عادةً ما تتسم السياسة الخارجية العمانية لسلطنة عمان بالوضوح ، و الصراحة ، و الشفافية في التعامل ، و لذك يكون مع مختلف القضايا الخليجية ، و العربية بالعلاوة إلى القضايا الدولية ، و ذلك يرجع في الأصل إلى تلك الأسس ، و المنطقات الثابتة التي تقوم على الرؤية العمانية للسياسية الخارجية ككل .

فمنذ أن بدأت مسيرة النهضة العمانية الحديثة تحت قيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد قبل ما مدته سبعة ، و اربعين عاماً إلا ، و دخلت السلطنة مرحلة جديدة ، و مجيدة في تاريخها تقوم بشكل رئيسي على رؤية استراتيجية شاملة ، و متكاملة من أجل العمل على بناء حاضراً زهراً ، و مستقبلاً واعداً للسلطنة ، و ذلك على كافة المجالات ، و على مختلف المستويات سواء على الصعيد الداخلي أو على مستوى علاقات السلطنة الخارجية مع الدول أو الشعوب الشقيقة ، و الصديقة في المنطقة .

و على امتداد العالم من حولها ، و لأن سلطنة عمان هي في الأساس دولة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ فلطالما لعبت دوراً حيوياً بل ، و حضارياً شديد التأثير في حقب التاريخ المتتابعة هذا بالإضافة إلى ما شهدته السلطنة في عصرها الحديث من رؤية ساميه لجلالة السلطان قابوس ، و التي قد تفاعلت فيها العديد من العوامل مثال الخبرة الثرية للتاريخ العماني .

علاوة على طبيعة الموقع الاستراتيجي للسلطنة مع أمال الحاضر ، و المتمثلة في العمل على بناء تلك الدولة العصرية التي تنعم بكل من السلام ، و الأمن ، و الاستقرار الداخلي من أجل تحقيق أفضل درجة لحياة المواطن العماني مع التطلع الدائم من جانب السلطنة إلى أن يعم السلام ، و الأمن ، و الاستقرار لمنطقة الخليج ، و على الصعيدين الاقليمي ، و الدولي بهدف أن تنعم كل شعوب ، و دولة المنطقة بالسلام ، و الاستقرار ، و الرخاء .

الأسس والمنطلقات الثابتة للسياسة الخارجية العمانية :- كانت قد وضعت القيادة العمانية السياسية أهم المنطلقات ، و الأسس التي تقوم عليها السياسة الخارجية العمانية ، و ذلك راجعاً إلى قدرتها على قراءة الأحداث ، و التطورات الإقليمية الكبيرة بل ، و تقاطعات المصالح في هذه المنطقة الحيوية ، و الهامة من العالم ، و تم وضع تلك الأسس ، و المنطلقات على كل المستويات سواء الداخلية أو الخارجية .

أو فيما يخص علاقات السلطنة مع الأشقاء أو الأصدقاء على قاعدة صلبة ، و هي العمل من أجل تحقيق السلام ، و الأمن ، و الاستقرار انطلاقاً من أن السلام ، و الأمن ، و الاستقرار هي ضرورات لا غنى عنها للبناء ، و الرخاء ، و التنمية ، و في نفس التوقيت الذي تم فيه بناء ركائز دولة عمانية تقوم في الأساس على حشد كل طاقات الشعب العماني بل على المشاركة الواسعة ، و الكبيرة الدرجة لأبناء الوطن في صياغة ، و بناء التنمية الوطنية مع السير قدماً لتحقيق الأهداف ، و الأولويات الوطنية ، و ذلك وفق خطط ، و برامج التنمية المخطط لها في مختلف المجالات .

و لهذا كان السعي الدئوب ، و الكبير من جانب السلطنة في تحقيق الأمن ، و الاستقرار في منطقة الخليج بل ، و المنطقة العربية ككل بل ، و على مستوى العالم ، و كانت من نتائج تلك الأسس ، و المنطلقات الثابتة للسياسة العمانية أن تحظى الدبلوماسية العمانية بثقة الجميع ، و تقديرهم بل ، و أن تكون السلطنة طرفاً فاعلاً ، و مؤثراً في كل الجهود الطيبة ، و التي تسعى إلى حل المشاكل سواء الخليجية أو الإقليمية.

و أن تكون السلطنة مقصداً للعديد من قيادات المنطقة ، و العالم بهدف التشاور ، و تبادل الرأي هذا مع عمل السلطنة على حل كل المنازعات بالطرق السلمية مع التأكيد على الأخذ بسبل الحوار الإيجابي مع رفض كل صور الاستقطاب أو السيطرة على المستوى الاقليمي أو الدولي إذ لم تكن السنوات الأخيرة الماضية ، و حتى الآن إلا انعكاساً لهذه المنطلقات ، و الأسس الثابتة لها مع التأكيد من جانب السلطنة على أنها دولة مستقلة ، و ذات سيادة تعمل على صياغة ، و إدارة علاقاتها ، و مواقفها الخارجية بما يحقق مصالحها الوطنية مع عدم الإضرار بمصالح الدول الأخرى ، و بعيداً عن أي ضغوط أو تأثيرات خارجية .