كانت العصابات جزءاً من الثقافة الشعبية منذ فجر الزمان، ومع ذلك،فقد تحولت العصابات مؤخراً من مجرد منبوذين إلى نماذج يحتذى بها.
أسباب انضمام الناس للعصابات :
بفضل التصور الحديث للعصابات كمجموعات من الشباب المتمرد الذين يتحدون السلطة، فإن المراهقين يتخيلون أنهم على هامش المجتمع ، كما أن الآباء والأمهات والعلماء والشعب الديني يتساءل لماذا ينضم الناس العصابات؟ وفي هذه المقالة سوف تعلم الأسباب الحقيقة التي تكمن وراء انضمام الناس للعصابات .
– البطالة :
إن عدم وجود وظائف مرضية للشباب، مقترناً بالفقر والعزلة الاجتماعية، كلها عوامل تعجل الشباب لكي يقوموا بالانضمام إلى العصابات ، وليس فقط لأن العصابات توفر للشباب العمل الآمن مع دفع مبالغ ضخمة، ولكنها وسيلة لقتل الوقت .
كما أن الخطر الكامن وراء البطالة ليس فقط مجرد نقص الأموال والضمان الاجتماعي ، حيث تزيد معدلات الانتحار في بين الرجال والنساء العاطلين عن العمل ، كما يتيسر تعاطي المخدرات والإدمان، فضلاً عن تفاقم حالات الأمراض العقلية الموجودة من قبل.
– العصابات تساعد على توفير شعور الزمالة :
تتطلب العصابات الولاء من أعضائها، فأحياناً بالقوة وأحياناً عن طريق الحب ، كما أن أعضاء نفس العصابة يدعون بعضهم البعض بالأخ أو الأخت ، وهم يقدمون بعضهم البعض بدعم غير مشروط على أساس التضامن والرفقة ، و هي تُعد واحدة من العوامل الجذابة الرئيسية للعصابات ، حيث تزيد من إحساسهم بالتقارب العائلي.
فالمراهقون الذين يفتقرون إلى الدعم في المنزل، والذين يعانون من انخفاض نسبة رعاية الوالدين لهم ، والذين لديهم بيئات منزلية غير مستقرة، والذين يأتون من أسر مفككة ، أو يفتقرون إلى شخصية أب، فهم أول من ينضم إلى العصابات ، حيث أنها ليست مجرد قضايا تتعلق بالفقر، فالعديد من المراهقين الذين ينضمون إلى عصابات يأتون من الضواحي ومن الأسر الغنية على حد سواء .
– العصابات توفر الاحتياجات البشرية الأساسية :
تتألف العصابات أساساً من شباب قادمين من الأحياء الفقيرة ، والعصابات تمدهم بالأغذية والمال، وأحياناً بكميات لا يمكن تصورها ، فالعصابات ليس لديها قانون أخلاقي منتظم ، و هم يزودون أنفسهم بأموال من خلال قبول عروض ترهيب أشخاص آخرين ، أو سرقة السيارات ، أو تخريب الممتلكات الشخصية .
كما أن العصابات تشارك في السرقة والفوضى ، و حروب الشوارع ، وحتى القتل ، حيث أن الاشتراك في مختلف الأنشطة الإجرامية يولد مالا سهلا ، حيث أن أعضاء العصابة يكتشفون أنها يمكن أن توفر لهم أمناً ، دون الحاجة إلى القلق حول نقص في الدخل.
– الرغبة في الحماية والسلامة :
الأحياء الصعبة التي تعاني من مستوى عال من النشاط الإجرامي ، غالباً ما تساعد المراهقين والشباب في الإنضمام إلى العصابات للحصول على الحماية ، كما أن الشباب الذين يعيشون أيضاً في الأحياء التي تكون فيها الأدوية متاحة بسهولة ، هم أكثر عرضة للانضمام إلى عصابات قبل أن يصلوا حتى إلى سن البلوغ ، حيث أن ذلك الأمر يساعدهم على اكتساب الشعور بالقوة والدعم من العصابة .
– التعرض للكثير من المضايقات :
دائماً ما يتعرض الأطفال والمراهقون للكثير من الضغوطات حتى ينتموا لعشيرة معينة من الناس ، سواء في المدرسة أو في الحياة الاجتماعية العادية ، وغالباً ما يتعرضون للكثير من المضايقات التي تكون إما على هيئة الترهيب أو التهديد أو أو التنمر أو الإكراه أو الإقناع الودي أو التوسل وغيرها من الوسائل التي يستخدمها الغير من أجل إقناع الطفل للانضمام إلى العصابة .
يطلق على هذا الأمر ” ضغط الأقران ” ، حيث تسعى العصابات إلى تجنيد أعضاء جدد من خلال تحفيز المراهقين على ذلك ، وقد يؤدي عدم وجود إشراف ودعم من الوالدين إلى انضمام المراهقين إلى العصابة ، وأحياناً يحدث ذلك دون رغبة منهم .
– الحصول على الهيبة والنفوذ في المجتمع :
يظن الشباب أن العصابات تمتلك كل شئ ، فوفقاً لأغاني راب العصابات الأمريكية ، فإن نمط حياة أفراد العصابات شيئاً جذاباً للشباب ، وأغلب نجوم الهيب هوب نجدهم يمجدون العنف وتعاطي المخدرات وإساءة معاملات النساء في أغانيهم .
كما نجد في الأغاني أيضاً أن رجال العصابات يمتلكون أروع السيارات ، ويقضون أوقاتهم في أفضل الحانات ، ويتواعدون مع النساء ، لذلك يبدأ الأطفال والمراهقين في النظر إليهم كمثل أعلى ويسعون إلى تقليدهم .