بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، طرأ العديد من التطورات على مجال الطيران في العالم العربي ، وكان لابد من دخول دولة الكويت مرحلة جديدة من مراحل الاستعداد العسكري ، لذلك أصبح الجيش الكويتي حينها في حاجة ماسة إلى وجود قوة جوية لحماية الأجواء الكويتية وليواكب هذا التطور ، وهنا كانت بدايات الطيران العسكري في دولة الكويت .
حيث تم افتتاح أول مدرج طيران في دولة الكويت لاستقبال الطائرات المروحية ، وكان يدار من قبل شركة “انترناشنال راديولمتد” التابعة إلى دائرة الأمن العام في الكويت بقيادة المرحوم الشيخ عبدالله المبارك رحمه الله – وكان هذا المطار من المطارات البدائية والتي تتمتع بإمكانيات بسطية ولا يتعدى طاقمها 12 موظفاً وعرف لاحقا باسم مطار النقرة وكما يعرف أيضا بمطار النزهة
وفي عام 1953 ، وتحديداً بعد خمس سنوات من تشييد هذا المطار ، قامت الحكومة الكويتية بشراء حوالي 8 طائرات لتدريب الطيارين ، والجدير بالذكر أن هذه الطائرات مازالت موجودة بالمتحف العلمي حالياً ، وفي نفس العام تم تأسيس أول نادي للطيران العسكري في دولة الكويت ، كان مقره في مطار النقرة ، وتم تدريب عدد من الطيارين به ممن يحملون الجنسية الكويتية وغيرهم ، كما كان هذا النادي يدار إدارياً من قبل دائرة الأمن العام في الكويت برئاسة الطيار المصري السيد مصطفي صادق ، وانضم إليه عدد من الطياريين الكويتين بعد الحصول على شهادة للطيران الجوي العسكري ، ويعود الفضل في تأسيس هذا النادي إلى الشيخ عبد الله المبارك – رحمه الله عليه ، وبعد ذلك اطلق على هذا النادي سلاح الطيران الكويتي ، ثم بعد ذلك القوة الجوية الكويتية
أول دفعة للطيران العسكري في دولة الكويت :
في عام 1954 تم تخريج أول دفعة من الطيارين الكويتين ، كان من بينهم الطيار العسكري مرزوق العجيل ، وهو أول طيار عسكري في دولة الكويت، وتم تدريبهم على طائرات الاوستر في سبتمبر من نفس العام ، وضمت هذه الدفعة كلا من الطيار حنا شحيبر والطيارغازي القدومي والطيار بدر الصايغ والطيار عبد الله صالح العلي ، وفهد العتيقي وداود مرزوق البدر وعبد الله السمحان .
في العام التالي ، وتحديد اً عام 1955 ، فقد تم تخريج الدفعة الثانية من الطيارين الكويتين وإرسالهم إلى بريطانيا للحصول على شهادة الطيران الخاصة ، وضمت هذه الدفعة كلاً من الطيار بدر العتيقي والطيار فلاح السمدان والطيار عبد الله السميط وجاسم المرزوق وصفر معرفي ، وباسم شحيبر وشريف بيضون ولؤي رضا حجاوي .
وفي عام 1956 ، تم وصول طائرتين من نوع اس 55 ووصول طائرتين نوع دوف، وفي عام 1957 وصلت الدفعة الثانية من الطيارين الكويتيين من بريطانيا بعد تخرجهم ، وفي عام 1958 تم ترقية الضباط إلي رتبة ملازم أول من الدفعة الأولي وفي عام 1959 تم تخريج دفعة أخرى من الطيارين وترقيتهم إلى رتبة ملازم أول ، وفي عام 1960 م تخرج أول مهندس طيران كويتي وهو عبدالعزيز الصايغ وتم تعينه رئيس المهندسين بالوكاله
تأسيس سلاح الطيران الكويتي :
في عام 1961 تم تحويل نادي الطيران إلي “سلاح الطيران الكويتي” وذلك بعد التعاقد على شراء طائرات جديدة من نوعية “جت بروفست ” والتي تعد أول طائرة نفاثة تدخل الخدمة في الطيران العسكري ومغادرة الدفعة الأولي من الطيارين للتدريب عليها وكان هؤلاء الطيارين هم الطيار مرزوق العجيل والطيار بدر الصايغ والطيار عبدالله السميط والطيار صفر معرفي والطيار أحمد حمزة والطيار بدر العتيقي والطيار فلاح السمدان .
وفي عام 1979 افتتحت قاعدة علي السالم الجوية ، وتعرضت القوات الجوية الكويتية حينها إلى حادث سقوط لطائرتين ميراج ونجاة أحد الطيارين، بالإضافة إلى إشهار قاعدة المطار الدولي رسمياً ، وإحاله قائد قوات الطيران والدفاع الجوي ومساعدة اللواء طيار مرزوق العجيل والعميد طيار عبدالله السميط للتقاعد ، وتعين قائد ومساعد جديد لقوات الطيران هما العميد طيار بدر العتيقي ومساعد العقيد طيار داود الغانم .