من المتعارف عليه أن الأنبياء ، و الرسل ، و من جاء بعد سيدنا أدم عليه السلام كانوا الأطول عمراً من بين البشر إذاً فإن عمر الإنسان على الأرض قد شهد العديد من التغييرات من حيث مدته ففي عصرنا الحالي شهد عمر الإنسان انخفاض كبير.
إذ ما قورن بأعمال البشر الأوائل ، و الحياة أي العمر البشري هو في العادة من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثيرين من البشر ، و ذلك إن لم يكن كل البشر بدون مبالغة ، و على مختلف العصور ، و الأزمنة إذاً فما هو المتوسط العمري للإنسان ، و من هو أكبر عمر عاش على الأرض من البشر .
متوسط عمر الإنسان
يعرف متوسط عمر الإنسان بأنه عبارة عن متوسط السنوات المتوقع أن يعيشها منذ ولادته ، و حتى مماته ففي عام 2015م كمثال بلغ عمر الإنسان المتوقع أن يحياه أي متوسط عمره المتوقع عالمياً ما مدته 7.14 عام .
بينما بلغ متوسط عمر الذكور 69.1 عام فيما سجل متوسط عمر الإناث ما مدته 73.8 عام ، و من الملاحظ طبقاً للإحصائيات ، و الأبحاث المهتمة بهذا الشأن أن متوسط عمر الفرد قد زاد بمقدار 5 سنوات في عام 2015م عنه في عام 2000م إذ تعتبر تلك الزيادة هي الأسرع منذ ستينات القرن الماضي .
أهم الدراسات التي تناولت متوسط عمر الإنسان
شكل موضوع عمر الإنسان جدلاً واسعاً ، و كبير الدرجة لدى العلماء ، و الباحثين ، و هذا ما أدى إلى وجود العديد من الدراسات ، و الأبحاث التي اتخذت من هذا الموضوع عنوان للدراسة .
بل أن معظم تلك الدراسات قد ركزت على فكرة أن متوسط العمر الإنساني بالإمكان قياسه عن طريق دراسة شجرة العائلة لطبقة ما ، و على الرغم من عدم دقة تلك الدراسات إلا أنها قد وصلا في النهاية إلى أن متوسط أعمار الأبناء ، و الذين عاش أباؤهم 70 عام أو أكثر أكبر من المتوسط العمري لأعمار الأبناء الذين عاش أباؤهم أقل من 50 عام .
و في محاولة لتجنب الأخطاء أو عدم الدقة ، و التي وقعت بها الكثير من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع قام أحد العلماء الأمريكيين ، و المتخصص في علم الإحصاء تحديداً بإجراء دراسة جديدة ، و ذلك كان عن طريق قيامه بجمع سجلات تاريخ العائلة لما عدده 365 شخص.
و بالتحديد ممكن يبلغ أعمارهم 90 عام ، و ذلك من أجل مقارنتها مع ما عدده 143 شخص أخر من أعمار مختلفة بالعلاوة على أباؤهم ، و أجدادهم الستة المباشرين ، و الذين ليسوا على قيد الحياة إذ كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو القيام ببحث مجموع العمر الافتراضي الخاص بالأجداد أي ما يعني مجموع أعمار الوالدين .
و الأجداد الأربعة عند الوفاة كقياس لمتوسط عمر الشخص ، ووصلت الدراسة إلى نتجة مفادها أن الذين عاشوا فترة زمنية طويلة ينحدون من الأساس من أباء ، و أجداد عاشوا فترة أطول من أباء ، و أجداد الأشخاص الأقصر عمراً ، و ذلك يدل ، و لو بشكل غير دقيق كلياً على أن لعامل الوراثة دور ، و لو صغير في متوسط عمر الإنسان .
أي الوقت الزمني الذي سيحياه ، و أخيراً فإن الموت ، و الحياة هو أمراً من عند المولى عز وجل .
أكبر عمر إنسان عاش على الأرض
يعد أكبر من عاش على الأرض هو الرجل الصيني المدعو لي شينج ين إذ قد عاش هذا الرجل ما مدته 260 عام أي قرنين ، و نصف من الزمان ، و ولد هذا العام في عام 1674م ، و عاش أغلب فترات حياته في الجبال .
و كانت مهنته الأساسية هي القيام بجمع الأعشاب إما للأكل أو بغرض استخدامها في الناحية الصحية ، و ما لا يصدقه عقل أنه عندما بلغ من العمر ما مدته 71 عام ، و كان ذلك بالتحديد عام 1748م التحق بالجيش الصيني كمدرس للفنون القتالية ، و في عام 1927م تم دعوته من محافظ مدينته للاحتفال بكبر عمره ، و لقوته ، و مهارته .
إذ أعتبر هذا الرجل وقتها بمثابة أسطورة لا تصدق حيث أنه عاصر ، و رأى بعينيه شواهد ذكرت حينها في التاريخ ، و هو شاهد عليها ، و لكن ما حدث بعد هذه الاحتفالية بما مدته 6 سنوات فقط كانت وفاة المعمر الصيني لي شينج ين ، و لكنه قد ترك ورقة موجهة إلى أصدقائه مكتوب عليها (لقد فعلت كل شيء كان عليا أن أقوم بفعله في هذا العالم والآن أنا ذاهب إلى البيت) .
و أسلم الروح ، و كان ذلك بالتحديد في عام 1933م أي بعد بلوغه ما مدته 260 عام ، و هو بذلك العمر يعتبر أكبر عمر إنسان عاش على الأرض في عصرنا الحديث .