يعد العصر الأموي من أزهى العصور التي مرت على الدولة الإسلامية، فقد أجمع المؤرخون والأمراء على بناء دولة قوية في هذا العصر، نظرا إلى ما وصل إليه العصر الأموي في الأدب والشعر، وقد أشرف العصر الأموي على ولادة الآداب الإسلامية وأهتم أمرائها وخلفائها بالأدب والشعر، حيث خرج من هذا العصر الذهبي العريق شعراء يتحدث عنهم الجميع على مر الزمان وغيرهم من أباطرة الشعر العربي أمثال الطرماح بن الحكيم وجرير بن عطية والأخطل وعمر بن أبي ربيعة.
افصل شعراء العصر الأموي :
1- جرير بن عطية:
كان واحدا من أبرز شعراء العصر الأموي، ويعتبر واحدا من أبرز الشعراء العرب على مر الزمان ولد جرير بن عطية في العام الثالث والثلاثين وتوفي في العام مئة وعشرة من الهجرة، وقد نشأ في البادية ومنها أكتسب العلم واللغة من البيئة المحيطة به.
أنتقل جرير بعد ذلك إلى البصرة وظل يتهاجى مع الفرزدق، وقد مدح جرير فيها ولاة العصر الأموي وهم بشر بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهم العديد، والذيم كانوا لهم سبب في وصول جرير إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان للبدء في مدحه ومنها قد مدح الخلفاء الأمويين عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك والوليد وسليمان ابنا عبد الملك بن مروان وغيرهم الكثير.
وظل جرير ينافس الشاعرين الأخطل والفرزدق في ملحمة النقائض ولكنها لم تقتصر فقط على هذين الشاعرين بل أصطدم بالعديد من الشعراء في ذلك العصر، حتى نشأت صداقة قوية بينه وبين الفرزدق إلا أن نشبت بين الفريقين ملحمة شعرية عنيفة استمرت على مر الزمان حتى أصبح من أشهر شعراء العصر الأموي وأشتهر بالهجاء والمديح.
ومن أشهر أقواله :
لولا ابن حكام وأشراف قومه
لشق على سعد بن قيس حنينها
أما خفتني يا حنب إذ بت لاعبا
و باتت لقاحي ما تجف عيونها
فيا جنب قد أسلفت في الحزن دينة
عست تقتضى من أم جنب ديونها
2- عمر بن أبي ربيعة :
لقب بالعاشق ولد في المدينة المنورة في العام 23 هجريا في خلافة عثمان بن عفان وتوفي في عام 93 هجريا، وأختص شعره بالغزل والمجون وأمتاز شعره بقدرته على وصف المرأة والتغزل بها وبعواطفها وجمالها وكل ما يتعلق بها وبهواجسها، كما تميزت أشعاره بالخلاعة بسبب اختلاطه الكبير بالنساء فقد كان يغازل النساء غزلا صريحا بكل جرأة، ولوحظ في شعره الحوار التمثيلي والسرد القصصي بالإضافة إلى سهولة ألفاظه ومعانيه الرقيقة خاصة في الحب والغزل الجرئ.
ومن أشهر أبيات شعره :
صرمت حبلك البغوم، وصدت
عنك، في غير ريبة، أسماء
وکلغواني إذا رأينك كهلا
كان فيهن عن هواك التواء
حبذا أنت يا بغوم وأسماء، وعيص يكننا وخلاء
3- قيس بن الملوح :
يعتبر أحد أبرز الشعراء العرب في الدولة الإسلامية وهو أحد أبرز شعراء العصر الأموي، لقب قيس بن الملوح بمجنون ليلى بسبب حبه الجنوني لليلى العامرية وتزوجها قيس ولكن لم يرزقا بأولاد حتى تم إجباره على تطليقها وحينها جن جنونه حتى أصر على التزوج منها مرة أخرى، وفي يوما ما مرضت ليلى مرضا شديدا وماتت وظل قيس ملازما قبرها حتى مات حزنا على فراقها ودفن إلى جانبها .
ومن أفضل قصائده و أبرز أبياتها :
تباكر أم تروح غدا رواحا
ولن يستطيع مرتهن براحا
سقيم لا يصاب له دواء
أصاب الحب مقتله فناحا
وعذبه الهوى حتى براه
كبري القين بالسفن القداحا
4- الطرماح بن الحكيم :
كان من أبرز شعراء المديح المميزين في العصر الأموي، ووصفه الجاحظ بأنه كان قحطانيا عصبيا، ولد وتربي في الشام وكان من الخوارج ثم أنتقل إلى الكوفة حتى أصبح معلما، وكان صديقا مقربا للشاعر الكميت الأسدي.
ومن أجمل ما قاله الطرماح في الهجاء :
إن بمعن إن فخرت لمفخرا
وفي غيرها تبنى بيوت المكارم
متى قدت يا بن العنبرية عصبة
من الناس تهديها فجاج المخارم
إذا ما ابن جد كان ناهز طيئا
فإن الذرى قد صرن تحت المناسم
5- الفرزدق :
هو همام بن غالب بن صعصعة الدرامي ولد في بادية البصرية في العام 21 هجريا من قبيلة تميم، ولد في بيت ملئ بالعزة والكرامة والمال، الأمر الذي أثر في شخصيته وظهر هذا في شعره فخرا بآبائه وأجداده ولقب باسم “الفرزدق” بسبب ضخامة وجهه وغلظته، تميز شعره بالجودة الشعرية وقوة الأسلوب وألفاظه الغريبة لقوتها اللغوية وجزالة ألفاظها وقد تعاون الفرزدق مع الشاعر الأخطل في هجاء جرير، وخاض حربا شعرية مع هذين الشاعرين وتوفي في العام 114 هجريا، فكان شعره قويا جزلا.
ومن أبرز أشعاره :
إذا لاقى بنو مروان سلوا
لدين الله، أسيافا غضابا
صوارم تمنع الإسلام منهم
يوكل وقعهن بمن أرابا
بهن لقوا بمكة ملحديها
ومسكن يحسنون بها الضرابا
6- أبو الأسود الدؤلي :
هو ظالم بن عمرو بن ظالم، ولد في الكوفة في العام السادس عشر قبل الهجرة، فهو من سادات التابعين وشعرائهم، وفو أول من أسس علم النحو ولقب بملك النحو، وقام بتشكيل احرف القرآن الكريم، ولقب بأبي الأسود الدؤلي ، واشتهر بفصاحة لسانه وبلاغته في كتابة الشعر ولقب بشاعر الزهد ، ولأبي الأسود الكثير من الكثير من القصائد الرائعة .
ومن أبرز أشعاره :
افنى الشباب الذي افنيت جدتـه
كر الجديدين من آت ومنطلق
لم يتركا لي في طول اختلافهما شيئاً
أخاف عليه لذعة الحـدق