هو أبو القاسم محمود بن سبكتكين من مواليد شهر نوفمبر 971 ميلاديا و توفي في إبريل عام 1030 ميلاديا ، أشتهر بأسم السلطان محمود الغزنوي و هو حاكم الدولة الغزنوية في عصر الخلافة العباسية و قد لقب محمود الغزنوي بألقاب عديدة لعل من أهمها : ( سیف الدولة – یمین الدولة – أمین الملة – الغازي – بطل الإسلام – فاتح الهند – محطم الأصنام – يمين أمير المؤمنين )، و بفضل حكمتة وقدرتة المتميزة على قيادة شئون البلاد تمكن من رفع شأن الدولة الغزنوية أثناء فترة حكمه كما أستطاع أن يغزو الهند حيث أن أول أمر قام به محمود الغزنوي بمجرد توليه الحكم هو القيام بمعاهدة مع جيرانه لغزو الهند و بالفعل تمكن من القيام بأكثر من 17 معركة ضد الهنود ، و كان محمود الغزنوي يعمل دائما على توسيع حدود مملكته حتى تمكن من ضم كل من ( بخارى وسمرقند إلى كوجرات و قنوج و شملت أفغانستان وبلاد ما وراء النهر وسجستان و خراسان و طبرستان و كشمير ) ، و كان محمود الغزنوي معروف بدعمه و تشجيعه لعلماء و الشعراء فكان في عصره أكبر و أهم الشعراء منهم : ابن سينا والكسائي والدقيقي والغضائري وأبو الريحان البيروني وأبو الفتح البستي والفردوسي والفرخي والعنصري.
نشأته وبداية حياته السياسية : ولد السلطان محمود الغزنوي في عام 971ميلاديا و ذلك في منطقة بلخ في بخارى، و كان والد محمود الغزنوي يعمل قائدًا عسكريًا و كانت والدته من أصل فارسي من منظقة زابلستان ، و تولى السلطان محمود الغزنوي الإدارة منذ أن كان شابا فكان أول عمل يقوم به هو إدارة منطقة ( زمين دفر ). و عند وفاة والد محمود الغزنوي و أنتشر خبر وفاته أختلف محمود الغزنوي مع أخوه إسماعيل الأصغر على أدارة و حكم الدولة الغزنوية حيث قام إسماعيل بأعلان نفسه حاكمًا للدولة الغزنوية رغم أن محمود الغزنوي كان الأكبر سنا و الأكثر خبرة و أحق بأدارة الدولة ، فدارت معركة بين محمود الغزنوي و أخيه الأصغر في مارس 998ميلاديا و كانت نتيجة تلك المعركة الحربية هو أنتصار جيش محمود الغزنوي وأحتمى أخيه بحصن لكنه قتل بعدها بسبع شهور من تلك المعركة .
غزو الهند : كان أول شئ فعله السلطان محمود الغزنوي عند توليه حكم الدولة هو القيام بعقد معاهدة مع جيرانه الشماليين من الكراخاننيين ، هذه المعاهدة أفادت غزو الهند. وتمكن من القيام ب 17 معركة حربية ضد الهنود و ذلك خلال الفترة من 1001ميلاديا إلى1027ميلاديا ، وكان المغزى وراء تلك الحروب هو نشر دين الإسلام في بلاد الهند ، و زيادة عدد الجيش الغزنوي ،هذا بالأضافة إلى جمع الغنائم ، لذا تمكن السلطان محمود الغزنوي من القيام بعدة حملات للهند منها :
- الحملة الأولي : عام 1000 ميلاديا و تمكن فيها من السيطرة على عدة قلاع هندية.
- الحملة الثانية : كانت تتكون من 15 ألف من الخيول و كانت المعركة عام 1001ميلاديا و انتصر فيها محمود الغزنوي و جمع العديد من الغنائم .
- الحملة الثالثة : كانت بالتحديد إلى منطقة بهتيا التي كانت تحت قيادة باجي راي وهزم السلطان محمود الغزنوي الحاكم باجي راي في تلك المعركة و أستطاع أن يسيطر على تلك المنطقة .
غزو المولتان : لعل السبب الرئيسي وراء غزو السلطان محمود الغزنوي للمولتان يكمن في أن مالك المولتان كان ملحدا و كان يدعو شعبه إلى الإلحاد معه و كان الكثير يستجاب له ، لذا عزم السلطان محمود الغزنوي على غزوها و تمكن بعد صراع كبير من فتحها و ضمها إلى سيطرته .
السيطرة على سيستان : كان هناك العديد من المنازعات على تولي كرسي الحكم في سيستان ، فخرج السلطان محمود الغزنوي إليهم و ضمهم إلى حكمه بعد أن تمكن من السيطرة على المتمردين بالمنطقة .
السيطرة على خوارزم : كان السلطان محمود الغزنوي يسعى دائما للسيطرة على خوارزم و ضمها لحكمه ، و بالفعل تمكن من تحقيق ذلك الحلم عام 1017 ميلاديا بعد أن تمكن من عقد معاهدة سلام مع حاكمها .
السيطرة على كارجيستان : تمكن السلطان محمود الغزنوي من القيام بإرسال سفير إلى حاكم مدينة كارجيستان و ذلك في عام 999 ميلاديا و ذلك حتى يطلب منه الأنضمام إلى الدولة الغزنوية. و بالفعل وافق الحاكم على الأنضمام ، لكن مع مرور الوقت و تغير الحاكم رفض الحاكم الجديد الإنضمام للدولة الغزنوية و لم يعترف بقوة السلطان محمود الغزنوي ، فلم علم السلطان بذلك قام بأرسال جيشه كارجيستان، و تمكن مرة أخرى من أعادة كارجيستان إلى سيطرته .
هذا بالأضافة إلى العديد من الغزوات الأخرى التي قام بها السلطان محمود الغزنوي
وفاته : قضى السلطان محمود الغزنوي معظم أيام حياته في الحروب و الغزوات لنشر الأسلام و توسيع ملكه ، تلك الحروب التي أهلكته صحيا وأصيب بالمرض حتى توفاه الله في أواخر شهر إبريل عام 1030 ميلاديا .