تعد المدرسة الأحمدية من أهم معالم دولة الكويت، فهى من أول المدارس التي تم انشاؤها بها، وسميت مدرسة الأحمدية بهذا الاسم نسبة إلى المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد الجابر الصباح ، والجدير بالذكر أن هذه المدرسة تعد ثاني مدرسة نظامية في دولة الكويت بعد المدرسة المباركية.
حول نشأة وتأسيس هذه المدرسة ، وأهم المراحل التاريخية التي مرت بها ، كان لنا هذا التقرير :
نشأة وتأسيس المدرسة الأحمدية بدولة الكويت :
تعد المدرسة الأحمدية ثاني أكبر مدرسة نظامية تم تشييدها في دولة الكويت قديماً ، بعد المدرسة المباركية ، حيث تم انشاؤها في عام 1921 ، وقد تأثرت هذه المدرسة بنقص الموارد المالية في البداية ، مما أثر ذلك بشكل مباشر على مستوى التعليم والخدمات المقدمة من خلالها في البداية ، وللتغلب على هذا الأمر ، فقد قام سلطان إبراهيم الكليب بحملة تبرعات لصالح هذه المدرسة، وبلغ مجموع التبرعات آنذاك حوالي 13 ألف روبية يتم تجميعها سنوياً ، كما تعهد أمير دولة الكويت آنذاك المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح بدفع ألفي روبية سنوياً واستمر بدفع هذا المبلغ لمدة تقرب من 15 عاماً حتى تم تشكيل مجلس المعارف ، وذلك في عام 1936.
موقع مدرسة الأحمدية في الكويت :
أما عن تشييد هذه المدرسة ، فقد تم تشييد المدرسة الأحمدية في الكويت في شهر مايو من عام 1921 ، ذلك في حي القبلة ( جبلة) بدولة الكويت بمبلغ مبدئي حوالي 7500 روبية وتم تجميع هذا المبلغ كنوع من أنواع المساهمات من الأمير وفئة التجار خلال هذه الفترة ، وتكونت هذه المدرسة في البداية من بنائين متقابلين يفصل بينهما الشارع ، وتكون البناء الأول المقابل للبحر من ثماني غرف وإحدى هذه الغرف كانت مخصصة إلى ناظر هذه المدرسة آنذاك ، وأما عن المبنى الآخر فقد كان في البداية يعمل لصالح إحدى الجمعيات الخيرية ، وتم إضافة هذا المبني إلى هذه المدرسة بشكل رسمي وذلك في عام 1943 ، وبلغ عدد من الغرف في هذا المبنى نفس عدد الغرف في المبنى الأول لها ، ولم يستمر هذا الأمر طويلاً إلا وقد تم إعادة بناء هذه المدرسة كلياً وذلك في عام 1948 وتحديداً بعد مواجة الزيادة في عدد الطلاب وذلك من اجل استيعاب أكبر عدد من الطلاب آنذاك
كيفية التعليم في المدرسة الأحمدية في الكويت قديماً :
أما عن كيفية التعليم بداخل هذه المدرسة فكان مختلفاً إلى حد ما ، حيث تم اقتراح ادخال عدد من العلوم الحديثة واللغة الانجليزية الى التعليم بداخلها ، ولكن قوبل هذا الأمر برفض عدد من أنصار المحافظة والتقاليد ، مما دفع الشيخ أحمد الجابر الصباح لإقامة اجتماع تشاوري في بحث هذا الموضوع ، وكان ذلك في 14 من شهر مايو من عام 1921. وبعدها بأقل من أسبوعين تم افتتاح هذه المدرسة وتشكيل مجلس إدارة هذه المدرسة بعضوية كلا من مشاري الكليب، ومشعان خالد الخضير، وسلطان الكليب، وعبدالرحمن النقيب، والسيد علي بن السيد سليمان، كما تم اختيار يوسف بن عيسى ناظراً لها وذلك في عام 1921 ، ولكن بعدما تم دمج المدرسة العامرية بها، وأصبح عبد الملك صالح المبيض مديراً لهذه المدرسة، وأوكلت مهمة الإشراف عليها مع المدرسة المباركية الى يوسف بن عيسى ، وانضم الى هيئة تدريس هذه المدرسة كلا من السيد عبد العزيز الرشيد والشيخ أحمد الخميس والشيخ حافظ وهبة والأستاذ حجي بن جاسم الحجي، بالإضافة لمدرسين اخرين تم استقدامهم من مصر لتدريس اللغة الإنجليزية.
والجدير بالذكر أن نجاح الطالب في هذه المدرسة وانتقاله من فصل إلى آخر كان يعتمد على اختبار فردي شفهي يقوم من خلاله باقتناع المعلم بوصول الطالب لمستوى معين يؤهله لدخول الفصل الآخر، إلا أن طريقة انتقال الطالب من مرحلة إلى أخرى قد تغيرت بمرور الوقت وأصبح الاختبار علنياً بحضور التجار والعلماء حيث يسأل أحدهم بأمور الدين وآخر بالتجارة، وإذا ما أجاب الطالب نجح وانتقل للفصل التالي .