وجد الباحثون أن تعرض الأجنة لأدوية الصرع في الرحم، مرتبط بنتائج اختبارات مدرسية أقل بشكل كبير بين هؤلاء الأطفال في سن السابعة .

تأثير أدوية الصرع أثناء الحمل على الأطفال في سن المدرسة
وجد باحثون من مجموعة أبحاث الأمراض العصبية في كلية الطب بجامعة سوانسي، أن التعرض لأدوية الصرع في الرحم، يرتبط بنتائج اختبارات مدرسية ضعيفة بشكل كبير بين الأطفال في عمر 7 سنوات، ويوصي البحث الذي نشر مؤخرا على الإنترنت في مجلة طب الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي، بضرورة أن تكون الأمهات على علم تام بمخاطر العلاج، ولكن يجب أن يقاس وزنهن مقابل الحاجة إلى السيطرة الفعالة على النوبات أثناء الحمل .

وينصح حاليا النساء المصابات بالصرع اللاتي يحتجن إلى أدوية للسيطرة على نوباتهن، بالاستمرار في تناول الدواء أثناء الحمل، لأن التشنجات يمكن أن تضر بالأم والطفل الذي لم يولد بعد، وتشير العديد من الدراسات إلى أن عقاقير الصرع، لا سيما فالبروات الصوديوم التي تؤخذ أثناء الحمل، ترتبط بالاضطرابات العصبية النمائية، ولكن القليل من هذه الدراسات كان يعتمد على الظروف السكانية الحقيقية ( بيانات السكان ) .

حول الدراسة
لمعالجة هذا استخدم الباحثون من مجموعة أبحاث الأمراض العصبية في كلية الطب بجامعة سوانسي، بيانات الرعاية الصحية التي تم جمعها بشكل روتيني من بنك المعلومات الآمن المجهول ( SAIL )، وبيانات اختبار المدرسة الوطنية ( المرحلة الأولى )، لمقارنة الأداء الأكاديمي للأطفال في سن 7 سنوات والذين ولدوا لأمهات مصابات بالصرع، وتحتوي SAIL على سجلات صحية للرعاية الصحية الأولية مجهولة المصدر تضم 80 في المائة من أطباء الأسرة في ويلز، أي ما يعادل 77 في المائة من سكان ويلز ( 2.3 مليون شخص ) .

ويقوم اختبار المرحلة الأولى ( KS1 ) بتقييم الرياضيات واللغة ( الإنجليزية / الويلزية ) والعلوم بين الأطفال في سن 7 سنوات، وسجلهم من المستويات 1 إلى 3، وكانت نتائج الاختبار متاحة لـ 440 طفلا تم تشخيص أمهاتهم بالصرع قبل حملهم من 2003 حتى 2008، وقد تم تقسيم أنماط الوصفة إلى خمس فئات : العلاج بعقار واحد ( كاربامازيبين، لاموتريجين أو فالبروات الصوديوم )، ومزيج من العديد من الأدوية، وعدم إعطاء أي عقار، وكان هناك عشرين ( 54 % ) من 39 أم، موصوف لها العديد من أدوية فالبروات الصوديوم، ولكن كان هناك 15 مجموعة مختلفة من الأدوية .

نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يولدون للأمهات الذين تم إعطائهم دواء بالكاربامازبين أو لاموتريجين، أو لا شيء على الإطلاق، يؤدون مثل هؤلاء الذين يولدون لأمهات من نفس العمر ومستوى الحرمان، ولكن بدون صرع، لكن أولئك الذين تم وصف دواء فالبروات الصوديوم لأمهاتهم أثناء الحمل، كانوا أقل بنسبة 10.5 – 13 في المائة في جميع اختبارات KSI، من تلك الموجودة في مجموعة المقارنة، حيث أن الأطفال الذين ولدوا للأمهات الذين تم إعطائهم مجموعة من أدوية الصرع حققت نتائج أسوأ، وكانت درجاتهم أقل بنسبة 19-22 % أيضا .

ويقر الباحثون بأنهم غير قادرين على حساب بعض العوامل المؤثرة المحتملة، مثل معدل ذكاء الأمهات، أو وزن أو استهلاك الكحول، وجرعات أدوية الصرع المقررة، أو تناول حمض الفوليك أثناء الحمل، لكن نتائجهم تعكس صدى الدراسات المستقلة الأخرى كما يشير الباحثون .

البروفيسور مارك ريس أستاذ علم الأعصاب
قال البروفيسور مارك ريس أستاذ علم الأعصاب والأبحاث الجزيئية للأبحاث العصبية : ” في حين تسلط هذه الدراسة الضوء على مخاطر الآثار المعرفية لدى أطفال الأمهات الذين تناولوا فالبروات الصوديوم أو مجموعة ( أدوية مضادة للصرع ) أثناء الحمل، فمن المهم أن نعترف بأن بعض أمراض الصرع يصعب وجودها دون نظم العلاج هذه ” .

الدكتور أوين بيكريل رئيس فريق طب الأعصاب
أضاف الدكتور أوين بيكريل رئيس فريق طب الأعصاب في SAIL، أنه يجب إبلاغ النساء المصابات بالصرع بهذا الخطر، ويجب مناقشة أنظمة العلاج البديلة قبل الحمل مع طبيب متخصص في الصرع .

تعليق الدكتور ريتشارد تشين
في تعليق مرتبط بالدراسة يؤكد الدكتور ريتشارد تشين من مركز موير ماكسويل للصرع بجامعة إدنبره، على أهمية الدراسة المستندة إلى البيانات السكانية، حيث يمكن استخدام هذه المعلومات لإبلاغ الاستراتيجيات الوقائية أو التدخلية ومساعدة النساء على فهم أفضل، لاسيما للآثار المترتبة على علاج الصرع أثناء الحمل، ومن خلال توفير بيانات النتائج ” الوظيفية ” من دراستهم، قدم المؤلفون الآن معلومات قد يجدها الآباء المحتملون بشكل ملموس : يجب تضمينها في المعلومات المقدمة للنساء المصابات بالصرع قبل الحمل .

المصدر : ساينس ديلي