لقد كان الحقبة الزمنية الي سبق الإسلام تُعرف باسم العصر الجاهلي ؛ والتي اتسمت بالجهل الديني ولكنها كانت زاخرة بالإبداع الأدبي؛ حيث ظهر العديد من الشعراء الذين أظهروا مدى قوهم اللغوية والإبداعية في ذلك العصر.
شعراء العصر الجاهلي
يزخر العصر الجاهلي بأسماء كبار الشعراء المعروفين باسم شعراء العصر الجاهلي، ومن أشهر شعراء ذلك العصر امرؤ القيس ؛ طرفة بن العبد ؛ زهير بن أبي سلمى ؛ عمرو بن كلثوم ؛ الحارث بن حلزة ؛ لبيد بن ربيعة ؛ الأعشى الأكبر ؛ النابغة الذبياني ؛ آمنة بنت عتيبة ؛ الخنساء ؛ حاتم الطائي ، وغيرهم الكثير من الأسماء التي لمع في سماء الأدب الجاهلي لتترك خلفها قيمة إبداعية شديدة الأهمية لا تندثر بمرور الزمن.
سمات الشعر الجاهلي
تميز الشعر الجاهلي بالعديد من الخصائص التي ميزته وأبرزت مدى قوة تعبيره ؛ حيث اتجه الشعراء في هذا العصر إلى إبراز الصدق في التعبير والتصوير الدقيق للبيئة الجاهلية ، واستخدم الشعراء التشبيهات الحسية من أجل وصف الأشخاص والأشياء ، كما استخدموا الكلمات والتعبيرات التي تتسم بالفخامة والصعوبة في ذات الوقت ، كما تنوعت الموضوعات داخل القصيدة الواحدة.
أمير شعراء العصر الجاهلي امرؤ القيس
لقد أجمع النقاد أن أمير شعراء العصر الجاهلي هو امرؤ القيس واسمه “امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمر بن حجر آكل المرار بن معاوية بن الحارث بن يعرببن ثور بن مرتع بن معاوية” ، وهناك اختلاف في تاريخ مولده ومماته والأرجح ما بين عامي 497- 545م ، وينتمي إلى قبيلة كندة التي عاشت في اليمن ، وقد اشهر بلقب امرؤ القيس نسبةً إلى شجاعته ، وحاز على لقب الملك الضليل ، فمن هو هذا الرجل؟.
كانت حياة امرؤ القيس عبارة عن لهو ولعب حيث كان يتنقل بين العرب مع بعض رجال القبائل دون مبالاة ؛ حيث أنهم كانوا يُغيرون على منازل العرب ثم يتقاسمون ما يسلبونه منهم ، وقد ظلّ امرؤ القيس في هذه الحياة حتى استفاق على خبر مقتل أبيه على يد قبيلة بني أسد ، وهنا تغيرت حياته رأسًا على عقب حيث أنه عزم الأمر على الانتقام والأخذ بثأر والده ، وقد رفض أي طريق للصلح مع قاتلي أبيه وخاض الحرب ضدهم فيما بعد.
شعر امرؤ القيس
لقد تميز شعر امرؤ القيس بانفراده في استخدام أساليب لم يسبقه أحد لها ، وكانت لديه القدرة الفائقة على ابتكار المعاني ؛ حيث أن بداية شعر الغزل كانت على يديه ، وقد قدم صورة واضحة لحياته من خلال أشعاره حيث ذكر تاريخه ولهوه وحزنه على مقتل أبيه ، كما أنه أبدع في قديم أشعار المدح والهجاء حيث أنه كان يمدح من ينصره ويهجو من يذمه ، وقد اشتهر بكتابة المعلقات التي ذُكر أنها كانت تُكتب بماء الذهب ويتم تعليقها على أستار الكعبة قبل الإسلام ، ومن أبرز أبياته قوله :
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
موت امرؤ القيس
بعد أن مكن امرؤ القيس من أخذ ثأر أبيه أصبح كثير التجوال والارتحال بين البلدان ، وأثناء رحلته إلى مدينة أنقرة حيث كان وجهته القسطنطينية قرر أن يستريح بأنقرة ، ولكنه أصيب بمرض الجدري الذي قضى عليه ، وتم دفنه بمدينة أنقرة.