مريم ابنة عمران ولدت يتمية و خدمت في بيت المقدس ، و قد وهبها الله تعالى ابنها عيسى عليه السلام ، دون أن يمسسها بشر .
نبذة عن السيدة مريم
– هي مريم بنت عمران ، أمها حنّة كانت عاقر لا تلد ، و تمنت أن يرزقها الله بولد ، و عندما حملت نذرت أن تُهب مولودها لخدمة بيت المقدس ، وكانت تأمل أن يهبها الله سبحانه وتعالى ولد ليخدم في بيت المقدس ، و لكن وهبها الله بنت .
– فأسفت لأن البنت ليست كالولد ، و لكن وهبتها لخدمة بيت المقدس ، و أصبحت مريم تخدم بيت المقدس ، قال تعالى في كتابه العزيز : “إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ” .
– عُرفت مريم بأنها تقية و صالحة ، و قد توفى والدها و هي في بطن أمها ، و تكفلها زكريا عليه السلام ، كان زكريا عليه السلام يدخل المحراب عند مريم فيجد عندها من كل ما لذ و طاب من الثمرات ، فيسألها من أين هذا يا مريم، فتقول هو من عند الله عز و جل .
– و قد جاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى : ” فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ” .
حمل السيدة مريم
– اعتادت السيدة مريم أن تتعبد في المحراب ، و في يوم جاءها جبريل عليه السلام و هو متمثل لها في صورة بشر ، و بشرها بأنها سوف تصبح حامل ، فتعجبت و قالت كيف أحمل و أنا غير متزوجة ، و لست زانية فاجرة ، فأوضح لها الملاك أن هذا أمر الله عز وجل ، فحملت مريم بسيدنا عيسى عليه السلام .
– وقد سميت بمريم العذراء كشهادة لها بعفتها و طهارتها ، و قد أكرمها الله بأن أنزل سورة “مريم” وسورة “آل عمران” في القرآن الكريم ، و هي شخصية لها قدسيتها عند المسلمين و المسيحيين .
– و مع مرور الوقت بدأت أعراض الحمل تظهر عليها ، و لهذا اتخذت مكانًا بعيدًا عن أهلها في المحراب ، وعندما جاءتها آلام المخاض، وبدأت تشعر بقرب ولادتها بدأت تبكي وتدعو الله أن يساعدها ، يقول الحق سبحانه و تعالى : ” فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا” .
فترة حمل السيدة مريم
– اختلف الفقهاء حول المدة الزمنية التي استغرقتها السيدة مريم في حملها ، فانقسمت آراؤهم إلى ثلاث وجهات نظر مختلفة ، و هي :
1- إن الحمل استمر لتسعة أشهر ، و هذا ما ذهب إليه معظم علماء الدين، فما حمل مريم إلا كغيرها من النساء ، فلم يذكر الله تعالى أي تميز لها في فترة حملها مختلفة عن باقي النساء ، كما أن تسلسل الأحداث يشير إلى الفترة الزمنية للحمل الطبيعي .
2- الحمل لمدة ثمانية أشهر ، و هذا ما ذهب إليه علماء آخرون ، حيث أشاروا إلى أنها حملت لمدة ثمانية أشهر ، لأن معظم من يولدون بالشهر الثامن لا يعيشون ، و في هذه المعجزة تكريم للنبي عيسى -عليه السلام .
3- الحمل والولادة بالوقت نفسه ، و هذا رأي بعض علماء الدين و علماء اللغة ، و قد استند أصحاب هذا الرأي إلى تفسير آيات القرآن و تأملها ، فقد قال تعالى: (فحملته فانتبذت به مكانا قصيا*فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة) ، فتوظيف الله تعالى لحرف الفاء فيه دلالة على التعقيب .
– و تأتي الآية الكريمة السابقة على اختلاف قوله تعالى في بيان طريقة الخلق: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين) ، فتوظيف “ثم” هنا للدلالة على وجود فترة زمنية بين كل حدث، و هذا ما لم يكن موجوداً في حمل مريم العذراء .