رائد الفضاء فلاديمير كوماروف هو أحد أبطال عالم الفضاء الذين عبروا إلى طريق النجوم ، هو واحد من رواد الفضاء السوفيتين ، ويعتبر هو أول رائد فضاء سوفيتى يطير إلى الفضاء الخارجى أكثر من مرة، وبسبب رحلته الأخيرة أصبح أيضا أول إنسان يموت فى مهمة فضائية، فهيا لنتعرف على حياة فلاديمير كوماروف.
حياة فلاديمير كوماروف
– ولد فلاديمير كوماروف في يوم 16 مارس عام 1927 في موسكو العاصمة الروسية ، وكان والده يعمل في عدة مهن يدوية بسيطة، وظهر أهتمام كوماروف بالرياضيات منذ المرحلة الإبتدائية، إلا أنه اضطر إلى ترك المدرسة عام 1941 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وعمل مزارع .
– ظهر عليه الإهتمام بعلم الطيران وفقد مان يقوم بتجميع صور ومجلات تتناول هذا المجال، ثم التحق كوماروف عام 1942 بأول مدرسة للقوات الجوية الخاصة الروسية، وبعد تخرجه بمرتبة الشرف، كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت ،وبداية من عام 1949 خدم في صفوف القوات الجوية السوفيتية كطيار مقاتل.
– وفي عام 1960 تم اختياره لينضم لأول مجموعة رواد فضاء، وكانت أول رحلة له على متن مركبة (فوسخود )، أما رحلته الثانية والأخيرة فكانت على متن سفينة (سويوز1)، والتي لقى حتفه أثناء عودته منها إلى الأرض.
تفاصيل رحلة فلاديمير كوماروف الأخيرة
– بدأت هذه المأساة مع الذكرى الخمسين لتأسيس الإتحاد السوفيتي، وقد طالبت الحكومة بعمل إحتفال كبير من خلال برنامج الفضاء، وقرر ليونيد بريجنيف زعيم الإتحاد السوفييتي، أن تقوم سفينتين سوفيتتين بالإنطلاق إلى الفضاء.
– كانت الخطة لمركبتين فضاء سوفياتي ينطلقا في الفضاء، ثم يتم إنتقال رواد الفضاء بين السفينتين، وكانت أول كبسولة سيتم إطلاقها هي السفينة (سويوز 1)، والمركبة ثانية (سويوز 2)، مع اثنين من رواد الفضاء ، حيث ينتقل من في السفينة الأولى إلى الثانية .
– تم اختيار كوماروف لقيادة (سويوز 1) في عام 1967، كان يعرف الجميع أن الكبسولة الفضائية ليست آمنة للطيران، ولكن كانوا أكثرا رعبا من رد فعل بريجنيف إذا تم التأخر عن هذه البعثة .
– قبل الإقلاع قاموا بتفتيش المركبة ( سويوز1 ) وجدو فيها 203 مشاكلة هيكلية، حاول رواد الفضاء يوري جاجارين وصديق كوماروف المقرب من منع انطلاق السفينة، حاول حتى اللحظات الإخيرة اقناع الطاقم بتأجيل أو إلغاء الإقلاع دون فائدة ، وانطلق كوماروف بالسفينة وهو متأكد من موته .
-قد كتب صحفي روسي أن في يوم انطلاق رحلة المركبة (سويوز1) ظهر رائد الفضاء يوري جاجارين، وطلب بدلة فضاء لينطلق في هذه الرحلة مع كوماروف على الرغم من أن ذلك لم يكن متفقًا عليه، وهو ما فسره البعض فيما بعد بأن جاجارين كان يحاول إنقاذ صديقه من الخطر الذ كان ينتظره، إلا أن في النهاية انطلق كوماروف بمفرده دون جاجارين.
– عندما بدأت المركبة في الدوران حول الأرض بدأت عدة مشاكل في الظهور، حيث تعطلت الهوائيات وظهرت مشاكل في إمدادات الطاقة، كما تذبذب أداء جهاز الملاحة، ما يعني أنه لم تكن هناك فرصة لبقاء كوماروف على قيد الحياة ابداً.
– وذكر أن ثمة تقارير أفادت بأن المخابرات الأمريكية كانت تعلم، من خلال محطة التجسس الموجودة بإسطنبول، بوجود الكثير من العيوب في المركبة (سويوز1) ، إلا أنها لم تعلن عن ذلك.
– وقد التقطت محطة التجسس الأمريكية في إسطنبول، صوت كوماروف وهو يخبر المراقبين الجويين بأنه على وشك الموت ويلعن من وضعه داخل السفينة ، عندما بدأ كوماروف رحلته إلى العودة مرة أخرى للأرض تعطلت المظلة ولم ينجح كوماروف في فتحها ليهبط بسلام مما أدى لإرتطامه بالأرض واحتراقت المركبة بالكامل وهو بداخلها، وكان ذلك في يوم 24 أبريل عام 1967، ولم يتبق إلا بقايا محترقة من جسد كوماروف.