تنوعت الروايات والأعمال الأدبية العربية التي تناولت الاحتلال الإسرائيلي للدول العربية ، وما قاموا به من تعديات على الشعوب العربية وحضراتهم هذا التعدي الذي يوصف بالإجرام ، ولكن الكاتب المسرحي والروائي شوقي عبد الحكيم يأخذنا في رحلة إلى العاصمة اللبنانية بيروت ، وبالتحديد مع بداية الغزو الإسرائيلي من خلال رحلة شاب يهوى السفر ، وينقل لنا من خلال رحلة هذا الشاب كيف بدأ الغزو وكيف كان الحل في بيروت .

حول رواية ( بيروت البكاء ليلاً )
تبدا الرواية بسفر بطل الرواية ( المهاجر ) إلى لبنان لممارسة هوايته وهي جمع القصص الخاصة بحيات الشعوب عن طريق الروي الشعبي ، وتدور أحداث الرواية في عام 1982 بعد الانتهاء من الحرب الأهلية في لبنان ، وبالفعل وصل المهاجر إلى الأراضي اللبنانية وبدأ في التعرف على أهلها ويسجل القصص والروايات الشعبية ، ولم يكن يتوقع أن هذه الرحلة ستغير حياته تماماً وتجعله يكتشف نفسه على حقيقتها .

حيث بدأ الغزو الإسرائيلي للأراضي اللبنانية مما جعل المهاجر يرى أشياء لم يتوقعها من قبل ، وأصبح يعيش مثل السكان الأصلين لبيروت ، شعر بالوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال لإسرائيلي ضد أهل لبنان ، حيث ذاق طعم الهروب من شظايا الرصاص التي كانت تصيب من حوله في الشوارع والازقة ، ومما جعل المهاجر ينقل لنا الصورة  المرعبة لجثث الأطفال التي تملئ الشوارع ورائحة الدم ، وسحب الدخان الرمادية التي تخيم على سماء بيروت .

نبذة عن الكاتب
كاتب هذه الرواية هو الكاتب والروائي المسرحي المصري شوقي عبد الحكيم ، ولد عبد الحكيم عام 1934 في محافظة الفيوم المصرية وكان يعشق السماع للفنون الحكي الشعبية ، مثل النادبات والمادحين والراوي وسماع القصص الشعبية والبحث وراء أصولها ، وتخرج من كلية الأداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة عام 1958 .

ثم هاجر عبد الحكيم إلى لندن بعد خروجه من السجن بعد سجنه على خلفية أسباب سياسية ، واستقر هناك لمدة 8 سنوات عمل خلالها في إذاعة (بي بي سي ) البريطانية ‘ كما أصبح كاتب صحفي في عدد من الصحف البريطانية ، واتجاه بعد ذلك إلى بيروت أثناء الحرب الأهلية في لبنان والاحتلال الإسرائيلي ، مما دفع عبد الحكيم لتسجيل وتوثيق ما حدث خلال هذه الفترة في رواية (بيروت البكاء ليلاً)

وكتب عبد الحكيم مجموعة كبيرة من المسرحيات والروايات والأبحاث ، كما ترجمة أعماله للعديد من اللغات الأجنبية وأيضاً تحولت بعض أعماله إلى أعمال درامية  وسينمائية مثل (شفيقة ومتولي) الذي تحول إلى فيلم سينمائي قام ببطولته الفنان المصري أحمد زكي والفنانة سعاد حسني وأخرجه المخرج علي بدرخان ، وأيضاً من أبرز أعماله التي ترجمة (موسوعة الفولكلور والأساطير العربية ،  وسيرة الملوك التباعة ، وسيتراكون عربية ، والشعر الشعبي من المهد للحد) .

وتوفي شوقي عبد الحكيم بعد رحلة كبيرة من الإنجازات الأدبية وصل عددها إلى ستة وأربعون كتاب في مجال الفنون الشعبية ، وفارق الحياة عام 2003 بعد صراع طويل مع المرض .