إن هناك العديد من الناس في الوطن العربي و خاصة السيدات منهم ، يتداولون كلمة خمسة و خميسة ، كما أنهم دوما ما يحرصون على ارتداء الحلي الذي يوجد من ضمنه رمز الكف الأزرق ، و المأخوذ من الجملة الأشهر في وطنا العربي خمسة و خميسة ، و ذلك لغرض معين و هو إبعاد الشر و الحسد و الحقد و العين عنهم ، و لكن أغلب من يرتديها أو يقول هذه الكلمة لا يعرف أصلها أو معناها في حقيقة الأمر ، حيث أن لها أصل و تاريخ ، و قد اشتقت من الكثير من الثقافات المختلفة و الحضارات و الديانات أيضا و لذلك فإننا سوف نتعرف على أصل هذه الكلمة و تاريخها .
الخمسة و خميسة
الخمسة و خميسة دوما ما نجدها في جميع بيوتنا ، سواء كانت على شكل خزف أو زخارف أو حلي أو حتى صور معلقة على الجدران ، حيث يفضل اقتنائها لتكون تميمة للحسد ، و لكن يعود تاريخ و أصل هذه الكلمة إلى عدة حضارات منها الديانة اليهودية و الحضارة الفرعونية ، و الديانة الإسلامية أيضا لها نصيب في انتشار الخمسة و خميسة .
أصل الخمسة و خميسة في اليهودية
و تعرف كلمة خمسة و خميسة في اللغة العبرية بكلمة همسة ، و التي تشير إلى كلمة خمسة ، و كان قديما في بلاد اليهود يطلق عليها اسم كف ميريم ، حيث أنها أول من أبتكرها و عرفها هم اليهود ، و كانت بدايتها في دولة تونس و بعد ذلك بدأت في الانتشار إلى باقي دول شمال أفريقيا ، و التي منها مصر الفرعونية و منها إلى حضارة بابل في العراق .
و الجدير بالذكر أن كف ميريم أو الخمسة و خميسة ، و التي نعرفها هي تميمة يهودية قد استخدمها الشعب في مصر الفرعونية و العراق البابلية ، للحماية من العين الشريرة و سحرها ، و ذلك من خلال الدعاء و استحضار مساعدة الإله تانيت الفينيفي ، و الذي كان يشتهر انتشار هذه العبادة في تونس قديما ، و في العراق كانت تستخدم للاستعانة بالإله عشتار أحد آلهة حضارة بابل القديمة .
الخمسة و خميسة عند الفراعنة
أما عند الحضارة الفرعونية فقد كانت لها تفسير أخر ، حيث أن لكل أصبع من الأصابع الخمسة في الكف ، تشير إلى إله فرعوني مختلف ، و منهم الإله إيزيس و أزوريس و أبنهم الإله حورس ، و بعد ذلك قد تعلمها اليهود في مصر و الذين كانوا يعملون كالعبيد ، و أصبحوا يستخدمونها كثيرا لتكون طلسم لحماية خصوصياتهم ، و كثر استخدامها من قبل النساء أكثر .
و من بعدها قد أدعوا البعض أن هذا الكف يعني الدعاء للإله باستخدام الخمسة حواس لكي تنال رحمته و حمايته ، و هذا الكلام قد ذكر في أحدى مخطوطات اليهود القديمة و التي تحتوي على الكثير من أسرار اليهود القديمة و خلال فترة إقامتهم في مصر الفرعونية .
الخمسة و خميسة في المسيحية
و بعد ما ظهرت الديانة المسيحية و بدأت في الانتشار في المنطقة العربية ، بدأ تسمية الخمسة و خميسة باسم يد مريم العذراء ، حيث كانوا يتباركون بها و كان دوما ما يرتديها السيدات ، و خاصة الحوامل و ذلك بغض المحافظة على الجنين و عدم فقدانه أو إصابته بأي مرض ، إلى جانب الحماية من الحسد و العين من كل من حولهم .
الخمسة و خميسة بعد دخول الإسلام
أما في الحضارة الإسلامية ، فبعد الفتوحات الإسلامية التي قد وصلت إلى الأندلس فقد عرفوا هذه العادة الغريبة و هي الخمسة و خميسة ، و قد أطلق عليها المسلمين لقب كف فاطمة ، و من هنا أصبحوا يستخدمونها في الحماية من الحسد حتى يومنا هذا ، و هي عادة عربية وردت على الحضارات العربية و المستمرة حتى يومنا هذا ، و من المتوقع استمرارها إلى أخر الزمان .