الصفات المتضادة التي قام غريغور مندل بدراستها في البازلاء كانت واحدة منها سائدة سيادة تامة على الأخرى، ولكن بعد هذا فان الباحثون وجدوا ان هناك أنواع أخرى من السيادة التي كانت السبب في ظهور نسب للأنماط الظاهرية تكون مختلف عن النسب المندلية في F2 ، لكن نجد ان عوامل الصفات المضادة قد خضعت إلى مبدأ الانعزال .
مفهوم السيادة
ان الصفة السائدة في علم الوراثة هي عبارة عن علاقة بين أليلات تكون مورثة معينة، وذلك لأن في الموقع الكروموسومي ذاته، فان ظهور أليلا واحدا على حساب أليل آخر ، فيسمى الأليل الأول سائدا ، ويسمى الأليل الثاني متنحيا.
حيث انه لأي صبغي جسمي ، بمعنى اي صبغي فيما عدا الصبغي الجنسي، فنجد كل أليل وكذلك الصفات المرتبطة به، فإما أنها تكون صبغية جسمية متنحية أو تكون صبغية جسمية سائدة، و السيادة هي عبارة عن مفهوم أساسي في علم الوراثة الكلاسيكي، و الوراثة المندلية.
انواع السيادة
ـ السيادة التامة.
ـ السيادة الغير تامة.
ـ السيادة الفوقية.
ـ السيادة المشتركة.
السيادة الغير تامة
حيث ان معظم الجينات التي تكون موجودة في خلايا الحيوانات و النباتات تم صرفه بصورة مختلف وذلك عن تلك الجينات التي قام مندل بدراستها في نبات البازيلاء !
حيث انه الشائع من النماذج هنا هي وجود حالة عدم وجود السيادة وهي عبارة عن الحالة التي يكون موجود بها زوج من الجينات لا يكن أحد هذين الزوجين سائد سيادة تامة على الآخر .
فعندما يكون هناك تزاوج بين الآباء فإن في جيل الابناء نجد ان الصفة التي تظهر فيهم، تكون تجمع ما بين الصفتين الموجودة في الآباء ، والمثال على ذلك : ما يكون في نبات شب الليل من وراثة لون الأزهار .
لكن في حالة السيادة الغير تامة، فصفتا الأبوين فيها تظهر بنسب متفاوتة ، والمثال على ذلك : هي حالة وجود أنيميا الخلايا المنجلية .
نقص السيادة أو السيادة غير التامة
علماء الوراثة وجدوا أنه يوجد هناك الكثير من الحالات لتوارث بعض الصفات و فيها يختلف الشكل الظاهري للفرد النقي للصفة المتوارثة عن الفرد الهجين ، والسبب يكون في هذا الاختلاف أن سيادة أحد هذه العوامل الوراثية لا تكون سيادة تامة على العامل الاخر ولكن تكون هذه سيادة إلى حد ما ناقصة.
ونجد انه من الأمثلة الخاصة بحالة السيادة غير التامة أو الناقصة في الإنسان، هي توارث بعض الأمراض الخاصة بفقر الدم مثل فقر دم البحر الأبيض المتوسط وتسمى الثلاسيميا التي تكون قد انتشرت في بعض البلاد العربية، ومرض فقر الدم المنجلي .
السيادة المشتركة
السيادة المشتركة تكون عندما يعبر كلا من الأليلين وذلك يكون بشكل كامل عن مدى تأثير متباين الزيجة بها .
مثال ذلك انه في الأنسان عندما يكون الأليل IA سائدا مشتركا وذلك لمجموعة الدم A مع الأليل IB ،فيكون متباين الزيجة IB IA يعبر عن كل الصفات التي تكون موجودة في المجموعة A والمجموعة B .
ولأن الأليلين يقومان بالسيطرة على كل النواتج البروتينية المختلفة الموجودة في كريات الدم الحمراء، فيكون التزاوج بين فرد متماثل الزيجة IB IB مع آخر متماثل الزيجة IA IA فيكون ما ينتج عنه هو أبناء تكون متباينة الزيجة IB IA ، ويكون السبب في ذلك هي السيادة المشتركة .
الأساس الخلوي للوراثة المندلية
العلماء قبل اكتشاف أبحاث مندل استنتجوا أن الوراثة لا تنتقل الا عن طريق نوى الخلايا التناسلية، ومن خلال الملاحظات عن سلوك الكروموسومات والنوى خلال الاخصاب و انقسام الخلية ، هذا هو السبب في استنباط الاستنتاج السابق .
ومندل قد أوضح بأن المادة الوراثية تتكون من وحدات تم تسميتها جينات التي تقوم بالانعزال وقت تكوين الأمشاج ،حيث انه من الممكن ان يتم مشاهدة الكروموسومات أثناء انقسام الخلية ولكن يكون ذلك من تحت المجهر، لكن يمن ان نستدل على وجود الوحدات أي الجينات عن طريق ملاحظة سلوك الصفات التي تكون ناتجة في تجارب التهجين من تأثير هذه الجينات. وبعد ان تم اكتشاف أعمال مندل فكان امر الطبيعي ان يتم طرح هذا السؤال وهو، ماهي العلاقة بين الجينات بين الكروموسومات ؟
فنجد الإجابة على هذا السؤال قدمت في عام 1902م، وذلك من قبل كل من بوفري Boveri وصتون Sutton وذلك بصورة مستقلة، وهما قد توصلا الى ان الكروموسومات تحتوي على الجينات وذلك من خلال دراسة السلوك المتوازي بين الجينات والكروموسومات وذلك في وقت الإخصاب والانقسام الخلوي .
وان سبب انعزال الجينات يكون هو حدوث انفصال هذه الكروموسومات والتي تكون حاملة او محتوية على الجينات في وقت تكوين الأمشاج .
و هذه الفكرة عرفت بنظرية الكروموسومات الوراثة، وانه مع تطور علم الخلية وعلم الوراثة وك1ذلك مع ظهور علم الوراثة الخلوية، فقد تم تقديم الدعم والأدلة الكثيرة الى هذه النظرية .