تسعى الكويت دائما إلى رعاية كافة الدول في المنطقة العربية، خصوصا تلك المناطق التي تصيبها مصائب كبيرة، وتبذل كل الجهود المادية والمعنوية في محاولة رفع الضرر ومساعدة هذه الدول الشقيقة، لذا فقد تبنت الجمعيات الخيرية في الكويت تدشين حملة لمساعدة اليمن تجاه وباء الكوليرا الذي تفشى بين أهلها، والذي اجتاح أكثر من 90 % من المحافظات اليمنية، وبناءا على هذا انطلقت حملة تسمى ” فريق عطاء المرأة الكويتية “، وقد عقد هذا الفريق مؤتمرا في اليمن أمس، حول كيفية مكافحة مرض الكوليرا .

مرض الكوليرا
الكوليرا هو مرض معدي من الأمراض المعوية، تسببه سلالات جرثومة ضمة الكوليرا، وهي نوع من البكتريا سلبية الغرام، تتميز بأنها متحركة على شكل عصا معقوفة، ولديها سوط قطبي، وتنتقل هذه الجرثومة بين البشر عن طريق تناول طعام أو شراب ملوث يحتوي على هذه البكتريا من أشخاص آخرين، ويعمل هذا المرض على تبطين أغشية الأمعاء الدقيقة المخاطية، والتي تسبب على إثرها أعراض المرض الشهيرة وهي : الإسهال المصحوب بالنزيف، انخفاض ضغط الدم .

ويعد الكوليرا مرض قاتل يستطيع قتل الشخص في خلال 3 ساعات من الإصابة إذا لم يتم العلاج، ومعظم الحالات المصابة بالكوليرا تكون في أفريقيا حيث تقدر نسبة الوفاة بسبب الكوليرا في أفريقيا بـ 5 %، وفي باقي الأماكن 1 % فقط، وقد انتشر مؤخرا هذا الوباء في اليمن بصورة كبيرة فأصاب أكثر من 90 % من المحافظات اليمنية .

انتشار الكوليرا في اليمن
بدأ وباء الكوليرا بالانتشار في اليمن منذ أكتوبر الماضي، وقد عاود الانتشار مرة أخرى هذا العام خصوصا منذ أبريل وحتى الآن، حيث أنه في الفترة بين 26 أبريل إلى 18 مايو لهذا العام انتشر المرض في حوالي 20 محافظة يمنية، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك هو تعطل أكثر من نصف المؤسسات الصحية اليمنية، بسبب الحرب الأهلية التي تدور هناك، وتعد صنعاء هي أكثر عاصمة تضررت من الكوليرا حيث حظت بنصيب 34.6 % من حالات الإصابة .

وقد تسببت الإصابة بالكوليرا في بداية يوليو لهذا العام بموت 1600 مصاب، مع وجود 270 ألف حالة مشتبه فيها بالمرض، وفي نفس الشهر تحديدا يوم 25 ارتفعت الحالات المصابة إلى 400 ألف شخص، وأصبحت حالات الوفاة 2000، أما آخر إحصائية والتي تم إعلانها أمس على هامش مؤتمر عطاء المرأة الكويتية، فقد وصل عدد الحالات المصابة إلى 900 ألف شخص، حيث يصاب بهذا المرض 5000 حالة يوميا .

الكويت رسميا إقامة مؤتمر عطاء المرأة الكويتية، من أجل مكافحة مرض الكوليرا الذي انتشر في اليمن، وبتعاون مع المركز الدولي لبحوث الأمراض الوبائية، الذي يعد من أبرز معاهد البحوث الصحية العالمية في العالم، ومقره في دكا ببنغلاديش، حيث يلتزم هذا المعهد بحل مشاكل الصحة العامة التي تواجه البلدان الفقيرة ومحدودة الدخل، وذلك من خلال البحوث العلمية المبتكرة، والبحوث المختبرية والسريرية، حيث يهدف هذا المعهد إلى تحسين صحة الأفراد الذين ينتمون إلى أفقر الدول في العالم، وذلك على مدى أكثر من 50 عام .

كما تم إقامة هذا المؤتمر بتمويل من فؤاد محمد فؤاد ثنيان الغانم، وهو سليل عائلة عريقة في الكويت، كان له ولعائلته فضل كبير تجاه الأعمال الخيرية سواء داخل الكويت أو خارجها، ودائما ما يحب مساعدة الفقراء، وقد تبنى إنشاء الكثير من المنازل لهم، كما كفل عدد كبير من الأيتام، وهو من أكبر المتبرعين لبيت الذكاة على مدار العام، كما أنشأ مدرسة في باكستان، وساهم في بناء المركز الإسلاميفي  الولايات المتحدة، وكفل عدد كبير من الأيتام في كلا من مصر ولبنان، وكفل عدد كبير من طلبة العلم في عدد من الدول العربية والإسلامية .

وقد تلقى فؤاد ثنيان الغانم مراحل تعليمه الأول في مدارس البصرة الخاصة، وانتقل وهو ابن سبع سنوات إلى الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، وحصل على تعليمه في المرحلة المتوسطة والثانوية هناك، وذلك في مدرسة ” كلية فيكتوريا الخاصة “، وبعد ذلك اتجه إلى الولايات المتحدة ليكمل دراسته الجامعية، ودرس تخصص العلوم، ثم عاد إلى الكويت عام 1966 .

مؤتمر عطاء المرأة الكويتية
تعد ليلى الغانم هي رئيسة فريق عطاء المرأة الكويتية، وقد صرحت خلال هذا المؤتمر أن حملاتها الوقائية بدأت في صنعاء منذ عام 2016، وقد عملت على تنظيم دورات من أجل الوقاية في بنغلاديش مع عدد 21 طبيب وممرض يمني، وقد طلبت من الحكومية اليمنية وناشدتها لمساعدتها في هذه الحملة، وكذلك طلبت من المجتمع الدولي مساعدتها في محاولة القضاء على وباء الكوليرا في اليمن، وقد حضرت المؤتمر الدكتورة علياء الموسى ممثلة المركز الدولي لأبحاث الأمراض الوبائية في بنغلاديش، وأكدت أن المركز يحاول تقديم كافة أشكال المساعدة لمثل هذه الكوارث .

الكوليرا