أعلنت الهيئة العامة للبيئة اختيار الكويت ممثلة في المهندس يعقوب المعتوق، كرئيسا لاجتماع الأطراف التاسع والعشرين، الخاص ببروتوكول مونتريال الذي يعقد في كندا، ويستمر حتى نهاية العام المقبل 2018 .

بروتوكول مونتريال
بروتوكول مونتريال عبارة عن معاهدة دولية هدفها هو حماية طبقة الأوزون، والأوزون جزء من الغلاف الجوي الذي يحتوي بصورة مكثفة على غاز الأوزون المتمركزة بصورة كبيرة في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير، ذات اللون الأزرق، وهذه الطبقة لها أهمية كبيرة للكائنات الحية، تتمثل أهميتها في كونها درع واقي يحول دون وصول الأشعة الفوق بنفسجية الضارة إلى سطح الأرض، والاستنزاف الذي يحدث من البشر لهذه الطبقة، يسمح للأشعة الفوق بنفسجية خصوصا الموجات الأكثر ضررا منها بالوصول إلى سطح الأرض، مما سيعمل على حدوث تغيرات في الجينات الوراثية لكل الأحياء على الأرض سواء الإنسان أو الحيوان أو حتى النباتات .

لذا فإن هذه المعاهدة تهدف إلى محاولة التخلص بصورة تدريجية من إنتاج عدد من المواد التي تؤثر بشكل سلبي على طبقة الأوزون، وقد تم تأسيس هذه المعاهدة في 17 سبتمبر عام 1997، ودخلت إلى حيز التنفيذ في 7 يناير عام 1999، ومن المتوقع أن الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاقية سيعمل على إنقاذ طبقة الأوزون وتعافيها تماما من الضرر الذي أصابها بحلول عام 2050، حيث تعد هذه الاتفاقية كما صرح السيد كوفي عنان من قبل واحدة من أنجح الاتفاقيات الدولية .

اختيار الكويت رئيسا لاجتماع بروتوكول مونتريال في كندا
تم اختيار الكويت ممثلة في المهندس يعقوب المعتوق المسئول الوطني للأوزون في الهيئة العامة للبيئة، أن تكون رئيس الاجتماع الذي سيعقد في كندا، والخاص ببروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون، وقد صرح المعتوق أن اختيار الكويت لهذا الدور قد أتى نتيجة ترشيح من مجموعة دول آسيوية ودول المحيط الهادي، والذي يعبر عن الثقة التي تكنها هذه الدول تجاه دولة الكويت، لما تلعبه الكويت من دور جاد وعاقل في التنسيق وتقريب وجهات النظر بين الدول الصناعية، التي يبلغ عددها 48 دولة، والدول النامية التي يبلغ عددها 148 دولة، وذلك في مجال التكنولوجيا والبدائل والمواد التي تستنفذ طبقة الأوزون .

كما أن هذا الاختيار قد أتى كذلك نتيجة للدور الذي يقوم به وفد الكويت، لكي يدعم متطلبات الدول النامية من الجانبين المالي والفني، والتي كان آخرها هو ترأس الكويت لمجموعة التمويل، للصندوق المتعدد الأطراف، حيث استطاعت الكويت ملئ هذا الصندوق لثلاث أعوام قادمة، بمبلغ وصل إلى 540 مليون دولار، والذي يتم دفعه من الدول الصناعية لصالح الدول النامية، حيث يعد هذا المبلغ أكبر مبلغ مالي تم جمعه من خلال الصندوق في العشر سنوات الماضية .

منصب الكويت في بروتوكول مونتريال
إن منصب الكويت كرئيس لاجتماعات بروتوكول مونتريال القادم، يعد أعلى منصب فيه، ويأتي تتويج لمجهودات الشباب الكويتي، ودعم الإدارة العليا في الهيئة العامة للبيئة الكويتية، التي يرأسها الشيخ عبد الله أحمد الحمود الصباح، وهذا المنصب الهام الذي حصلت عليه الكويت يمكنها من تنسيق جدول الأعمال، والمشاركة في تحديد الرؤساء لمجموعات الاتصال التي تقوم بحل القضايا التي عليها خلاف، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بهدف الوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة لتحقيق الأهداف المرجوة حول هذه القضايا .

وقد أعرب المعتوق عن فخره واعتزازه بتحقيق مثل هذا الإنجاز، حيث تعد الكويت أول دولة خليجية وعربية تتقلد هذا المنصب على مر تاريخ البروتوكول، وقد أكد أن هذا الإنجاز يهدى إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لتشجيعه دائما لمثل هذه النشاطات، وكذلك دعم كلا من الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد، وأعضاء الحكومة في الكويت .

جهود الكويت المبذولة لحماية طبقة الأوزون
تبذل الكويت الكثير من الجهود لحماية طبقة الأوزون، وهذه الجهود لا يمكن حصرها أو عدها، فقد قامت الكويت مؤخرا بسن التشريعات التي تعمل على التحكم بالمواد الضارة المستنفذة لطبقة الأوزون، وكذلك دورها في سن قوانين حماية البيئة، والمواد القانونية التي تعمل على تنظيم الاستيراد والتصدير والنقل والتخزين لكلا من الأجهزة والمعدات والمنتجات، الموضوعة تحت الرقابة، ودورها في إحلال بدائل آمنة في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2015، وقد وضعت كذلك برنامج خاص للتخلص بصورة نهائية من المواد الهيدرو فلورو كلورو كربونية ” HCFCs “، وغيرها من الجهود الذي بذلتها الكويت منذ انضمامها إلى البرتوكول منذ مطلع التسعينيات .