الشعر العربي يعد أشهر أنواع الأدب العربي قبل الجاهلية وقد أطلق عليه أكثر من تسمية، إذ أطلق عليه منظوم القول ولسان العرب وكان ينافسه في الجاهلية فن الخطابة والرسائل، وقد تميز هذا النوع من الشعر بأنه يلتزم بالقافية والوزن للقصيدة، وكان للشعر في الجاهلية قيمة كبيرة حتى أن القبيلة التي يظهر بها شاعر كانت تقيم الأفراح حيث يعلي ذلك من قدرها، وظل الشعر حتى العصر المعاصر يمثل مرآة المجتمع.

بكر بن وائل

بكر بن وائل واحدة من أشهر قبائل العرب التي تنتمي إلى جذم ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وهي من أعظم قبائل ربيعة وأكثرها عدداً وبطوناً وعدة ويمكننا سرد نسب بكر كالآتي بكر بن وائل بن قاسط بن هِنب بن أفصى بن دُعمي بن جَديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن مَعدّ بن عدنان، ومن أشهر البطون أو القبائل التي تنتمي إلى بكر:

بنو شيبان

نسبهم هو بنو شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

كان مقر بنو شيبان في الجزيرة العربية إلا أنهم وتحت ضغط الحروب الطاحنة قامت القبيلة بالانتقال والهجرة إلى بلاد العراق حيث استقروا في منطقة ديار بكر وكان منهم النصارى ومنهم الوثنيين.

من أشهر من انتموا إلى قبيلة بني شيبان  الإمام ابن حنبل، ومرة بن ذهل أبو همام بن مرة، وجساس بن مرة.

من أشهر حروب بنو شيبان حرب ذي قار التي تسببت فيها القبيلة وكانت تلك الحرب بين العرب والفرس وانتصر فيها العرب، وكان قائد العرب هانئ بن مسعود الشيباني.

بنو عجل

نسبهم هو بنو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وكانت القبيلة من المشاركين في معركة ذي قار وتواجدهم في محافظة ذي قار في العراق.

بنو حنيفة

نسبهم هو بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ويوجدوا أيضًا في ذي قار وقاموا بالاندماج والتحالف مع قبيلة بنو عجل ليصبح اسم القبيلة بنو عجل وحنيفة.

بنو ذهل

نسبهم بنو ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

بنو قيس بن ثعلبة

كان من بنو قيس بن ثعلبية قبيلة ضبيعة وقد استقر بها المقام في إقليم اليمامة الذي يوجد في جنوب شبه الجزيرة العربية أو في نجد، وقد سميت المدينة التي استقرت بها القبيلة باسمها، وكان من مشاهير القبيلة الفارس الحارث بن عباد بن ضبيعة وهو من الفرسان المشاهير في حرب البسوس، و الشاعر الأعشى والذي يعد من أشهر شعراء الجاهلية حتى أنه كان يلقب بصناجة العرب.

أشهر شعراء بكر بن وائل

اشتهرت بكر بن وائل بشعرائها حتى أنها ضمت بين شعرائها ثلاث من أصحاب المعلقات ومن أشهر الشعراء بها، طرفة بن العبد أحد أصحاب المعلقات، والحارث بن حلزة اليشكري وهو أيضًا من أصحاب المعلقات، والمرقشان الأكبر عمرو بن سعد، وابن أخيه المرقش الأصغر ربيعة بن سفيان (أو ابن قيس)، وأعشى بكر ميمون بن قيس، والمنخل اليشكري، وعمرو بن قميئة.

طرفة بن العبد

هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمرو وكان لقبه هو طرفة، وهو من بني قيس بن ثعلبة التي تنتمي لقبائل بكر بن وائل، كان ميلاده في عام 543، وهو ينتمي لأسرة برعت في الشعر، حيث كان جده وأبوه وأعمامه وخاله من الشعراء، تربي طرفة يتيم الأب وأهمله وجار عليه أعمامه، فعاش حياة اللهو وكان رحالة حتى وصل إلى أطراف جزيرة العرب ثم عاد مرة أخرى للقبيلة وتولى رعي إبل أخيه، ولكن لم يستقر به الحال كثيرًا إذ عاد مرة أخرى إلى لهوه ولعبه حتى وصل إلى بلاط ملك الحيرة وأصبح من ندمائه، حتى وصلت للملك معلومة بأن طرفة هجاه في أبيات من الشعر، فأمر عامله في البحرين بقتل طرفة فقتله وكان لا يزال شابًا في الثلاثين من عمره.

من أفضل ما ترك طرفة معلقته التي قال فيها النقاد بأنها تقريبًا أفضل شعر جاهلي.

الحارث بن حلزة اليشكري

هو الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، وكان يضرب به المثل في الفخر من شدة فخره بقومه حتى أنه كان يقال (أفخر من الحارث بن حلزة ).

من أفضل ما ترك الحارث بن حلزة معلقته التي كانت في شكل رد على عمرو بن كلثوم، وتعتبر تلك المعلقة واحدة من أفضل الأمثلة أو النماذج لفن الخطابة والشعر الملحمي مما جعلها واحدة من أفضل نماذج الشعر السياسيي العصر الجاهلي.

الأعشى

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، ولقب بالأعشى أو أعشى قيس ولقب بهذا اللقب بسبب ضعف بصره إلا أنه كان يلقب أيضًا بأبا بصير كدعوة للتفاؤل أو للكناية عن قوة بصيرته.

عمر الأعشى فعاصر الإسلام إلا أنه لم يدخل الإسلام وفي آخر أيامه أصيب بالعمى، وقد عرف عنه غزارة أشعاره، كما ظهر في أشعاره تأثره باللغة الفارسية والذي يعود إلى كثرة تواجده في بلاط الملوك بمختلف أجناسهم.

كان ميلاده في منفوحة في نجد وهى من المدن الحضرية وهى الآن أحد أحياء مدينة الرياض القديمة، وكان الأعشى مسرف لا يكتنز المال ويسعى لمدح الملوك للحصول على العطايا حتى يستطيع سد نفقاته، وعرف بتأثير شعره القوي حتى أنه كان يرفع قومًا بأشعاره أو يخفضها، ولقبوه بصناحة العرب وطناجة الغرب، وقد ترك الأعشى تراثًا كبيرًا من الشعر من أشهره معلقته أو لامية الأعشى التي ترجمها الشاعر الألماني غابر.