العنف يعرف بأنه هو ذلك السلوك البشري والعمدي والذي يكون موجهاً إلى هدف معين سواء كان عنفاً لفظياً أو غير لفظي وهو يتضمن مواجهة الآخرين مادياً أو معنوياً وهو سلوك يكون في الغالب مصحوب بتعبيرات تهديدية وهو سلوك له أساس غريزي حيث تعتبر ظاهرة العنف تلك من إحدى أقدم الظواهر التي كانت قد ظهرت في المجتمعات الإنسانية وهي ظاهرة يكون لها العديد من النتائج السيئة أو السلبية على المجتمع أو على إفراده الموجودون به ولكنها في الفترة الأخيرة قد شهدت تطوراً وتنوعاً شديداً للغاية ومن ضمن تعريفات ظاهرة العنف أنه هو أي نوع من الضرر أو نتيجة سيئة قد تلحق على الشخص سواء كانت تلك النتيجة السلبية جسدية أو معنوية وقد يكون الفعل واقعا من شخص على جماعة أو من جماعة على شخص أو من شخص على شخص أخر أو حتى من جماعة على أخرى فمن الممكن أن يكون ذلك الضرر قد سبب إعاقة جسدية أو أمراضاً نفسية للواقع عليه تؤثر في قدراته أو في مناحي حياته .
أنواع العنف المختلفة
يوجد نوعان أساسيان من أنواع العنف وهما :-
الإيذاء الجسدي :- وهو ذلك النوع من العنف والذي يكون الاعتداء فيه على الشخص أو الفرد من ناحية إيقاع ضرر عليه بدنياً مثل أن يتعرض للضرب أو الخنق أو الحرق أو الحبس أو حتى يكون ضحية للاعتداء الجنسي وهو في الغالب يكون قسرياً ويقع على الشخص بشكلاً إجبارياً مثل الاغتصاب وما إلى كل تلك الأمور الجسدية التي يكون وقوع العنف أو الاعتداء على الفرد من ناحية جسده .
الإيذاء النفسي :- ما زالت هناك العديد من الاختلافات على تسمية هذا النوع من العنف إذ أنه هناك من أطلق عليه تعريف الإيذاء النفسي أو الإيذاء العاطفي وهو يعني التهديد أو التخويف أو حتى الإيذاء اللفظي من خلال الكلمات أو أن يطلب من الشخص أن يقوم بأعمال وأشياء غير واقعية أو منطقية بقصد السخرية منه وهو ذلك النوع من العنف الذي يعمل على استهداف نفسية الشخص وإلحاق الأذى به وفي العادة ما يكون من نتائجه حدوث إيلام نفسياً أو جرحاً داخلياً لدى الشخص مما يؤثر على نفسيته وفي بعض الأحيان ما يصاب الشخص الذي مورس عليه العنف والإيذاء النفسي بأمراض وعقد نفسية .
أهم أشكال العنف المختلفة
يوجد العديد من أشكال العنف المختلفة والمتعددة التي ظهرت في المجتمعات البشرية منذ القدم إلى وقتنا الحالي ومنها :-
العنف ضد الأطفال :- غالباً ما يتعرض الأطفال إلى الكثير من العنف والإيذاء الجسدي أو اللفظي والذي يترتب عليه في الغالب أن ينشأ ذلك الطفل ملزماً له الشعور بالخوف أو الترقب أو التوتر بل وصل الأمر إلى إصابته بالأمراض النفسية والتي بالطبع ستؤثر على مستقبله وحياته فيما بعد مثال عمالة الأطفال وتعرضهم للعنف والضرب والإهانة من جانب البالغين والذين يعملون لديهم .
العنف ضد المرأة :- من المعروف أنه من أكثر الفئات المجتمعية التي تتعرض بشكل كبير إلى العنف وبالأخص في تلك المجتمعات العربية ، حيث يكون عامل العادات والتقاليد السائدة هو من أكبر الموانع والتي تعمل على إجبار المرأة على السكوت وعدم الكلام والمطالبة بحقها من من قام بالاعتداء عليها وذلك من أجل المحافظة على سمعتها وسمعة عائلتها .
العنف الديني :- ويعرف هذا النوع من أشكال العنف على إنه هو ذلك السلوك الذي يقع على فئات معينة من الأفراد أو جماعات بعينها في المجتمع يكونون مختلفين عن غيرهم من ناحية معتقداتهم الدينية أو الروحية ويكون هدف العنف هنا هو تغيرهم لديانتهم أو إجباراهم على اعتناق اعتقادات أخرى .
العنف السياسي :- وهو أحد أشكال العنف الشديدة الشهرة وهو في مفهومه الشامل يعني عملية الإجبار لفئات مجتمعية أو أشخاص بعينهم يكونون معارضين وغير راضيين عن طريقة وأسلوب الحكم السياسي في دولهم مما يجعل تلك الأنظمة السياسية المعارضين لها إلى إجبارهم على القبول بهم أو توجيه العنف بحقهم مثل الإساءة لهم لفظياً أو عن طريق التعذيب الجسدي لهم وما إلى ذلك من أشكال العنف .
كيفية محاربة ظاهرة العنف والقضاء عليها
مما لا اختلاف عليه أنه لابد من تكاتف المجتمع بكل طوائفه وشرائحه ككل من أجل التخلص من أشكال العنف المختلفة به وذلك عن طريق عدة طرق ومنها :-
أولاً :- زيادة نسب الوعي العام وتعريف الأفراد بحقوقهم وواجباتهم والمنصوص عليها قانوناً أولاً وأخلاقياً ثانياً وذلك حتى يتمكن كل فرد في الجماعة أو المجتمع بمعرفة حقوقه وواجباته ولا يكون جاهلاً بها مما يعني قدرته على التصدي للعنف في حال وقوعه عليه .
ثانياً :– أن تتم عملية فرض العقوبات الرادعة والقوية على أي فرد أو سلطة تقوم بإيقاع العنف أو الإيذاء بأي شكل على مواطنيها وبذلك يصبح هناك سبباً مباشراً لردع كل من تسول له نفسه ممارسة العنف على الآخرين سواء أفراداً أو سلطات .
ثالثاً :- أن يتم نشر مفهوم الحريات الصحيح والسليم والذي يتيح للأفراد التمتع بكامل حياتهم دون وقوع تجاوزات في حقهم من الآخرين .