آمن اليونانيون بعدة أساطير وخرافات ، وأطقوا عليها إسم “ميثولوجيا” أي بمعني القصة المقدسة ، وكانت تدور هذه الأساطير حول آلهتهم ،وبعض الشخصيات الإسطورية التي اخترعوها من خيالهم مثل : أخيل ،أسطورة الزمن والكون ،هيرقل ، أسطورة ثيسيوس ومينوتور ، و لعنة كرونوس .
أسطورة ثيسيوس و مينوتور :
كان الملك مينوس ملك جزيرة كريت رجلا قويا، يخشاه حكام البلاد المجاورة لجزيرة كريت. وكان كل ما يطلبه من بضائع أو رجال لجيوشه العظيمة يضطر رؤساء الدول الموافقة عليها جميعاً ، تجنباً لدخول حرب معه ، ولكن الأمر قد اختلف في أثينا حيث انهم رأوا ان مطالبه أصبحت أكثر مما ينبغي بالنسبة لهم.
وكان للملك مينوس قصر كبير بناه بنفسه وأسماه كنوسوس، وقد بني داخل هذا القصر متاهة عملاقة ،يحتفظ فيها بمخلوق مرعب يدعي مينوتور . لم يكن مينوتور حيواناً عاديا بل كان وحش -نصف رجل ونصف ثور- ، كان قوياُ ومتوحشاً جداً، ويحب أكل لحم البشر الذين أغلق عليهم الملك مينوس المتاهة معه، كانوا يحاولوا الهروب من المتاه ولكن بلا جدوى حيث أنهم كانوا تائهين كلياً فيها ، حتى يواجهون مينوتور فيأكلهم .
فدية للملك كل عام :
وفيما يتعلق بأثينا، طلب مينوس بأن يرسل الملوك كل عام سبعة شبان وسبع شابات . عنما علم ثيسيوس ذلك ذهب الي والده وسأله لماذا نرسل هؤلاء الشباب إلى جزيرة كريت كل عام؟ ولماذا لا يعود أحد منهم أبدا؟” فأجابه الملك ايجيوس “لأننا إذا لم نرسلهم فان مينوس سيشن حرباً علينا لن نفوز بها ، ولا يعودون لأنهم لا يذهبون إلى كريت كعبيد، بل يذهبون كغذاء لمينوتور .
غضب ثيسيوس كثيراً وقرر أن يوقف هذا الهراء ، وخطط أنه عندما يحين الوقت لإرسال الطلبات القادمة ، سوف يذهب كأحد منهم وتعهد أنها هي المرة الأخيرة التي سيتم تغذية مينوتور مع لحم أي من شعبه ، حاول أبيه تغيير رأيه ولكنه لم يستطع ، في كل عام، يقسم شاباً اليمين لذبح هذا الوحش الرهيب ولكن لم يستطع احداً قتله .
أصر ثيسيوس على الذهاب وعندما وصلوا كريت وارسو السفينة هناك ، نزل الملك مينوس بنفسه لتفقد السجناء من أثينا . كان ينتظر الفرصة لتهديد الأثينيين وإذلالهم أكثر من ذلك ، أخبرهم مينوس أنه سوف يتيح لهم فرصة إختيار واحد يذهب أولاً إلى مينوتور ، من الذي سيذهب اولا؟ تقدم ثيسيوس إلى الأمام ، قائلاً أنا ثيسيوس أمير أثينا وأنا لا أخاف ما هو داخل جدران المتاهة الخاص بك ، هذه الكلمات أغصبت مينوس كثيراً وأمر الحرس بفتح المتاهة وإرساله فيها .
أحداث المعركة بين ثيسيوس ومينوتور :
في هذا الوقت كانت أبنة الملك “أريادن” تستمع لحوار أبيها مع ثيسيوس ، فمنذ اللحظة التي وضعت عيونها على ثيسيوس، وقعت أريادن في حبه، وبعد أن سمعت هذه الكلمات قررت مساعدة ثيسيوس في قتل مينوتور، وعندما دخل المتاهة وذهب الحرس بعيدا، دعته بهدوء ، وقالت حتى لو قتلت مينوتور لن تخرج حيا من كريت،ثم ألقت اليه كرة كبيرة من الخيط ربط طرف منه في مدخل المتاهة والطرف الاخر في جسده . و إبتسم لها ثم بدأ طريقه داخل المتاهة .
ذهب ثيسوس بعناية إلى ممرات المتاهة المظلمة ، وكانت هناك رائحة كريه جدا تفوح من المتاهة، ويتوقع في أي لحظة أن يلتقي وجهاً لوجه مع المخلوق الغريب ، لم يكن لديه وقت طويل للإنتظار ، وقف في زاوية ما يتحسس طريقه بيده، فجأة شعر انه لمس عظمي ضخمة ، في لحظة تحول عالمه رأساً على عقب ، حرفياً تماماً .
انتصار ثيسيوس علي مينوتور:
وجد نفسه بين قرون مينوتور وقذفه في الهواء ، عندما سقط على الحجر البارد الصلب، شعر أن الحوافر الضخمة للحيوان تنزل على صدره ،دارت بينهما معركة كبيرو بينهما ، وظل ثيسيوس يكافح للبقاء على قيد الحياة في الظلام . لكن ثيسيوس لم يكن رجلاً عادياً ، فهو أبن الملك، كان شجاعاً عنيداً .
أمسك ثيسيوس بأذن مينوتور ، وجد ثيسيوس قوة لم يكن يعرف أنه يمتلكها، وأمسك قرون الحيوان الضخمة، وأبقى على إلتواء رأسه الكبيرة من جانب إلى آخر . وفي النهاية ضربه ثيسيوس ضربة على قدمه. وقطع عنق هذا المخلوق وسقط مينوتور علي الأرض ميتا .