الصبر هو القدرة على التحمل في الظروف الصعبة و التحمل للأشياء المؤلمة نفسيًا دون إظهار علامات تدل على عدم الرضا يمكن للآخرين ملاحظتها كان هذا هو الصبر من وجهة نظر العلم اما وجهة النظر الدينية فقد قال عنه ( الراغب الأصفهاني ) الصبر هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل و الشرع و عما يقتضيان حبسهما عنه و قال عنه ( الجنيد بن محمد ) الصبر تجرع المرارة من غير تعبس اما ( الجرجاني ) فقال عنه ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا الى الله و ( ابن القيم ) قال عن الصبر هو حبس النفس عن الجزع و التسخط و حبس اللسان عن الشكوى و حبس الجوارح عن التشويش و الخلاصة فإن الصبر ( هو الوقوف على البلاء بحسن الأدب ) لذا فإن الصبر يعتبر أهم سلاح يمكن أن يستخدمه الإنسان لمواجهة صعاب الحياة و المواقف الغير متوقعة فالصبر هو الوسيلة المناسبة حتى يستطيع الإنسان إتخاذ قرارات الحياة بعيدًا عن ضغط الإنفعال مما يجعل تلك القرارات أكثر دقة و أكثر صحة .

كيف تتعلم الصبر ؟
يستطيع الإنسان تعلم الصبر و بخاصة في ظل وجود دافع قوي و تعلم الصبر هو عملية تعديل للسلوك و هو تعديل تقويمي يحتاج الى إستمرارية و جهود متكررة و تتم عملية التعلم كنتيجة لتفاعل الفرد مع بيئته و ظروفه المحيطة مما يجعله يكتسب أنماط سلوكية جديدة تعمل على مساعدته على التكيف مع البيئة و يتم تعلم الصبر من خلال مجموعة من الأفعال او الخطوات التي تساعدك على تعلمه او تنميته ليصبح طابع او صفة في شخصيتك و تتمثل في : –
1- إشعر بقيمة ما تنجزه مهما كانت قيمة العمل الذي تقوم به يجب أن تشعر باهميته و بأهمية إنجازه حتى لا تصاب بقلة الصبر على إنجازه و تشعر بالرغبة في تجاوزه نظرًا لإحساسك بقلة قيمته .
2- ضع هدفك الذي تسعى اليه نصب عينيك دائمًا فتذكير نفسك دائمًا بالهدف او الغاية من العمل الذي تقوم به يهون صعوبة العمل و الإنتظار أملًا في الوصول الى الهدف او الغاية او مكافأة العمل و الشقاء .
3- إحصل على الإستشارة من أهل الخبرة و المحيطين بك حيث أن الإنتظار للحصول على مشورة أهل الخبرة تعمل على كبح جماح القرارات المتسرعة و العشوائية و لا يعني مشورة الآخرين أن تقوم بتنفيذ تلك الآراء و لكن المشورة تتيح لك وجهات نظر مختلفة من طرف محايد و يمكن أن توفر لك توضيح مختلف للصورة بشكل يتيح لك التفكير بشكل مختلف و إتخاذ القرار بشكل أبعد عن العشوائية و التسرع .
4- أحط نفسك بمن يتمتعون بصفة الصبر فيساعدونك على تعلم هذه الصفة الجيدة .
5- حاول أن تجعل لنفسك وقت ثابت يوميًا للتأمل في أمور حياتك و التفكر فيها فالتأمل من الأشياء التي تساعدك على التفكير بشكل ثاقب و تعودك على الصبر .
6- هدفك الكبير من الأفضل أن تقوم بتجزيئته او تقسيمه الى اهداف صغيرة حتى يسهل عليك إنجازه و لا تصاب بالملل فكلما شعرت بإنجاز أجزاء من هدفك الكبير و شعرت بهذا دفعك ذلك الى العمل و السعي لهدفك الكبير .
7- لا تشوش على تنفيذ أهدافك بالقيام بأعمال جانبية او ثانوية تبعدك عن تنفيذ هدفك الأساسي و يستهلك وقتك بشكل غير مفيد مما يؤخر تنفيذ هدفك و يصيبك بالملل من إنتظار تحقيق هدفك .
8- سيطر دائمًا على غضبك حتى و لو أضطررت لترك مكان الحدث الذي يصيبك بالغضب فالغضب دائمًا رفيق قلة الصبر .
9- الرضا يعتبر من أهم مفاتيح الوصول للصبر لذا يجب أن ترضي بوضعك و تفتح قلبك له و تؤقلم حياتك معه فمها أعترضت او رفضت واقعك لن تستطيع تشكيل المستقبل بالشكل الذي تريده فالبرضي فقط تستطيع التأقلم و الصبر و العمل على تحسين الواقع و السعي لمستقبل أفضل حتى إن لم يكن بالشكل الذي نحلم به .
10- النظر دائمًا الى الجانب المشرق من الحدث .
11- الآن تأتي أخر المراحل و هى التي قمنا بكل ما سبق لها و هى التدرب على الصبر إن الصبر يعتبر من الصفات التي يمكن إكتسابها و هو من صفات القلب و التي يمكن زيادتها عن طريق التدريب و إقناع النفس بإنك ستصبر مهما كانت الإستفزازات و المؤثرات و يمكن أن تدرب نفسك بالتدريج عن طريق تدريب قلبك على الصبر حتى تستطيع الوصول الى درجة تساعدك على تحمل صعاب و مشاكل الحياة فقم بتخصيص وقت تقنع نفسك فيه أنك لن تفكر و لن تجعل شئ يشتفزك و قم بزبادة تلك المدة بالتدريج حتى تصل الى الدرجة المناسبة .