تم اكتشاف اثنان من الألمان يشتركان في أطول شجرة عائلة مثبتة في العالم، والرجلين هم مانفريد هوختهاوزن، وهو مدرس يبلغ من العمر 58 عاما، وأوفي لانج، مساح، البالغ من العمر 48 عاما، وكانزا يعرفون بعضهم بعضا، فهم يعيشون في نفس القرية، وبينهم حوالي نصف ميل فقط، لكنهم لم يعرفوا أبداً أنهم مرتبطون من خلال سلف مشترك عمره ثلاثة آلاف عام، ولم يكتشفوا إلا في الآونة الأخيرة أنهم منحدرين حقيقيين لسكان كهوف العصر البرونزي، الذين عاشوا في المنطقة قبل ثلاثة آلاف سنة، وبفضل اختبار الحمض النووي لعظام العصر البرونزي، التي وجدت في كهف ليختنشتاين في سفوح جبال هارتس في ولاية سكسونيا السفلى في دولة ألمانيا، يمكن لهم أن يتأكدوا الآن أنهم منحدرين من أطول شجرة عائلة في العالم .
شجرة العائلة
يمكن تمثيل بيانات الأنساب في أشكال متعددة، على سبيل المثال كنظام أصيل أو أصل، وغالبًا ما يتم عرض الأشجار العائلية مع أقدم الأجيال في الأعلى والأجيال الأحدث في الأسفل، إن مخطط السلف، وهي شجرة تظهر أسلاف الفرد، سيكون أشبه بشجرة في شكلها، ويكون أوسع في الجزء العلوي من القاع، وفي بعض المخططات النسبية، يظهر الفرد على اليسار وتظهر أسلافه على اليمين، ومخطط الهبوط الذي يصور كل أحفاد الفرد سيكون أضيق في القمة، ويمكن أن يكون لأشجار العائلة العديد من الموضوعات، وقد يشمل المرء جميع المنحدرين المباشرين لشخصية واحدة، أو جميع الأسلاف المعروفين لشخص حي، وقد تشمل جميع أصحاب اللقب الواحد، وهناك نهج آخر هو بناء شجرة بما في ذلك جميع أصحاب مكانة معين، مثل ملوك ألمانيا، وهذا يعتمد على الزواج الأسري للربط بين الروابط بين السلالات .
أطول شجرة عائلة في ألمانيا
قال لانج : ” قبل الاكتشاف تمكنت من تعقب أسرتي بالاسم حتى عام 1550، الآن، يمكنني العودة 120 جيل، ويأتي لانج من قرية Nienstedt الصغيرة، التي تقع بالقرب من موقع الحفر، وقال في تصريحات له : ” كنا نلعب هناك كأطفال، وإذا كنت أعرف أن هناك أقارب يبلغن من العمر 3000 عام مدفونين هناك، لما كنت أضع قدمًا في هذا الكهف “، وقد اكتشف فريق محلي من علماء الآثار في الكهف الذي كان مخفيًا عن النظر، في عام 1980، ولكن لم يستطيعوا حتى عام 1993 أن يجدوا أي شيء مرتبط بالعصر البرونزي، وقد تم استخدام الكهف ما بين 1000 و 700 قبل الميلاد، وفقا للتحقيقات الأثرية التي أجراها العلماء في جامعة غوتينغن، وأكدت واحدة منهم، وهي عالمة الأنثروبولوجيا سوزان هوميل، أن هوشتاوزن ولانج يشتركان في أطول شجرة عائلية مثبتة .
ووجد الباحثون عظام 23 شخصا – تسعة من الإناث و 14 من الذكور – إلى جانب ما بدا أنه كائنات عبادة، مما أثار التكهنات بين العلماء أن الكهف كان منطقة معيشة ومكان دفن القرابين، ووجد العلماء أن العظام كانت محمية من العناصر عن طريق رواسب الكالسيوم التي شكلت الجلد الواقي حول الهياكل العظمية، وتبين أن البقايا من نفس المجموعة العائلية التي كان لها نمط DNA مميز ونادر، وعندما تم اختبار 300 من السكان المحليين باستخدام مسحات اللعاب كجزء من البحث الأثري، تبين أن اثنين من السكان المحليين لديهم الخصائص الوراثية نفسها بالضبط : مانفريد هوختهاوزن وأوفي لانج، وقال هوختهاوزن الذي عاشت عائلته في المنطقة منذ القرن الثامن عشر، في حديث له : ” لم أكن أصدق ذلك في البداية، لكنني أعتقد أنه أمر مثير بالفعل ” .
اكتشافات أنثروبولوجية
أعيد بناء الجماجم باستخدام تقنيات الكمبيوتر ثلاثية الأبعاد، وهي الآن موضوعة في متحف في باد جروند المجاور، وقد زار هوختهاوزن المتحف قائلا إنه وجده رائعا لرؤية أسلافه، وقال إنه تلقى العديد من المكالمات من مختلف أنحاء ألمانيا منذ أن نشر علماء الآثار نتائجهم، وقال : ” الناس مهتمون لمعرفة كيف يمكن تتبع جذور الأسرة لسنة 3000، وأنا أستطيع أن أقول لهم، أن هذه الاكتشافات رهيبة ومثيرة، بل ورائعة ” .