الإنسان قد يرتكب في حياته الكثير من الذنوب والمعاصي سواء أكانت  بقصد أو من غير قصد، كبيرة او صغيرة ، لكن  يجب في جميع الحالات على الإنسان المسلم الذي يخاف الله عز وحل ويخشاه وكذلك يخشى عقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة أن يتوب اليه وتكون توبة نصوحة صادقة وان لا يعود بعدها إلى ارتكاب هذه الذنوب والمعاصي.

حكم التوبة النصوح

– التوبة النصوح  تعتبر  فرض وواجب  على كل مسلم ومسلمة.

– يعتبر من الأمور شديدة الأهمية والوجوب هو التراجع عن ارتكاب المعاصي والذنوب.

– التوبة تعد من أسباب الخلاص في الدنيا والأخرة من الذنوب والمعاصي .

–  يجب المداومة على التوبة و الاستمرارية فيها التوبة فكلما وقع المسلم في إثم أو ذنب أو معصية، فان الله عز وجل يحب التوابون الذين يقومون بفعل المعصية والذنب ثم يعودون إليه تائبين.

كيفية التوبة النصوح

 التوبة النصوح هي التوبة التي بها العبد يقر  الندم على ما فات من معاصيه وذنوبه وذلك يكون مع حرص العبد على الا يعود إليها مع هجر كل ما يكون له علاقة بها،  فإذا صدق  فيها قول العبد فعله، وقام بالالتزام بها كانت مكفرة لخطاياه وذنوبه والله ينسي الأرض  وما عليها كل ذنب  قام بعمله ،  وكذلك هذه المعاصي والذنوب تمحى من سجلات أعماله.

 ثم بعد ذلك ينادي مناد من السماء “أن هنؤوا فلاناً فقد اصطلح مع الله”،  انه من المواقف العظيمة ان إذ الله لا يحتاج الإنسان في شيء حتى يفرح بتوبته وهو الغني عن كل مخلوق، ولكنها  الرحمة التي تفضل الله  بها وتكرم على عباده لكي يطهرهم مما بهم من أدران ثم يقوم بتوريثهم  بعد ذلك جنته.

ومن جانب آخر  نحد ان البعض من العصاة والذين أسرفوا على أنفسهم بالذنوب والخطايا ،  فان الشيطان  قد نفث في خلدهم واذا  عادوا إلى ربهم  نادمين تائبين  فإن الله سيطردهم ويصدهم عن باب القبول، وينسون قوله تعالى :” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “

شروط التوبة الصحيحة

 الندم

هو  ان يشعر المذنب  بالأسف على القيام بالذنب وكرهه بعد ذلك، حيث ان حقيقة الندم هو أن يفهم المذنب الفعل الذي قام به، ويتحسر على ذلك،  وانه ان لم يندم على هذا الذنب فذلك دليل على رضاه وإصراره عليه،  فلذلك يكون الندم من شروط صحة .

 التوبة

وهي عبارة ان يقوم المذنب بالإقلاع عن الذنب وكذلك التوقف عن فعله، و التوبة لا تصح إلا بعدم العودة الي المعصية والاقلاع عنها، اما لو كانت التوبة قائمة مع الاستمرار على فعل الذنب فهي توبة تكون كاذبة.

 الإصرار والعزم على عدم العودة للذنب

 فهي  تعد من دلالات التوبة الصادقة والنصوحة .

تأدية الحق إلى أصحابه

تستلزم التوبة اعادة الشيء لأصحابه اذا كان الذنب فيه ظلم لأحد البشر .

أن تكون التوبة قبل الموت

 عند مجيء سكرات الموت نجد الكثيرون من الناس يتوبون  ، فتكون توتبهم غير مقبولة لقوله تعالى: (وليْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)

أسباب عودة الذنوب

–  عدم وجود الصدق التام  والاخلاص في التوبة، وفي العادة لا تكون بالأفعال ولكن تكون بالأقوال.

–  ان الظروف التي كانت سبب المعصية كالمكان والظروف والأشخاص، لا تتغير ، فتكون كفيلة بالشخص  يعود إلى ارتكاب المعصية مرة أخرى.

–   ان لا يكون الذي يساعد على التوبة غير موجود كالمساجد القريبة لتأدية الصلاة، او الاصدقاء الصالحين ،أو الأنشطة المتنوعة والمختلفة التي تملأ وقت الفراغ،  وذلك لان وقت الفراغ  يعد من أكبر الأسباب التي تؤدي بالمسلم الوقوع في المعصية.

–  ان لا يكون عند الشخص  والوعي  والعلم الشرعي الكافي الذي  يجعل عنده يؤدي الخشية  والخرف من الله عز وجل .

–  ان لا يقون لديه ملكة تقييم الآثار  والعواقب المترتبة على ارتكاب الذنب والمعصية كالعقاب في الدنيا والآخرة.

–  ان يكون الوازع الديني لديهم ضعيف.

نصائح للابتعاد عن الذنوب

– ان يحافظ المسلم على الصلاة وان يقوم تأديتها في وقتها، لا نها مفتاح الهداية والخير ، والطريق  الذي يؤدي لترك  الذنوب والمعاصي، وكذلك فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

–  ان يقوم  بالأعمال الصالحة ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، وذلك لان العمل الصالح يمحو السيئات.

–  ان يغض المسلم بصره،  وهذه قاعدة قرآنية لكي يتم تجنب المعاصي وذلك من قبل وقوعها، حيث ان العلماء قد اثبتوا أن كثرة النظر إلى النساء يؤدي لضعف الذاكرة، ويكون سبب  في مشاكل تكون في نظام المناعة، بالإضافة لوجود المشاكل النفسية.

– يجب ان يكثر العبد من الاستغفار والتسبيح، فهي سبيل ووسيلة لثبات العبد على الهداية والخير  بعد ارتكابه للمعاصي.

–  ان لا يكون مصر على المعصية، وذلك لأنه يكون  أخطر من المعصية نفسها، وان يقوم بالتفكير المستمر بأسلوب سليم  لكي يعمِق ويعزز الأخلاق الحميدة في النفس المسلمة.

– اليقين والثقة  بأن الله عز وجل يغفر الذنب، وأن الله علي كل شيء قادر،  فإن اراد أكرم الإنسان، وإن اراد عذبه، وبوجود هذه الثقة والقناعة يكون كفيل في جلب السكينة والراحة للمسلم الذي قام بارتكاب الذنب وان ينوي بالتوبة المخلصة الصادقة.

– ان لا ييأس من رحمة الله تعالى، فلا ييأس من رحمة الله إلا القوم الظالمين، فالمسلم يجب ان يعلم بأن الله غفور رحيم ولا ييأس من رحمته في ان يغفر له ذنوبه بعد توبته، كذلك  اليأس يعتبر  كفر بقدرة الله تعالى.