عندما بدأ الإسلام في الانتشار وبدأت الدعوة الإسلامية في الوصول إلى جميع بلاد المغرب والمشرق، تم ضم الكثير من البلاد والولايات والممالك ، حيث أن الفتوحات الإسلامية لم تكون فقط ثقافة إسلامية أو حتى نشر ووعى بالدين الإسلامى فقط ، بل تم دمج الحضارات أيضا، كما تم ضم الكثير من الدول التى تتحدث بالكثير من اللغات الغير عربية ، ولذلك من الجدير بالذكر أن الإسلام ليس دين عرق أو جنس أو لون كما يزعم البعض، بل أنه الدين الحق لجميع الناس الموجودين في الدنيا لما أتى به من حقائق ودلائل حول وحدانية الله سبحانه وتعالى.

بلاد الأندلس ( إسبانيا الإسلامية )

لذلك الدعوة الإسلامية كانت دائما محتفظة بشكلها المعبر عن المساواة بين الأشخاص وانتشار العدل والمحبة فيما بينهم ، وتعتبر تلك المظاهر من أهم ما يميز الإسلام عن أى ديانة أخرى موجودة على وجه الأرض ، وإذا تناولنا بلاد الأندلس ونشر الإسلام فيها أو كما تعرف باسم “إسبانيا” فهي من الدول الغير عربية التى وصل إليها الفتوحات الإسلامية وخرج منها العديد من العلماء الذين علموا المسلمين وغيرهم العديد من العلوم الإسلامية والعلمية وغيرهم مثل (القرطبي – الطبري – أبو حسن الاشعري – أبو القاسم الرافعي – ابن تميمة – ابن ماجة – ابن داوود – الترمذي – مالك بن أنس – الشافعي – أحمد بن حنبل – محمد بن يوسف الفرابي – المناوي – العجلي – القسطلاني – ابن أبى عاصم – جعفر الصادق – سليمان بن حرب) وغيرهم الكثير من كبار العلماء الذي صدروا ثقافتهم وعلمهم للناس في كل كان بالعالم.

معنى وجود مصباح أمام المنزل في الاندلس 

تعتبر بلاد الاندلس هي بلاد (البرتغال وإسبانيا)، وتم إطلاق عليهم ذلك المسمى من قبل المسلمين عند قيام الفتوحات الإسلامية، حيث كان ذلك في عام 711م  والذى يوافق عام 92 هـ وظل المسلمين في تلك الأراضى حتى عام 1492م، وفي تلك الفترة تم بناء العديد من المساجد والمعالم الإسلامية التي لا مثيل لها في العالم، ومن أشهر تلك المعالم (كاتدرائية جامع قرطبة –  قصر الحمراء – مسجد الاندلس – القصبات الاندلسية – جنة العريف – قصر الجعفرية – قنطرة قرطبة – قلعة شريش – مسجد المنستر)، وغيرهم الكثير من المعالم الإسلامية التي لا حصر لها.

ومن مظاهر ظهور الإسلام وترعرعه في تلك البلاد هي وجود المصابيح المضاءة أمام المنازل، وكان من الغريب حينها وضع المصابيح مضاءة مع عدم استخدامه، ولكن كان لذلك دلالة كبيرة في العصر الاسلامي حينها بتلك البلاد، حيث كان يدل ذلك على وجود امرأة أو أكثر حافظين للقرآن الكريم في ذلك المنزل، مما يدل على تقوى من يعيش في ذلك المنزل، ولا شك أن ذلك أزاد من الشكل الحضارى في تلك البلاد مع تواجد العديد من مظاهر الإسلام فيها، ولذلك كانت الاندلس أحد منارات الإسلام في عصر الفتوحات الإسلامية التي بدأها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حتى اخر زعماء وشهداء تلك الفتوحات مثل عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وغيرهم الكثير من رموز الإسلام والأمة الإسلامية في ذلك الوقت.

الإمارات الإسلامية في بلاد الاندلس

مرت بلاد الاندلس بالعديد من الإمارات الإسلامية، مما عمل على تعدد الثقافات في تلك البلاد وترك فيها العديد من المعالم الإسلامية والآثرية المتنوعة، وتتمثل تلك الإمارات في (الإمارة الأموية “إمارة قرطبة” – الإمارة الأموية “خلافة قرطبة” – عهد ملوك الطوائف – العهد المرابطي – العهد الموحدي).

مرت بلاد الاندلس بالكثير من الحروب والمعارك التي اشتهرت على مر الزمن، ومن أشهر تلك المعارك (معركة اقليش – معركة إفراغة – الفتح الإسلامي للبرتغال – معركة بريانة – حصار جيان – حصار حصن الديموس – حصار لشبونة – معركة الزلاقة – غزوة شنترين – معركة أربونة – معركة بوردو – معركة تولوز – معركة عقبة البقر – معركة قبرة – معركة قلعة المنار – معركة وادي لكة)، حيث أن بتلك الحروب تم إسقاط أكثر من ولاية وحكم فيها ليتم بدء عصر جديد في الحكم الإسلامي، ولا شك أن تعدد تلك الحروب عمل على إدخال العديد من الأجناس المختلفة والأعراق في الاندلس، ولا شك أيضا أن ذلك ترك الكثير من العوامل التي ساعدت على نشر الثقافة والعلوم في العديد من مدن ومناطق الأندلس.