من المعروف بأن ثقافة دولة الكويت تعد أمتداد للثقافة الأسلامية و ذلك لكونها دولة أسلامية، كما تعد أمتداد للثقافة العربية و ثقافة شبه الجزيرة العربية نتيجة وقوعها جغرافياً على الخليج العربي. و نتيجة لكون دولة الكويت في هذا الموقع الجغرافي جعل مجتمعها متفتح و متقبل لجميع الثقافات التي تحيط به.
و في تلك المقالة سوف نتعرف على أهم الثقافات الخاصة بمجتمع أهل الكويت و بعض من عادتهم و تقاليدهم.
الحياة الأجتماعية لأهل الكويت :- منذ القدم كانت الحياة الأجتماعية في دولة الكويت مشهورة بالترابط الأسري، حيث تجد قديماً بأن المنزل الواحد قد يضم العديد من أفراد الأسرة و أهمها مثل الجد و الجدة و أبنائهم و الأحفاد. و نتيجة لذلك الترابط و وجود العديد من الأفراد في بيت واحد كان يجد رب الأسرة الكثير من الأعباء لتوفير المستلزمات الضرورية للبيت، فكان يقوم الشباب بالعمل المبكر لمساعدة والديهم. كما أن سن الزواج في المجتمع الكويتي القديم كان صغير، حيث أن معظم الشباب الكويتي كان يتزوج في سن صغير، كما أن لكل فرد من الأسرة دور معين واضح و معروف، حيث أن دور الرجال هو العمل و كسب لقمة العيش لسد حاجات الأسرة، أما عن دور النساء فكان دورهم التربية و الأهتمام بالشئون الخاصة بالمنزل، أما عن القرارات التي يتم أتخاذها داخل المنزل فكانت من قبل كبير الأسرة.
نمط الحياة:- يتميز المجتمع الكويتي بثقافة الأستهلاك، حيث أن أسلوب و شكل الحياة في دولة الكويت كان يشكل أغلب المجتمعات الأستهلاكية لا المجتمعات الأنتاجية. حيث أن الكويت في حقبة الستينات و السبعينات كانت منتعشة أقتصادياً نتيجة أكتشاف النفط في تلك السنين، و بالتالي كانت القدرة الشرائية للمواطن الكويتي في ذلك الوقت كانت مرتفعة. بلإضافة إلى التشريعات الخاصة بالزيادات المالية الخاصة ببنود الدخل الشهري للمواطن الكويتي، الأمر الذي جعل المواطن الكويتي متوافر له شراء الأساسيات و الكماليات التي في حاجة إليها.
كان المجتمع الكويتي يشتهر بالديوانية، و الديوانية هي عبارة عن مجلس أو غرفة موجودة بالقرب من المنزل، حيث يتم أجتماع كل من أفراد الأسرة و الضيوف و يقوموا بتبادل أطراف الحديث معاً بلإضافة إلى الأخبار و تبادل التهنئة في المناسبات السعيدة و العزاء عند حدوث موت لأحدهما. كما أن الديوانية تعد المكان الأول لأي مرشح نقابي، حيث يتم حصاد الأصوات فيها كما يتم التحدث في الأمور السياسية و الأقتصادية الخاصة بالدولة. و بالتالي يسعى المجتمع الكويتي إلى تطوير الديوانية لكونها أبسط اشكال الديموقراطية الموجودة في البلاد.
المناسبات و االأحتفالات الكويتية :- يوجد بالمجتمع الكويتي العديد من الأحتفالات و الأعياد الذي يحتفل بها الكويتيين. على سبيل المثال الأحتفال بمناسبة ( النون ) و تعتبر تلك المناسبة يتم الأحتفال بها عند ظهور أول سنة لطفل أو عند ظهور العلامات الأولى لمشي الطفل. كان يقام النون في العادة في وقت العصر، و كان يتم الأحتفال عن طريق فرش السجادة أمام البيت، ثم تذهب الأم إلى سطح البيت لتلقي الحلويات على الحاضرين أمام المنزل.
الأحتفال ب ( القريش ) و تعتبر القريش مناسبة سنوية تقام في الليلة التي تسبق أول يوم لشهر رمضان المبارك، حيث كانت تتم مراسمه قديماً عن طريق جمع كل أسرة ما تبقى لها من فائض للطعام ليتم اكله في أخر وجبة غذاء قبل شهر رمضان وسط العائلة و الأحباب. و لكن أصبح القريش في الوقت الحالي بذخ و إسراف حيث يتم إعداد الولأئم بكل أصناف الطعام و يتم دعوة الأصدقاء و الجيران و المعارف.
الأحتفال ب( دق الهريس ) و يعتبر الهريس حبوب من القمح يتم طحنها أستعداداً لشهر رمضان، حيث أن الأسرة الكويتية تقوم بشراء كميات كبيرة من حبوب القمح و بعد ذلك تقوم بدعوة المختصين لطحنها مع حركات تعبيرية يتم أدائها و الغناء من قبل بعض الفرق النسائية.
الأحتفال ب( الغبقة ) و تعتبر الغبقة مناسبة إجتماعية و مظهر من التواصل الأجتماعي خلال شهر رمضان، حيث أن الأهالي يجتمعوا في شهر رمضان لتناول وليمة بالليل و يتبادلون الحديث عن الأحوال الأجتماعية و الأحوال العامة للدولة، و كلمة الغبقة تاتي من ( الغبوق ) و هو حليب خاص بالناقة يتم شربه ليلاً