معظمنا يفكر في الحشرات أنها كمخلوقات يجب التخلص منها بمجرد رؤيتها، لكن ليس كل الحشرات تقع ضمن هذه الفئة.. والفراشات من أكثر الحشرات شيوعا ويرجع ذلك إلى أنواعها وألوانها الجميلة، ولا يدرك الكثيرون أن هذه الأعجوبة المجنحة لديها أدوار كبيرة أكبر من مظهرها الخلاب سنتعرف عليها في هذه السطور
معلومات عن الفراشة
يبلغ عدد الفراشات الموجوده حول العالم 20 ألف نوع تقريباً ، منها ذكر فراشة جناح طائر الملكة إلكسندرا الذي يتواجد بكثرة في غينيا ، وهي تتميز بكونها كبيرة في الحجم ، حيث تمتلك جناحين يصل طولهما حوالي 28سم ، وأصغر فراشة متواجدة في العالم هي فراشة الزرقاء الغريبة ، وهي تتواجد بكثرة في أمريكا الشمالية ، حيث يصل طولها حوالي 1 سم ، وللفراشات عدداً كبيراً من الأعداء لذلك فقد حباها الله بالقدرة على تغيير لونها للإختباء منهم ، والقدرة على إفراز رائحة منفرة تزعج الحشرات الأخرى .
ومن الأمور الغريبة جداً أن أي حيوان يتذوق الفراشة لأول مرة ، ينفر منها تماماً ، ولا يعود للبحث عنها ، لأن طعمها كريه ، وذلك نتيجة تغذيتها على عصارة النباتات المُرة ، ويوجد أيضاً العديد من الفراشات السامة ، مثل البودو تريشا ، وفراشة الهليكونيوس ، وفراشة المونارش ، وتتغذى الفراشات على رحيق الأزهار و هو السائل المر في النباتات .
تكاثر الفراشات
الفراشة من الحشرات حرشفية الأجنحة ، مثل الخنافس والعث ، وتتواجد بألوانٍ كثيرة جداً في مناطق كثيرة حول العالم ، وتبدأ دورة تكاثرها من خلال البحث عن زوجٍ مُناسب ، عن طريق إستعمال حاستي الشم والبصر ، وإطلاق إشارات مُعينة تساعدها في القدرة على التمييز بين الذكور والإناث ، وتستطيع الفراشة تحديد الزوج المناسب من خلال رائحة تميزه بها تُسمى بالفيرمونات ، ومن الأمور العجيبه أن عُمر ذكر الفراش ينتهي بعد فترة قليلة جداً من حدوث عملية التزاوج ، بينما تُكمل الأنثى حياتها ، وتذهب للبحث عن مكان لتضع فيه بيضها .
مراحل دورة حياة الفراشة
المرحلة الأولى : مرحلة البيضة
إن الفراشة تضع عدداً كبيراً من البيض ، بعد حدوث التزاوج ، قد يصل عدده إلى المئات من الفراشات ، وهي تضع بيضها بشكل عشوائي ، وفي بعض الأحيان تقوم بوضعه بجانب النباتات الخضراء ، والسمات المميزة لهذا البيض أنه يكون دقيق جداً ، وصغير في حجمه إلى تلك الدرجة التي تجعله لا يُرى بالعين المُجردة ، وقد يبلغ حجم أكبر بيضة تضعها الفراشات حوالي 2.5 ملم.
المرحلة الثانية : مرحلة اليرقة
المرحلة الثانية في دورة حياة الفراشات هي مرحلة اليرقات ، حيث تتكون اليرقات بألوان عديدة ، وفي أغلب الأحيان تتواجد بالون الأخضر ، والبني ، والأحمر ، والأصفر ، وتتغذى اليرقات فور خروجها من البيض على قشر البيض الذي كان يحتضنها ، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة التغذية على النباتات الخضراء ، وتتكون أجساد اليرقات من أربعة عشر قطعة ومنها ، الرأس وقرون الإستشعار، والزوائد الحميمية ، والأرجل الأولية الشرجية ، والقابضات الشرجية.
المرحلة الثالثة : مرحلة العذراء
تعمل الفراشات على الدخول إلى المرحلة الأخيرة من مراحل اليرقة ، وذلك من خلال غزل شرانق حريرية حول نفسها ، وهي بداية مرحلة جديدة تُسمى مرحلة العذراء.
المرحلة الرابعة : مرحلة الحشرة الكاملة
أثناء إكتمال مرحلة العذراء من خلال اكتمال نموها في الشرنقه ، فإنها تعمل على إفراز سائل ، تكمن وظيفته في تخليصها من غلاف الشرنقة ، ومن أجل حدوث ذلك ، تعمل الفراشة على فتح صدرها بالكامل بهدف كسر غلاف الشرنقة ، فيبدأ الرأس والصدر في الظهور ، ثم يلي ذلك بقية جسدها ، ثم تقوم بعد ذلك بضخ الهواء والدم داخل جسدها ، مما يجعلها قادرة على الطيران.
فوائد الفراشات
1- الحفاظ على سلامة عقولنا
الفراشات تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على سلامة عقل الإنسان، واستشهد عالم الطبيعة البريطاني الشهير "ديفيد أتينبورو" بالآثار المفيدة عند مشاهدة الفراشات في مساعدة البشر على الهروب من ضغوط الحياة والقلق والاكتئاب.
2- تطور التقنيات الحديثة
تلعب الفراشات أيضا دورا رئيسيا في تطوير التقنيات الجديدة؛ فقد درس خبراء في معهد كارلسروه للتكنولوجيا في ألمانيا أجنحة الفراشات من نوع الفراشات الزجاجية التي في أجنحتها مناطق شفافة لا تعكس الضوء، وحاولوا تطبيق هذا المفهوم في تحسين الطلاء المستخدم في شاشات الأجهزة الإلكترونية المحمولة المضاد للانعكاس.
3- مصدر إلهام للفنانين
كانت الفراشات مصدر إلهام للفنانين على مر السنين.. بداية من عام 1350 ق.م منذ عهد الفراعنة، حيث تميزت مقبرة نب آمون بزخارف زاهية بها العديد من فراشات النمر الساطعة، ونجح الفنان المصري القديم في التعبير عن ملمس أجنحتها ونسق ألوانها، كما كان الفنان السريالي سلفادور دالي مفتونا بالفراشات كما في لوحة "المشهد مع الفراشات".
4- الحفاظ على البيئة
يمكن للفراشات إزالة النفايات من البيئة، وهناك أنواع تتغذى على المخلفات والنفايات من جثث الحيوانات بدلا من النباتات مثل فراشة الإمبراطور الهندي الأرجواني.. وهناك أنواع أخرى تأكل اللحم الحيواني الميت بمجرد تحلله.
5- التخلص من الحشرات
إذا كنت من عشاق زراعة الحدائق، فإن الفراشات ستساعد في التخلص من الحشرات التي تضر بالأزهار؛ فهناك أنواع مولعة بأكل الحشرات خاصة تلك التي تنقل الفيروسات من النباتات إلى الفواكه والخضراوات مثل فراشة الحصاد.
6- توفير المضادات الحيوية
لا يدرك العديد من الناس أن بعض أنواع الفراشات تزودنا بالمضادات الحيوية التي تنقذ الأرواح، ففراشة "Meadow brown" الشائعة في المملكة المتحدة تنتج مضادا حيويا قويا، وكشفت الأبحاث أنه فعال في مكافحة نمو البكتيريا، وقد أثبتت الغالبية العظمى من تلك التجارب أنها فعالة في مكافحة نمو المكورات العنقودية الذهبية.
7- تعزيز السياحة
تستقطب محمية "وادي الفراشات" على جزيرة رودس اليونانية آلاف السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة تجمع ضخم للعديد من الفراشات ذات الألوان الزاهية، كما تتمتع محمية "Monarch Butterfly Biosphere" في مدينة مكسيكو بشعبية كبيرة بسبب الفراشات، ويوجد العديد من المحميات للفراشات في اليابان وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
8- مساعدة العلماء لمراقبة تغير المناخ
نظرا لحساسيتها تجاه التغيرات المناخية، فإن الفراشات مفيدة للعلماء الذين يراقبون تغير المناخ حول العالم، إذ تؤثر التغيرات في درجة الحرارة على المواقع التي تختارها الفراشات لوضع البيض والعدد الذي تضعه وتطور اليرقات وبقائها على قيد الحياة.
9- الحفاظ على صحة النظام الإيكولوجي
تعد الفراشات مؤشرا للصحة العامة للنظام البيئي، فوجود عدد أكبر من الفراشات معناه أن النظام البيئي في حالة جيدة، فالتغيرات البسيطة في النظام البيئي تؤثر عليها لأن فترة حياتها قصيرة وتجعلها تتفاعل بسرعة كبيرة مع مثل هذه التغيرات.
10- تلقيح الزهور
نعرف أن النحل يساعد في عملية تلقيح الزهور، لكن الفراشات تلعب دورا هاما أيضا، فالفراشات لديها بعض المزايا مقارنة بالنحل عندما يتعلق الأمر بالتلقيح، وأبرزها هو قدرة الفراشة على الطيران أبعد من النحل، ما يعني أنها قادرة على تلقيح الأزهار عبر مناطق أوسع، كما أنه لديها إدراكا بالألوان مقارنة بالنحل.