أشار الكثير من الناس إلى السمكة الفقاعة على أنها من أقبح المخلوقات على وجه الأرض ، و في السنوات الأخيرة تم إجراء تصويت لاختيار أقبح الحيوانات على وجه الأرض سواء على اليابس أو الماء ، و بالتحديد خلال عام 2013م ، و كان من بين الحيوانات التي تم اختيارها ؛ سمكة الفقاعة ، بالإضافة إلى لضفدع صاحب كيس الصفن و القرد ذي الأنف الكبير البارز ، و لكن استغل بعض الباحثين سمعة تلك السمكة و شهرتها كأحد أقبح الكائنات ؛ في أن يقوموا بتسليط الضوء عليها و التدخل في ظروف معيشتها أكثر فأكثر.
نبذة عن السمكة الفقاعة:
تم اكتشاف تلك السمكة منذ وقت بعيد و لكن كان من الصعب مراقبتها عن قرب و ذلك لأنها تعيش في عمق يتراوح ما بين 2000 إلى 4000 قدم ، أسفل مياه المحيط ، و لذلك من الصعب أن يقوم الباحثين بمتابعتها على هذا العمق ، و يكون الضغط في هذا العمق أعلى بحوالي 120 مرة مما هو عليه على السطح ، و لكن كل ما توصل إليه الباحثون من معلومات عن تلك السمكة هو أن طولها يصل إلى 12 إنش ، و يُطلق عليها الباحثين اسم “Psychrolutes marcidus” ، و لم يتمكن أحد من معرفة طعامها المفضل الذي تتغذى عليه و لكن أغلب الظن أنها تفتح فمها و تنتظر ما يحمله لها التيار.
و بالنظر إلى تركيبها الجسماني فيمكن معرفة أنها لا تتمكن من مطاردة فريستها ؛ بل تنتظر ما يأتي لها من طعام بواسطة الماء ، و بالرغم من الحكم القاسي الذي أطلقه الكثير من الأشخاص على تلك السمكة إلا أنها تفوقت على غيرها من أنواع السمك المختلفة في التأقلم على ظروف معيشتها و مواجهة التحديات و الصعاب في طريقها ، و يتميز جسم سمكة الفقاعة بأنه لا يحتوي على هيكل عظمي و لا عضلات ، و لهذا عندما حاول بعض الباحثين اخراج تلك السمكة من الماء ؛ كان جسمها شديد التدلي و مترهلًا.
كما يحتوي جسدها على مثانة السباحة التي تدعمها أثناء السباحة و تُسهل حركتها ، و تجعلها قادرة على تحمل ظروف الضغط في أعماق المحيط ، و عند خروج تلك السمكة إلى الغلاف الجوي فإنها لا تتمكن من الصمود لوقت قصير ، و بالرغم من أن الكثير من الأشخاص حول العالم قد حكموا على تلك السمكة بالقبح الشديد إلا إنها أثبتت بالفعل قدرتها على تحمل المناخ و الضغط الشديد الذي لا يتحمله البشر ، فقد أثبتت التجارب أن الإنسان إذا تواجد على عمق 4آلاف قدم فإن أعضائه سوف تُسحق ، و ذلك على عكس تلك السمكة التي لاتزال متمسكة بهيئتها و شكلها الذي يبدو كسمكة.
المخاطر التي تواجه سمكة الفقاعة:
تعتبر سمكة الفقاعة مثل أي كائن بحري آخر تعاني من خطر الانقراض ، و على الرغم من أن تلك السمكة من أنواع السمك الغير صالح للأكل من قبل الإنسان ، و لا يقوم الصيادون باستهدافها أثناء عمليات الصيد ، إلا أنها للأسف تعلق بشباك الصيادين دون قصد ، و خاصة عندما تتواجد أساطيل الصيد في المياه العميقة لسواحل استراليا ، التي تجوب قاع المحيط بحثًا عن أنواع السمك المختلفة و النادرة ، و قد أكد الكثير من الباحثين و الدارسين على أنه إذا استمر الوضع بهذا الشكل فسوف تنقرض أسماك الفقاعة النادرة دون عودة.