز على تأكيد ثقافة الحوار الوطني في المجتمع بين جميع فئاته و أطيافه الفكرية و الثقافية ، وعلى عرض و مناقشة القضايا التي تدعم و تقوي مفهوم المواطنة بين أفراد المجتمع ، و يأتي الملتقى في إطار العمل المتواصل و الجاد نحو كل ما من شأنه تقوية و تدعيم الترابط الإجتماعي و التلاحم الوطني .
الإبتعاد عن الخلافات … أشار الدكتور السلطان أن أهم أساسيات التعايش التي يجب العمل بها تتكون من البعد عن الخلافات و تقبل الإختلافات الفكرية من دون تعصب ، و البذل من أجل تنشيط النقاش الهادف الذي يرمي إلى التوصل إلى وجهات نظر جديدة و أفكار وليدة الإختلاف و التنوع الفكري، موضحا أن الحديث عن التعايش يكون في إطار يهدف إلى التنوير بأهمية التعايش ، وإيضاح قيمته و دوره في إنشاء مجتمع ناضج ، والحفاظ على المكاسب الوطنية ، وأيضا الحفاظ على تطوير المسؤوليات الإجتماعية للأشخاص والمؤسسات والمثقفين ، و أوضح الدكتور سلطان أن ما تعيشه المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي هو إستكمالا لمرحلة التوحيد التي كانت تحت قيادة المللك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، و الذي جمع أفراد الوطن تحت راية واحدة و إنتقل بحياتهم من الشتات و الفرقة إلى الإتحاد والقوة على الرغم من إختلافات العادات الثقافية والاجتماعية و الفكرية ، لينشئ وطنا قويا متحدا.
كافة الأطياف… أشار الدكتور هاني بن أحمد فقيه أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلي أن المجتمعات المتينة المتحدة تتيح لنفسها إحتواء كافة الأطياف بإختلاف إتجهاتها سواء كانت دينية أو عرقية ، على شريطة أن تكون هذه الإختلافات في حدود التعاون والتفاهم والإحترام المتبادل ، و التي بدورها تساوي بين جميع الفئات في الحقوق والواجبات ، موضحا إلى أنه من الخطأ محاولةَ إلزام الناس برأي معين أو بمذهب واحد في القضايا الخلافية الإجتهادية ، كما ورد في مؤلفه (خطوات في فقه التعايش والتجديد) حيث إنه من الواجب تطبيق العدل عند الاختلاف والتحذير من خطأ التسرع في التكفير ، والمبالغة في هذا الأمر ، وأن الخطأ في العفو أقل بكثير من الخطأ في العقوبة ، والحرص على إظهار محاسن الإسلام .
الإستمساك بالتعايش… حيث يرى الباحث زكي الميلاد أن المجتمع بحاجة ضرورية إلى التعايش والإستمساك به ، و الحفاظ عليه ، و رفعة قدره ، لأننا نعيش في حقبة من الإضطرابات و الصراعات و الإختلافات و الثورات التقنية و التكنولوجية ، و هذا الأمر الذي يوجب الإستمساك بالثوابت الوطنية ، وإعلاء المصلحة العامة على المصالح الشخصية ، وتجريم شعارات التعصب و الطائفية التي تحث الكراهية و البغض ، ويجب أن نعمل على تحسين الأحوال المعيشية والإجتماعية ، مقدمة دعوة إلى تبني مبادرات جدية إتجاه التعايش المجتمعي تحت رعاية العلماء والمثقفون و المفكرون و المبدعون و المؤسسات المجتمعية المدنية المختلفة .
قدوة وعظة …. حيث يجتمع نحو ثلاثة ملايين من البشر في كل عام بنفس الزي الموحد يأتون سعيا من كل الأمصار كل فئة منهم تمثل مذهب فقهي ، وتيارات فكرية مختلفة و متنوعة ، و أعراق و أجناس مختلفة ، يتجمعون في مشهد عالمي واحد يعد نموذجا مميزا يؤكد و يوضح معنى التعايش ، حيث يضم هذا الموسم جميع الصور للحياة البشرية في آن واحد في شهر واحد ، ومكان واحد في بلد الأمين مكة المكرمة ، حيث يتجمعون تحت راية واحدة ملبيين النداء مما يوضح للعالم بأسره معنى التعايش مهما إختلفت الأجناس والأنماط الفكرية ، فالدين الإسلامي جاء مرشدا و ناصحا للبشرية لمعنى التعايش ، والإهتمام بإظهار روح التسامح وعدم التنازع المؤدي إلى الفرقة و الكراهية .