تعرف السامبا بأنها نوع من الموسيقى البرازيلية ، والتي ترجع لجذور إفريقية ، وقد ترجع لاسم الايقاع الديني الإفريقي أنجولانو سامبا ، ويتم فيها العزف على نغمات السامبا في الاحتفالات البرازيلية ، والتي تتميز بطابع خاص ومميز ، ومن أشهر عازفين موسيقى السامبا البرازيلية : بيزيرا دا سيلفا ، مارتينيو دي فيلا .
تاريخ السامبا
عرفت السامبا في أوروبا الغربية في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين ، وتميزت هذه الرقصة بالقيام بالرقص بخطوات بسيطة للأمام وللخلف ، مع بعض الحركات الجسمانية المتمايلة .
تعد مدينة ريو دي جانيريو مهد السامبا وأساسها ، وتمثل السامبا رمزاً للهوية البرازيلية الوطنية ، ويتم الاحتفال هذه الأيام بمرور حوالي 100 على نشأتها ، على الرغم من منع السلطات للمارسيها ، واعتبارها خطيئة من قبل الكنيسة الإنجيلية .
ويعتبر عازفون السامبا أن السامبا هي البهجة ، ويقول “وغنرسيلفيرا ” وهو عازف الإيقاعات بفريق ( سامبا دي لي ) ، أنه يعزف من أجل زرع البهجة في المكان ، وأطلق على مكان العزف معبد السامبا ، حيث بدأ كل شئ عند هذا المكان ( ريو دي جانيريو ) حيث كان يجبر العبيد على حفر درجات من السلالم في الصخور لنقل أكياس الملح لأعلى التل في حين كانت مياه البحر تصل إلى هناك ، مما كان يصعب المهمة ، ويجعلها أكثر صعوبة ، ففي هذا المكان ولد الشقاء والمعاناه>
وفيه أيضاً انبعث الأمل من جديد ، ليضفي السعادة على قلوب التعساء من البشر ممن ذاقوا معاناة الرق والعبودية ، فالمناطق المحيطة ببيدرادو سول ، وسيداد نوفا ، والتي سميت افريقيا الصغرى كانت منشأ لهذا النوع من الموسيقى ، وكذلك قام الأفارقة من العبيد والمهاجرين في منطقة باهيا ، وبعض المناطق الأخرى من شمال شرق البرازيل ، بالقيام بزرع البذور الأولى لهذه الموسيقى في الأزقة والحواري المتهالكة >
وظهرت كلمة سامبا لأول مرة عام 1916 ، وذلك عند قيام كلاً من بيكسينجوينها ، وجونجا ، وجواو دا بايانا ، وسينهو ، بتأليف( بيلو تليفون ) وهي بداية لولادة السامبا ، ولا يوجد ما يصل بين ما يحدث الأن من القرع على الطبول وبين هذه الموسيقى ، وذلك وفقاً لما ذكره المؤرخ أندريه جينيز في كتابه ( تقويم السامبا ) .
جذور تانغونية
وفقاً لما ذكره دينيز لصحيفة الموندو الإسبانية ، أن موسيقى السامبا نوع من أنواع التانجو البرازيلية ، حيث لم يكن في نهاية العشرينات آلات إيقاعية ، وكانت مجرد رقصة خاصة بالصالونات ، والآلات الموسيقية انحصرت في الجيتار والفلوت ، واللذان كانا باهظين الثمن آنذاك .
ومع ظهور إسماعيل سيلفا وجماعة ( ديكسا فالار ) والتي تعد المدرسة الأولى لتعلم السامبا في البرازيل ، وتعرف اليوم باسم ( استاسيو ) وقامت هذه الجماعة بادخال الإيقاعات الإفريقية على موسيقى السامبا ، والقيام باضافة آلات إيقاعية جديدة ، ولعل أن هذه الفئة لاقت الكثير من الهجوم عليها لفقرها وضعفها ، فلم يمتلك أي فرد منهم أي شئ غير موهبته ، ولكن سرعان ما استسلم البيض لهذه الإيقاعات على الرغم من معارضتهم لها في بادئ الأمر .
مقاومة السامبا ثقافيا
لاقت السامبا مهاجمة كبيرة من السلطات ، حيث كانت السامبا منافسة لموسيقى ييه – ييه العذبة ، وموسيقى جوفين غواردا لروبرتو كارلوس ، وقام بعض الفنانين من مؤسسي السامبا مثل جواو نوجيرا بشن هجوم مضاد بتأسيس نادي للسامبا ، وفيه كان يجتمع الأصدقاء لتناول البيرة مصاحباً له الضحك واللعب والمجون ، والذي كان يعد من أسوء التقاليد لموسيقى الروك .
وفي نفس الوقت ظلت الموسيقى الأمريكية السيئة تطارد السامبا ، ووفقاً لما ذكرته كارفالهو قائلة بأنها كانت السيدة الوحيدة التي لم تشرب الخمر ، لذا كانت هي الشاهدة الوحيدة على ما يحدث هناك في هذا الوقت .
تهديد الكنيسة
تعتبر الكنيسة الإنجيلية رقصة السامبا خطيئة ، ويتم مهاجمتها من قبل الكنيسة على الرغم من ازدياد أعداد ممارسيه في السنوات الأخيرة ، وقالت كارفالهو أن القساوسة قاموا بنشر رسائل واضحة وصريحة عن كراهية الكنيسة لتلك الأديان المنحدرة من تلك الأصول الأفروبرازيلية ، وأطردت كارفالهو معربة عن حسرتها وضيقها ، بأنه لم تعد ترى الأطفال وهم يعزفون على الدفوف في الأحياء الفقيرة ، وأصبحوا يرتدون النعال والسراويل الطويلة كما لو كانوا في بروكلين ، وهذا ما قالته معربة عن استيائها ، وأن هذا لاعلاقة له بهم .
وذكر دينيز ، وهو أحد المتخصصين في هذا المجال ، أن السامبا لايمكن أن تختفي بل هي مثل الحرباء التي يمكنها التأقلم ، فذكر أنها لغة شاملة يمكنها أن تمنح المساحة لأساليب التعبير المختلفة ، لأنها لا تستطيع استيعاب الجميع ، وذكر أن الفانك تستعين بموسيقى السامبا ، وبانتهاء السامبا سينتهي كل شئ .