في واحدة من أغرب و أبشع سلسلة لجرائم القتل على مر التاريخ ؛ نذكر السفاح إيد جين في ولاية وسيكنسن الأمريكية ، فقد قام بقتل العديد من النساء و قام بنبش القبور و صنع من جلود ضحاياه ملابس له ، و من جماجمهم وعاء يتناول فيه الطعام.
حياة إد جين:
إدوارد ثيودور جين ، أو كما يُعرف إختصارًا إد جين ، ولد في ولاية وسيكنسن الأمريكية عام 1906م ، و عاش طفولة قاسية ، فقد نشأ في بيت غير منظم و غير سوي ، كان والده مدمنًا للكحول ، و والدته امرأة متسلطة و متحكمة ، لأنها كان العائل الأساسي للأسرة فهذا جعلها المتحكمة في كل شئ ، و لم يكن لوالده شخصية أو رأي أمامها ، و عزمت تلك المرأة على عزل أبنائها عن المحيط الذي يعيشون فيه ، فلم تكن تسمح لهم بالزيارات العائلية أو مخالطة الجيران ، و من شدة حرصها على الإبتعاد عن الجميع ؛ قامت ببيع منزل عائلتها و اشترت مزرعة في بلدة بلينفيد في ضواحي المدينة ، و حولتها لسجن منعت أيًا من ولديها و هما إد و هنري ، من الخروج من المزرعة.
وقع إد فريسة لمعتقدات والدته الخاطئة عن العزلة و المجتمع و نظرتها المتطرفة للمجتمع ، فقد كان أشد تعلقا بأمه من أخيه الأكبر هنري ، عاش إد و هنري حياتهما معا ، فلم يكن لهم أي أصدقاء و لا معارف ، و على الرغم من اجتهادهما لنيل حب والدتهما فقد كانت تعاقبهما بدون سبب معلن ، و في عام 1940م مات والدهما إثر نوبة قلبية ، و نتج عن ذلك خلل في معيشة الأسرة ، و اضطر الولدان أن يذهبا للبلدة للعمل في بعض الأعمال البدنية الشاقة مثل النقل و البناء ، و عمل إد كجليس أطفال للجيران.
مقتل هنري شقيق إد:
بعد أن إندمج الأخوين في حياتهما الجديدة و أخذا في التعرف على من حولهم ، بدأ هنري في مخالفة قوانين والدته الصارمة ، كما بدأ في انتقادها ، و الخلاف معها ، و في إحدى الليالي سعى هنرى لإحراق بعض الحشائش في المزرعة ، و لكن النيران اندلعت في المزرعة بأكملها ، و جاء رجال الإطفال لإنقاذ الأمر ، و بعد أن انطفأت النيران تم العثور على جثمان هنري بعيدًا عن الحريق و بدون أي إصابات ، مما جعل موته لغزًا آخر يُضاف إلى حياة تلك العائلة.
حياة إد وحيدًا:
في عام 1945م توفيت والدة إد إثر نوبة قلبية ، و بموتها عاش إد وحيدًا في المنزل ، قام إد بغلق كافة أبواب الغرف و أبقى كل شئ في المنزل كما تركته أمه ، و عاش في غرفة صغيرة بجوار المطبخ ، و شغل وقته بالعمل في الأعمال المؤقتة و قراءة المجلات و الصحف ، و أحب القصص التي تتحدث عن السادية و التعذيب و وجد فيها اشباعًا لرغباته الدفينه ، و في إحدى الليالي قرأ عن موت سيدة في الخمسينات ، فخطر في باله أن يقوم بنبش قبرها و سرقة جثتها ، و بالفعل أتم ما فكر به و اخذ جثمان السيدة لمنزله و قام بسلخ جلدها و صنع منه ثوب يرتديه ، و من جمجمتها وعاء لتناول الطعام و هناك من يرجح أنه قام بتناول أحشاء ضحاياه ، فقد تم العثور على قلب في المقلاة ، بالإضافة إلى الأحشاء البشرية في ثلاجته.
جرائم القتل التي قام بها إد والقبض عليه:
استمر إد في نبش القبور لسنوات طويلة ، و بعد ذلك اتجه للقتل ليشبع رغبته الدفينه ، و على مدى عشر سنوات شهدت قريته اختفاء الكثير من النساء و الأطفال و الرجال ، و كان يستغل معرفة الضحايا به و حبهم له و يقوم بقتلهم ثم أخذهم لمنزله ، و قد تم القبض على إد بعد قتله لسيدة متجر شهير في البلدة ، حيث شهد ولدها بأن إد هو آخر شخص قام بالشراء من المتجر ، و بالتالي فقد ذهب الضباط لسؤال إد ، و عند دخولهم المنزل ، اكتشفوا باقي الجرائم التي ارتكبها ، و بعد التحقيق معه اعترف بكافة جرائمه ، و أثناء حبسه أُصيب بالسرطان و توفى بعد ذلك.