بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد: نتحدث في موضوعنا هذا عن ماهو وقت الزوال .
وقت الزوال ، (وقت دخول صلاة الظهر ) ، وهو الوقت التي تنصرف فيها انصراف الشمس من كبد السماء إلى جهة الغرب . فلا يجوز الصلاة قبل الظهر في وقت انصراف الشمس ؛ لأن هذا الوقت من أوقات النهي .
عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيَّ رضي الله عنه قَالَ: ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يَنْهَانَا أنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ ، أَوْ أنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ . أخرجه مسلم .
والمقصود من هذا الحديث ، أنه لايجوز الصلاة قبيل صلاة الظهر وهو وقت قصير ، تتوسط فيه الشمس من كبد السماء بما يعرف بوقوف الشمس أو وقت الوقوف .
الصوات الخمس ومواقيتها
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، والتي ينبغي على كل مسلم اتباعها في وقتها . فهناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن فضل الصلاة ، ومنها :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا» قَالَ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَينِ» قَالَ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم- ولَوِ اسْتَزَدْتُّهُ لَزَادَنِي . متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهَ بِهِ الخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ الله ، قَالَ: «إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلَى المسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» . أخرجه مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إذَا ثُوِّبَ لِلصَّلاةِ فَلا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَونَ ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِيْنَةَ ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا ، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا ، فَإنَّ أَحَدَكُمْ إذَا كَانَ يَعْمِدُ إلَى الصَّلاةِ فَهُوَ فِي صَلاةٍ» . متفق عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» . متفق عليه .
فرض الله تعالى على عباده خمس صلوات في اليوم تعادل في أجرها خمسين صلاة ، وهي من أركان الإسلام التي لا يكتمل إسلام العبد إلّا بالقيام بها ، كما أنّ الله عزّ وجل جعل لها أركاناً وشروطاً وواجبات وضّحها الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم للمسلمين من أجل أن تكون الصلاة صحيحة .
مواقيت الصلاة :
أوقات الصلوات ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ” وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرْ الْعَصْرُ وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ الشَّفَقُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ” رواه مسلم (612) .
صلاة الفجر
يبدأ ميعاد صلاة الفجر من طلوع الفجر وحتى ما قبل طلوع الشمس .
صلاة الظهر
يبدأ ميعاد صلاة الظهر منذ الزوال ، والمعروف بوقت ميلان الشمس وابتعادها عن وسط السماء وإتجاهها نحو جهة الغرب . في وقت الزوار ، لا تجوز الصلاة قبل الزوال بفترة قصيرة ؛ لأنها من الأوقات المنهية للصلاة ، بينما يجوز تعويض أي صلاة فائتة .
صلاة العصر
يبدأ ميعاد صلاة العصر عندما يصبح طول الظل بنفس المقدار ، وتستمر فترة صلاة العصر إلى ما قبل اصفرار الشمس .
صلاة المغرب
يبدأ ميعاد صلاة المغرب من وقت غروب الشمس وحتى غياب الشفق الأحمر .
صلاة العشاء
يبدأ ميعاد صلاة العشاء من غروب الشفق الأحمر وحتى منتصف الليل .