محمد الجبرتي، او محمد بن شريف الجبرتي السلمي، هو  افضل شعراء المحاورة، قد ولد في قرية الظبية والتي توجد في وادي ستارة وكان ذلك في عام 1310ه، وهي توجد على طريق الهجرة بين مكة والمدينة، كما انه نشا وكبر في ديار قومه بني سليم.

ما هي مسيرة محمد الجبرتي

هو اسمه محمد شريف بن عبيد الله الجبرتي السلمي، وقد ولد في قرية الظبية التي تتبع ديار بني سليم، وهي التي تقع بين مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة على الطريق السريع، كما انه لا يذكر تاريخ محدد لولادته، ولكن اسمه ارتبط بعدد كبير من الاحداث والحكام السابقين لذا فيقدر عمره حوالي 105 عام تقريبا.

كيف كانت نشأة الجبرتي

قد كبر الجبرتي وعاش تحت كنف والديه، حتى توفيا والديه وهو في عمر الرابعة عشر، ومن هنا تولى الجبرتي مسؤولية نفسه، وقد واجه الكثير من الصعوبات في ذلك العمر الصغير، فقد بدا الجبرتي برعاية الأغنام في بداية عمله، وظل على ذلك فترة كبيرة من الزمن، ولكن كانت موهبة الشعر طاغية عليه بشكل كبير للغاية، ومن هنا أراد الجبرتي ان يتفرغ الى شعره ويكرث حياته له، وبالفعل استمر الجبرتي في تطوير شعره وقد تزوج في تلك الفترة وكان عمره حينها هو عشرين عام تقريبا، كما انه كما البادية استمر في العيش المتنقل بين البلاد، حتى استقر في نهاية الامر في الجموم وهي تلك البلدة الصغيرة والتي تقع على بعد عشرين كيلو متر من مدينة مكة المكرمة.

شهرة الجبرتي

يعرف بان تلك الفترة التي عاش فيها الجبرتي في ديار بني سليم تعتبر واحدة من أزهى الايام التي عاشها الجبرتي في شبابه، وذلك لأنه في تلك الفترة كان لازال شابا يافعا تتدفق منه الحيوية والنشاط، وحينها كان شعره أيضا قويا للغاية مثل شبابه، وتلك المرحلة تعتبر من المراحل الهامة التي اثبت فيها الجبرتي وجوده، وذلك لان أيضا قبيلة بني سليم من القبائل الشهيرة للغاية والتي تعرف بشعرها القديم وأيضا الحديث، وفي تلك القبيلة وجد الجبرتي من يفهمه ويفهمهم من الشعراء الموجودين هناك، فقد كانت القبيلة لا تخلوا من المناسبات والمواقف والاشياء التي لابد من وجود الشعر فيها.

كما ان العرب كانوا يعرفون القوم من لسان شاعرهم، والذي كان يتحدث باسمهم في كل محفل وفي كل مناسبة، وقد كان الجبرتي وقتها يعتبر من الشعراء الجدد الذين جددوا الكلمات والمعاني الشعرية المتنوعة، وكان ذلك واضح بشكل كبير في ألحانه وأيضا في الطريقة التي يلقي بها الشعر، ومن وقتها قد سطع نجم الجبرتي وأصبحت له مكانة كبيرة بين الشعراء العرب هناك، وخاصة الشعراء الموجودين في قبيلته.

وقد كان هناك عدد كبير من الشعراء الذين التقى بهم الجبرتي في قبيلة بني سليم، وقد كان من اهمهم هو رزاق الخضيري، وأخيه خضر، وأيضا راضي بن عبد الكريم الخضيري، وعوض الله بن حميد السلمي والمعروف باسم أبو مشعاب، وغيرهم من الشعراء الكبار الذين حضرهم الجبرتي واستفاد منهم وأيضا استفادوا منه.

ومن هنا اخذت شهرته واسمه في الانتشار، وأصبح صيته يزداد يوما بعد يوم، حتى ان اسمه وشهرته قد تعدوا حدود قبيلته وانتقلت الى باقي القبائل المجاورة لهم، فوصل اسمه واشتهر في قبيلة حرب، وفي قبيلة حرب التقى الجبرتي بعدد كبير من الشعراء الموجودين فيها، كما انه التقى أيضا بأشهر الشعراء الموجودين في القبيلة هناك وهو حميد بم مبيرك القريقري الحربي، وهو يعتبر أحد اعيان قبيلة زبيد من قبيلة حرب، كما انه التقى غيره من الشعراء الكبار في القبيلة أيضا.

ثم بعد ذلك اتجه الجبرتي أيضا الى برنامج البادية وهو ذلك البرنامج الذي كان يقدمه مطلق مخلد الذيابي، وبعده قدمه محمد بن شلاح المطيري، ومن هنا اخذ اسمه يتردد كثيرا بين عشاق الشعر والمحاورات في انحاء المملكة العربية، حيث كان ذلك البرنامج مساعد له بشكل كبير في اتساع دائرة شهرته بشكل كبير، كما انه أصبح معروف في كل انحاء المملكة واتسعت شهرته حتى وصلت الى باقي دول الخليج العربي.

ثم بعد ذلك قام الجبرتي واتجه الى الجموم وهي التي توجد بالقرب من مدينة مكة المكرمة، وهناك التقى بعدد كبير من الشعراء الموجودين في المدن المحيطة، وقد وجد ان اسلوبهم ومعانيهم وطريقتهم مختلفة للغاية عن شعر البادية وطريقتهم، وهناك قد قابل عدد كبير من الشعراء من اشهرهم، مستور العصيمي، ومطلق الثبيتي، وأيضا خلف بن هذال، وهلال الشيلي، ومحمد بن تويم الثبيتي الحارثي وغيرهم من الشعراء الكبار الموجودين في مدن مكة وجدة والطائف وغيرها من المدن الكبيرة والتي ساعدت بشكل كبير في انتشار اسمه في تلك المدن مثلما كان مشهور في البادية.

وفاة الجبرتي

قد توفي الجبرتي رحمة الله تعالى عليه في مساء يوم الاحد الموافق سبعة عشر ابريل من عام 1414ه، وقد كان ذلك في منزله الموجود بوادي فاطمة الجموم.