قد لا تكون شخصآ عصبيآ أو إنفعاليآ ، لكن تجد نفسك في ظل ضغوط الحياة المختلفة تتعرض لمواقف وضغوط حياتية مختلفة تجعلك تصبح شخصآ عصبيآ يفقد أعصابه بسهولة في بعض المواقف الصعبة ، فمع تزايد ضغوط الحياة ومشكلاتها المختلفة ، وتحدياتها ، أصبح الكثير منا يحاول بشكل أو بآخر التنفيس عن الضغوط التي تحاصره من كل مكان من خلال الدخول في نوبة من الإنفعال والصراخ عاليآ ، وتسمي هذه النوبة بنوبة الغضب ، وهي نوبة خطيرة على الصحة لتأثيرها الضار على أجهزة الجسم المختلفة ، لذلك فدائمآ ما يحذر الأطباء من الإنفعال الزائد والتعرض لنوبات الغضب الشديدة .

وإن كانت نوبات الغضب خطيرة وضارة بالنسبة لأي شخص ، فهي بالنسبة لمرضى القلب أمر أخطر بكثير ، حيث يتسائل مرضى القلب هلى من الأفضل إخراج الضغوط والمشكلات من خلال نوبات الغضب والإنفعال ، أم أن من الأفضل كتمان هذه المشاعر وتجاهلها حتى لا تسبب للشخص أي أضرار صحية ، والحقيقة أن كلا الطريقتين بهما خطأ كبير ، فتعرض مريض القلب لنوبة من الغضب أمر خطير قد يؤثر عليه لدرجة لا يتخيلها الشخص المريض نفسه ، وعلى الرغم من خطورة نوبات الغضب ، وخاصة بالنسبة لمرضى القلب ، إلا أن الدراسات الحديثة لفتت أنظار الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المختلفة إلى خطورة الوقت الذي يلي مباشرة نوبة الغضب الشديد .

تحذير لمرضى القلب من الوقت الذي يلي نوبة الغضب :
وسط كم كبير من الدراسات التي تحذر من لحظات الغضب وخطورتها على مرضى القلب ، فقد جاءت دراسة حديثة نشرت في ” المجلة الاوروبية لأمراض القلب ” ، حذرت هذه الدراسة من خطورة نوبات الغضب على مرضى القلب ، حيث أوضحت الدراسة أن الغضب يزيد من إحتمال تعرض مرضى القلب للسكتة الدماغية ، والنوبة والجلطة القلبية ، وليس ذلك فحسب بل شددت الدراسة وحذرت من الساعة التي تلي نوبة الغضب الشديد ، وأكدت أن هذه الساعة قد تكون هي الأخطر ، فقد يتعرض فيها الشخص لمضاعفات خطيرة ناتجة عن غضبه .

وقد أجرت الدراسة عددآ من التجارب على مجموعة من الأشخاص المصابون بأحد أمراض القلب ، وقد توصل فريق الباحثون إلى أن الساعة التي تلي نوبة الغضب يزيد فيها إحتمال تعرض الشخص للنوبات والجلطات القلبية والسكتات الدماغية ليصل إلى خمسة أضاعف الشخص الطبيعي ، وبعد مرور هذه الفترة يعود الشخص لهدوئه يزول الخطر إلى حد ما ، والسبب في ذلك هو إفراز الجسم لهرمون الادرينالين ، حيث يفرز الجسم خلال نوبة الغضب والساعة التي تليها نسبة كبيرة من الأدرينالين بالإضافة إلى الكورتيزول ، حيث يعد إفراز هذه المواد بشكل زائد ضار جدآ للجسم ، فتسبب للمريض إرتفاع ضغط الدم ، وأمراض قلبية أخرى خطيرة ، كإضطراب نظم القلب ، والذبحة الصدرية وغيرها ، حتى أن تكرار التعرض لنوبات الغضب يرفع مستوى الكولسترول في الدم ، كما أنه يزيد من الإصابة بمرض السكري .

ما بعد نوبة الغضب : و إلى جانب تأكيد الباحثون على ضرورة تجنب مرضى القلب لنوبات الغضب الشديد ، فقد شددوا أيضآ على ضرورة الحرص والحذر من الساعة أو الساعتين اللاتي تلي نوبة الغضب نفسها ، فيجب أن يحاول المريض أن يبتعد قدر الإمكان عن تكرار الإنفعال بعد نوبة الغضب ، ففي هذا الوقت يتعرض القلب لعبء شديد ويتحمل ضغوط ثقيلة لا يقوى على تحملها قلب مريض  ، فيجب أن يدرك المريض أن الإنفعال يضر بصحة القلب ، كما أن زيادة الإنفعال أو التعرض لضغط بدني ونفسي في الساعة التي تلي نوبة الغضب يزيد من خطورة تأثير الغضب على الصحة .

متى تتم مراجعة الطبيب بعد نوبة الغضب ؟
كما أشارت الدراسة إلى ضرورة الإسراع في مراجعة الطبيب عند الشعور ببعض الأعراض في الساعة التي تلي نوبة الغضب ، كآلام الصدر ، أو الصداع الشديد ، بالإضافة إلى ألم الذراع الأيسر و الشعور بالدوار أو التعرض للإغماء أيضآ ، فقد تشير هذه الأعراض إلى خطر يهدد المريض ، فيجب أن يلجأ على الطبيب في أقرب وقت ممكن .