صحة الأم تؤثر بشكل عام على صحة وبناء الطفل الذي ينمو في الداخل ، وقد أظهرت الدراسات الحديثة وجود علاقة عميقة بين الجهاز المناعي للأم الحامل وتطور دماغ الطفل وبنائه .
تأثير صحة الأم على الجنين بشكل خاص وحياة الطفل بشكل عام
دوما ما تنصح السيدة الحامل بالراحة واتباع نظام غذائي متكامل ، وهذا كله ليس فقط لحمل آمن ولكن أيضا لأن صحة الطفل تعتمد بشكل كبير على صحة الأم ، فقد يؤدي نقص الرعاية الصحية عند الحوامل إلى مضاعفات عديدة تؤثر على الجنين وكذلك حتى على الطفل بعد ولادته وقد يصل مداها إلى السنوات التالية من نمو الطفل .
فعلى سبيل المثال يمكن لمستويات عالية من الإجهاد أثناء الحمل خلق مشاكل للطفل فقد يواجه الطفل مشاكل في الانتباه ، كما أوضحت الدراسات أن الطفل الخجول يرتبط بشكل غير مباشر بالطفل المولود من الحمل المجهد .
الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل تؤثر على دماغ الطفل
عقل الطفل يتضاعف حجمه في الأسابيع الأخيرة 35 – 39 ، لذا فالأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل مهمة للغاية لتطور نمو المخ لدى الطفل ، فهذه المرحلة النهائية من الحمل تتشكل بها وصلات الدماغ وخلاياه ، وهو أمر مهم لقدرة الطفل على التعلم السلس فيما بعد .
تأثير جهاز المناعة على صحة ونمو دماغ الطفل
قد نُشرت دراسة في مجلة علم الأعصاب تبرز حقيقة تأثير صحة الأم وخاصة جهاز المناعة على صحة ونمو دماغ الطفل ، وأن حالة الأم وصحتها مسؤولة بشكل كبير عن الاضطرابات النفسية في حياة الطفل فيما بعد .
حيث يتم إطلاق بروتينات من نظام المناعة الخاص بالأم خلال الثلث الأخير ، ويكون لهذا تأثير على تطور دماغ الطفل من حيث وجود اضطرابات مثل فرط النشاط و التوحد و انفصام الشخصية ، وأشارت الدراسة أن المستويات الأقل من هذه البروتينات تعني أن الطفل سيظهر قدرة معرفية أفضل في المراحل اللاحقة من الحياة .
تأثير مناعة الأم على القلب و الجهاز العصبي للطفل
وقد ربطت الدراسة بين مناعة الأم وانخفاض معدل ضربات قلب الجنين مما قد يؤدي إلى تأخير في تطوير الجهاز العصبي اللاإرادي ، لذا فالتغيرات في معدل ضربات القلب بمثابة مؤشر على تعب وإجهاد الجهاز المناعي للأم قبل ولادة الطفل .
كيفية تأثير نظام المناعة للأم الحامل على نمو الطفل
ينظر إلى أن الإجهاد والمرض والالتهابات والحساسية وما إلى ذلك يمكن أن يكون بمثابة محفزات لتفعيل نظام المناعة ، لذا عندما يحدث هذا تبدأ الاستجابة الالتهابية في التصرف مما يؤدي إلى إطلاق البروتينات ولاتي يكون لها تأثيرا كما ذكرنا من قبل .
مراحل الدراسة على تأثير الجهاز المناعي
بعد الولادة مباشرة : تم إجراء هذه الدراسة بعد الأسابيع القليلة الأولى للولادة حيث تم فيها تصوير مخ الرضع ، وقد كشفت هذه الفحوصات أنه إذا كانت الأم تحتوي على بروتينات عالية خلال المراحل النهائية من الحمل هذا يشير إلى الالتهاب وهذا قد يؤثر على الوصلات العصبية المسئولة عن الاتصال بين الأجزاء المختلفة من دماغ الوليد .
بلوغ الطفل 14 شهرا : أجريت الاختبارات مرة أخرى عندما بلغ عمر الطفل 14 شهرًا ، وكشفت نتائج الاختبار عن اختلافات من حيث السلوك وتطور اللغة والمهارات الحركية للأطفال الذين ولدوا من الأمهات الذين قاموا بتنشيط جهاز المناعة بسبب الالتهابات .
الفكرة والهدف من وراء هذه الدراسة : هو فهم كيف يمكن لنظام المناعة الملتهب للأم أن يكون له تأثير على نمو دماغ الطفل ، إن فهم هذا من شأنه أن يسهل الوقاية من مثل هذه التأثيرات من أجل ضمان نمو الطفل بطريقة صحية سواء في الرحم وكذلك في وقت لاحق خلال سنوات نموه وخلال مرحلة الطفولة وما بعدها .