تعرف السوشيال ميديا بأنها تلك التقنيات التي توجد على شبكة الانترنت ويستخدمها الناس في التواصل مع بعضهم، وقد لحق بالتعريف تطورا كبيرا بعد النقلة المذهلة التي تقنيات الالكترونية ووسائطها، وتشمل وسائل الاتصال الاجتماعية مواقع شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك، انستجرام، تويتر، بينتريست، والمدونات، والويكي، وبشكل بشكل عام يشير مختصين في الإنترنت بأن الإعلام الاجتماعي باث يمثل قفزة كبيرة للتواصل من خلال الانترنت بشكل تفاعلي أكبر من السابق بكثير عندما كان التواصل محدودا، وذلك بفضل التطور الكبير في أجهزة الاتصال التكنولوجية.
وقد عرف الباحث في وسائل التواصل الاجتماعي والاقتصادي الألماني أندرياس كابلان وسائل الإعلام الاجتماعية بأنها مجموعة من تطبيقات الإنترنت التي تبني على أسس أيديولوجية والتكنولوجية، وتسمح بإنشاء وتبادل المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، وأصبح التعريف شاملا وصف جميع أنواع الظواهر الثقافية التي تنطوي على التواصل، وليس تقنيات التواصل فحسب.
تصنيف وسائل السوشيال ميديا
ظهرت تكنولوجيا وسائل الإعلام الاجتماعية خلال أشكال عديدة متنوعة منها المجلات ومنتديات الإنترنت، المدونات الاجتماعية، المدونات الصغيرة، الويكي، الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام، المدونات الصوتية، والصور، والفيديو، مثل يوتيوب وفليكر وتقوم الشبكات الاجتماعية بربط العديد من البرامج المستخدمة.
كيف تطورت السوشيال ميديا
1 – استخدم لفظ ميديا لفترة طويلة للإشارة إلى التقنيات التكنولوجية التي كانت تستخدم في التواصل، وقد تمت صياغة مصطلح السوشيال ميديا للإشارة للمميزات والخصائص والسمات الأكثر تفاعلية، والتي كانت نتاج الأشكال الأحدث من وسائل الإعلام الإلكترونية، والتي مكنت الناس من توفر طرق مختلفة للتواصل وتبادل المعلومات، لتكسر احتكار وسائل الإعلام التقليدية التلفزيون، الراديو، الصحف، للمعلومات كمصدر ومرسل، مع الوضع في الاعتبار أن غالبية هذه الوسائل التقليدية تملكها السلطات الحاكمة.
2- يمكننا القول استنادا لما سبق أن الأشكال الأولى لوسائل الإعلام التي كانت موجودة على شبكة الإنترنت، كانت اجتماعية، وكان لبعض شبكاتها شعبية كبيرة مثل CompuServe وأمريكا أون لاين، لكن مصطلح السوشيال ميديا لم يحظ بهذه الشعبية الكبيرة إلا في العقدين الماضيين، بعد زيادة أعداد مستخدمي ماي سبيس، فيس بوك ويوتيوب.
3- ونشأ عن هذه الشعبية الجارفة لمواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها، ظهور نوعين من من هذه الوسائط، وقد استخدم الصحفي والباحث في الوسائط الإعلامية ، جيم ماكليلان، عام 2006 عبارة وسائط الإعلام التشاركية الشخصية، التي قد تميز بين وسائط الإعلام الاجتماعية ( العلمية والمشتركة والخالصة ) ووسائط الإعلام الاجتماعية الموضوعية – الشخصية ( المحملة بالقيمة ، والخاصة بالرأي ، والدينية ).
4- وأدت هذه الشعبية أيضا إلى الحاجة لصياغة تعريف أكثر لمواقع السوشيال ميديا لفهم السياقات الثقافية والتكنولوجية التي عملت على إنشائها.
فوائد السوشيال ميديا
1 – أصبحت مكانا للمتاجرة لبعض الشركات، وبداية لكل المشاريع الناشئة، وداعمة للمشاريع الصغيرة حيث تشارك بالمعلومات بين جميع مشتركي الشبكة مع إمكانيات التفاعل المباشر والحر على المواقع الاجتماعية عن المشروع وما ينتجه.
2- أتاحت الفرصة للمتلقي أن يصنع برنامجه الإذاعي أو التلفزيوني بنفسه، ويتابع مشاركات الأخرين في الشبكة على منتجه ومحتواه، إضافة إلى أن السوشيال ميديا ساهمت في خلق ظاهرة المواطن الصحفي حيث يمكن لأي شخص فقط لديه جهاز هاتف حديث يمكنه التقاط الصور والفيديوهات بجودة عالية أن ينشئ محتوى إخباريا أو سياسيا متى شاء، وهو ما أظهرته الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية حيث صور الملايين من الأشخاص الأحداث اليومية وكتب عنها وارسل ما صوره إلى وسائل الإعلام المختلفة، وهو ما جعل الجميع يمكنهم صناعة محتوى بأنفسهم .
3- يتم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لتوثيق الذكريات ومعرفة واستكشاف الأمور، والإعلان عن الذات وتشكيل الصداقات.
4- الاتصال من خلال الخدمات القائمة على شبكة الإنترنت أكثر خصوصية مما يحدث في الحياة الحقيقية.
5- إنشاء المحتوى يوفر للأفراد فرصاً الوصول إلى جمهور أوسع نطاقا، ويمكنهم من الحصول على دعم سياسي، والتأثير بشكل إيجابي على مكانتهم الاجتماعية والحصول على الدعم السياسي.
6- أصبحت السوشيال ميديا داخل الفصول الدراسية في العديد من أنظمة التعليم في مختلف دول العالم، بعد أن كان دخولها داخل الفصول الدراسية موضوعا مثيرا للجدل، إذ كان العديد من الآباء والمربين يخشون من تداعيات وجودها في الفصول الدراسية.
7- وتم حظر استخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية ومنعت المدارس العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية، لكن هذا المنع لم يثني الطلاب عن استخدام السوشيال ميديا داخل المدارس، فأدركت المدارس الحاجة إلى دمج هذه الأدوات في الفصول الدراسية، وتغيير الأنظمة الدراسية.
سلبيات السوشيال ميديا
1 – وجهت إلى السوشيال ميديا ولا زالت العديد من الانتقادات، والتي كان من أبرزها التباين الفج في المعلومات المتاحة، وهو ما يجعل مسألة الموثوقية التي تتبعها تلك الوسائل غير ذي جدوى.
2- تركيز السوشيال ميديا على الفرد، بداية من ملكية منشئ المحتوى إلى موضوع المحتوى نفسه الذي قد يكون متناول لشخص وأحد أيضا، ولذلك توفربعض المنابر الإعلامية الاجتماعية للمستخدمين الفرصة للمشاركة في وقت واحد.
3- استخدام السوشيال ميديا في الجرائم الجنسية والاتجار بالبشر، وإنتهاك حقوق الأطفال ما خلال تعرض الأطفال لصور للكحول والتبغ، والسلوكيات الجنسية.
4- استخدام السوشيال ميديا في التوظيف السياسي الذي يهدف إلى بث إشاعات تعمل على تقويض السلم والأمن الاجتماعي في دولة ما بهدف خلق توترات داخلها أو مع دولة مجاورة بقصد زعزعة استقرارها.
5- استخدام السوشيال ميديا في إثارة النعرات الدينية والفتن الطائفية ، إضافة لإتكاء غالبية التنظيمات الإرهابية عليها إذ تستخدمها في التواصل مع أعضائها، وتبث عبرها رسالتها الإعلامية.