إن أهم ميزة من مميزات التطور التكنولوجي هو الجانب المختص بتشخيص الأمراص وعلاجها، واستخدام طرق حديثة في الكشف المبكر عن المرض وتشخيصه، من أجل تلقي العلاج مبكرا، لذا قد أعلنت الدكتورة دعاء الخالدي مديرة إدارة خدمات المختبرات الطبية في وزارة الصحة الكويتية، عن إدخال نظام جديد إلى مختبرات وزارة الصحة، يهدف هذا النظام إلى إرسال شرائح العينات أو الأنسجة الخاصة بالأشخاص أصحاب الأمراض الصعبة والمستعصية، إلى مراكز معتمدة وعالمية في الخارج إلكترونيا، يستطيع من خلالها أفضل الأطباء بالعالم تشخيص المرض وإعطاء النتيحة في سهولة وسرعة .
إدخال نظام جديد إلى مختبرات وزارة الصحة الكويتية
ستم إطلاق مؤتمر في السادس والعشرين من أكتوبر الحالي، يتم التصريح فيه عن النظام الجديد الذي أدخل إلى وزارة الصحة في الكويت، وهو نظام يعرف باسم ” الديجيتال باثولوجي “، والذي يعتبر أحد أهم أنواع التقدم العلمي في مجال تشخيص الأمراض، أو ما يعرف بـ ” الوصم ” وهو العلم الذي يختص بدراسة الأعراض المميزة للأمراض من أجل تشخيصها، وسيعمل هذا النظام الجديد على تحقيق قفزة كبيرة في مجال تحسين رعاية المرضى، والتقليل من وقت انتظارهم للنتائج بصورة كبيرة، حيث أنه في الماضي كان يتم إرسال العينات إلى الخارج عن طريق البريد، مما يتسبب في تأخير التشخيص لبعض الحالات الطارئة .
كما سيعمل هذا النظام الجديد بجانب سرعته العالية في تحقيق النتائج، إلى الدقة في الحصول عليها، حيث أنه يعمل على توفير خدمة مختبرية أفضل خصوصا في تشخيص الأمراض المستعصية، من خلال استطاعة الأطباء في الكويت الاتصال مع أي مركز متخصص على مستوى العالم، للحصول على التشخيص الصحيح، خصوصا في الحالات التي تحتاج إلى تشخيص أكثر من طبيب استشاري .
نظام الديجيتال باثولوجي
هو علم الأمراض الرقمي، وهو عبارة عن بيئة معلومات مصورة، والتي يمكن تفعيلها عن طريق تكنولوجيا الكمبيوتر، والتي تسمح بإظهار وإدارة المعلومات التي تم إنشائها من قبل شريحة رقمية، ويتم تمكين الديجيتال باثولوجي من قبل مجهر ظاهري، عن طريق تحويل الشرائح الزجاجية إلى شرائح رقمية، من خلال عرضها وإدارتها وتحليلها على شاشة الكمبيوتر، ويعتبر هذا المجال الحديث من السبل الواعدة في مجال الطب التشخيصي، والذي يهدف إلى تحقيق أسرع وأفضل وأرخص سبل التشخيص، بهدف التنبؤ بمختلف الأمراض بصورة سريعة خصوصا الأمراض السرطانية .
ويقول علماء تشخيص الأمراض أنه عند النظر في العينة من الأنسخة تحت المجهر العادي، يمكن أن تتعرض تلك الأنسخة إلى التلطيخ بسبب الضوء المسلط عليها، أما في النظام الحديث الخاص بالديجيتال باثولوجي، فيتم فيه ترقيم الشرائح وتحليلها باستخدام خوارزميات الكمبيوتر، مما يعمل على تقليل الخطأ البشري وتحسين دقة التشخيص، وهذه الطريقة أسهل في مشاركتها عبر دول العالم من مشاركة الشرائح المادية، مما يزيد من إمكانية مشاركة هذه البيانات مع خبراء أكثر .
وقد تمت الموافقة على استخدام الديجيتال باثولوجي من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأولى ( إف دي إيه )، وقد استندت هذه الموافقة على دراسة حالات متعددة في المراكز المختلفة، وصلت لحوالي 1992 حالة، وذلك عبر مجموعة واسعة من العينات، وأسفرت النتائج عن رؤية واضحة للعينات أكثر من أي نظام آخر .
طريقة استخدام نظام الديجيتال باثولوجي
تم تركيب 8 أجهزة تعمل بنظام الديجيتال باثولوجي في المختبرات الخاصة بمستشفيات وزارة الصحة بالكويت، كما تم تدريب الأطباء تدريب جيد على استخدام هذه الأجهزة، من أجل تمكينهم من تشخيص عينات الأنسجة، وتحقيق أقصى استفادة من هذا النظام، ويتم إنشاء الشرائح الرقمية من شرائح زجاجية باستخدام جهاز الماسح الضوئي، حيث يتطلب علم الديجيتال باثولوجي مسح عالي الجودة خالي من الغبار والخدوش وغيرها من العوائق، ويمكن الوصول إلى هذه الشرائح الرقمية عن طريق شاشة الكمبيوتر، ومشاهدة برمجياتها محليا أو عن طريق الإنترنت .
ويتم الاحتفاظ بهذه الشرائح الرقمية في نظام إدارة المعلومات التي تسمح بالأرشفة والاسترجاع بذكاء، ويتم استخدام هذه الشرائح لعرضها وإقامة مشاورات بشأنها عبر الإنترنت أو الشبكات الخاصة، كما يتم استخدام أدوات تحليل الصور من أجل استنباط التدابير التقديرية والموضوعية للشرائح الرقمية، ويتم تصنيف صور العينة وتحديد المناطق ذات الأهمية الطبية من هذه الشرائح، عن طريق استخدام ميزة التعرف على الأنماط وأدوات البحث المرئي .