عقار ديودوبا هو عقار تم اكتشافة منذ سنوات لمعالجة مرض ( الباركنسون ) أو الشلل الرعاش واضطرابات الحركة، وكان يستخدم في البداية في شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم، ثم نجح استخدامه فيما بعد عن طريق إدخال هذا العقار مباشرة إلى أمعاء المريض، وقد حقق هذا العلاج نجاح كبير وأثبت فعاليته، ويتم إخضاع المريض إلى عملية قصيرة يتم فيها إدخال أنبوب يحتوي على العقار إلى داخل جدار البطن للمريض، وبالتالي ينتقل الدواء مباشرة إلى الأمعاء فيتم امتصاصه بشكل أفضل، مما يعمل على أداء وظيفته بشكل أكثر فعالية ويساهم في تحسين الحركة .

مرض الباركنسون
مرض الباركنسون عبارة عن اضطراب تنكسي يصيب الجهاز العصبي المركزي، فيؤثر بشكل كبير على الجهاز الحركي، ومن أشهر أعراضه الرعشة، تشوه في المشي، نقص الحركة، التشنج والانقباض، وقد يحدث أيضا بسببه مشاكل في التفكير والإدارك فيصاب الشخص بالخرف، كما يصاب المريض بالباركنسون بالاكتئاب والقلق والأرق والمشاكل والاضطرابات العاطفية، والهلاوس، وتم اكتشاف هذا المرض في القرن التاسع عشر، تحديدا في عام 1817 من قبل الطبيب الإنجليزي جيمس باركنسون، لذا سمي هذا المرض على اسمه، والسبب في ظهور هذا المرض غير محدد بدقة، ولكن الأطباء أرجعت ظهوره إلى بعض العوامل الوراثية والبيئية .

كيفية علاج المرض
يعمل عقار الديودوبا على علاج مرض الباركنسون عن طريق تحفيز إنتاج الدوبامين، والدوبامين هي مادة كيميائية تفرز في الدماغ، فتعمل على تحفيز الإحساسات والسلوك خصوصا الانتباه، وكذلك تعمل على توجيه وتحريك الجسم، والذي تسبب مرض باركنسون في قلة إفراز هذه المادة، مما يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض والمشاكل التي ذكرناها، خصوصا دوبامين المنطقة الوسطى من الدماغ، لذا فإن هذا العقار يعمل على الدخول إلى الأمعاء مباشرة، فتعمل على سرعة امتصاصه، ومن ثم يحمله الدم إلى الدماغ فيحفز إفراز هرمون الدوبامين مما يقلل من حدة أعراض المرض .

نجاح أطباء الكويت  في تمرير الديودوبا إلى الأمعاء
نجح فريق طبي كويتي في مستشفى ابن سينا الحكومي بإجراء عمليتين لضخ عقار الديودوبا إلى الأمعاء، عن طريق تركيب مضخة لتمريره، دون المساس بعملية الهضم والامتصاص التي تكون ناقصة وغير مكتملة لمرضى الباركنسون، وأكد الدكتور جاسم الهاشل رئيس قسم أمراض الجهاز العصبي، ورئيس كلية الأعصاب بمعهد الكويت للاختصاصات الطبية في تصريحاته اليوم، أن هذه التقنية ساعدت في تحسن الكثير من الحالات في المراحل المتقدمة من المرض، خصوصا تلك الحالات التي كانت لا تستجيب للأدوية .

كما أن هذه التقنية الجديدة الذي تم تجريبها أسفرت عن نتائج مذهلة، وحسنت من عملية الحركة وساعدت المرضى على أداء مهامهم اليومية بشكل أفضل وأسهل، في حين أن هذا الدواء كان يستخدم من قبل في شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم، لذا فإن استخدام هذه التقنية الجديدة في الكويت تعد إنجازا كبيرا، وقد تم إجراء العمليتين تحت إشراف فريق طبي متخصص من قسم الجهاز العصبي لمستشفى ابن سينا، ووحدة الجهاز الهضمي بمستشفى الصباح .

أول استخدام لعقار الديودوبا في الشرق الأوسط
تم استخدام عقار الديودوبا بهذه التقنية منذ عدة سنوات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وكانت هذه أول مرة يتم استخدام هذا الدواء فيها في الشرق الأوسط، وقد تم تجريب العلاج في هذا الوقت على ثلاث حالات من المرضى، وأظهر حينها نتائج ممتازة، وقد أعلن حينها الدكتور سعيد بو حليقة استشاري أمراض الأعصاب في المستشفى التخصصي، أن العقار يعمل على تفادي حدوث الإعاقة التي تنتج بسبب الاضطرابات الحركية، والتي تتسبب في ظهورها عقاقير العلاج الأخرى لهذا المرض .

وتم تجربة هذا العقار في مستشفى الملك فيصل على ثلاث مرضى، الأول شاب يبلغ من العمر ثمانية وعشرون عاما، والحالتين الأخرتين في الخمسين من العمر، وكانت هذه الحالات مصابة بالباركنسون الذي ظهر عندهم في صورة اضطرابات حركية وارتعاش وتخشب وبطء في الحركة وفقدان في الاتزان، مع عدم التحكم في أي من الحركات الجسدية، وهذا العقار وحده هو الذي استطاع وقف هذه الأعراض على خلاف كل الأدوية الأخرى، والتي لم تستطع تحقيق ذلك لسنوات، كما أن هذا العقار عمل على القضاء على الأرق واضطرابات النوم والهلاوس الليلية، التي عانت منها هذه الحالات لفترة طويلة .