رياض الأطفال أو الروضة أو الحضانة أو Kindergarten، ما هى؟ تمثل رياض الأطفال أو الروضة واحدة من المؤسسات التعليمة للأطفال ما قبل سن المدرسة ، حيث توفر البيئة المناسبة حتى يلعب الطفل ويتعلم مهارات التواصل والتفاعل مع الغير فهى مرحلة انتقالية لتأهيل الطفل للدخول إلى المدرسة.

تاريخ رياض الأطفال

كانت بداية ظهور الروضات في إسكتلندا حيث افتتح الفيلسوف التربوي روبرت أوين حضانة حتى تضم أبناء العاملات في المصانع في عام 1816م ، ثم تم افتتاح أخرى في عام 1819م وافتتحها ايلدرسبين صموئيل في لندن، وفي عام 1828 افتتحت الكونتيسة تيريزا روضة الملائكة، حيث أصبحت الروضات في خلال تلك المدة منتشرة بين طبقات النبلاء والطبقة المتوسطة، أما على يد الألمانية مارغريت ماير دخلت فكرة الروضات إلى الولايات المتحدة في عام 1856، ومع مرور الزمن تشعبت وتطورت أفكار الروضة ومناهج أو فلسفة الدراسة بها، حيث ظهر منهج منتسوري ومؤخرًا ظهرت مناهج ريجيو إميليا الذي يعتمد على استخدام النشاط في التعليم.

أهمية رياض الأطفال

عرفنا بأن روضة الأطفال هى مؤسسة تعليمية تربوية للطفل ما قبل المدرسة، لذا يجب أن يتم تهيئة تلك البيئة أو الروضات بناء على أسس تربوية سليمة حتى تستطيع القيام بدورها في تهيئة الطفل وغرس أولى مراحل التنشئة السليمة أو وضع الأساس السليم، حتى يمكن إنشاء بنيان صحيح، فالروضة بشكل أساسي تقوم أهميتها على أن تكون :

بيئة تعويضية توفر عوامل يمكن أن لا تتواجد في كل الأسر تساهم في تكوين شخصية الطفل، حيث يبدأ الطفل في تعلم اكتساب المهارات وجمع المعلومات ويبدأ أولى خطوات النضج.

الذات الإنسانية لدى الطفل في تلك المرحلة تكون بحاجة إلى التنمية والبناء، وتعمل الروضة على تنمية هذا الجانب لدى الطفل، وذلك عائد إلى أن البرامج التعليمية في الروضة توفر ما ينمي الروح والجسد والعقل والنفس وهو مكونات الذات الإنسانية.

تجهيز الأطفال للدخول إلى مرحلة المدرسة مما يساعد على أن لا يصاب الطفل بصدمة عند دخوله إلى المدرسة.

ما هو دور رياض الأطفال

تلعب رياض الأطفال دور مهم لنمو الطفل على مستوى النمو الاجتماعي وآخر على مستوى النمو اللغوي.

دور رياض الأطفال في نمو الطفل على المستوى الاجتماعي حيث تمثل بيئة مناسبة حتى يقوم الطفل بإقامة علاقات اجتماعية والاختلاط مع الأقران وتعلم وتكوين العادات، كما تحاول مساعدة الطفل على تكوين نزعته الاستقلالية وتكوين ملامح الشخصية المميزة والقدرة على اتخاذ القرار، وتعلم الآداب والسلوكيات والانضباط.

دور رياض الأطفال في النمو اللغوي للطفل، عادة ما يلتحق الطفل بالروضة من سن سنتين أو ثلاث سنوات، وهى مرحلة يكون فها الطفل معتمد وبشكل كبير على غيره وبخاصة الأهل ولكن مع دخول الروضة فإن الطفل يبدأ في الاعتماد على نفسه، وأولى خطوات الاعتماد على النفس هى القدرة على التعبير عن نفسه وعن رغباته، مما يدفعه إلى تنمية مهاراته اللغوية للقدرة على التعبير عن نفسه ويتم ذلك بمساعدة الوسائل التعليمية المتبعة باستخدام الغناء والحركة بشكل كبير.

الأهداف التربوية لرياض الأطفال

تعتمد رياض الأطفال على تحقيق ما يعرف بالأهداف السلوكية أو الأهداف التعليمية أو الأهداف الإجرائية والتي يقصد بها التغير الذي يحدث في سلوك الطفل بناء على الخبرة التي يحصل عليها من تعلمه، على أن يكون هذا التغير قابل للقياس وكذلك تفاعله مع تلك الخبرة، وهنا يمكن تقسيم تلك الأهداف إلى ثلاثة مجالات رئيسية تتمثل في

الأهداف المعرفية لرياض الأطفال

تعتمد الروضة على تحقيق مجموعة من الأهداف التي تساعد على تنمية الطفل وإعداده ووضع حجر الأساس في بناء شخصيته ومهارات وإعداده لدخول مرحلة المدرسة، وأول هذه الاهداف هي الأهداف المعرفية والتي تسمى أيضًا الأهداف العقلية وهى عملية متنوعة وواسعة وتعد أبسط مراحلها هى عملية التذكر وتتدرج تلك العلميات أو المعرفة العقلية أو المعرفية لتصل إلى مراحل الفهم ثم الإدراك ثم التخيل وأخيرًا تصل إلى قمة المعرفة وهى القدرة على التقييم.

كما تعمل تلك الأهداف على تنمية قدرات الطفل على الملاحظة والبحث وتحديد الخواص والعلاقات وتنمية القاموس اللغوي للطفل وإثرائها، وكذلك القدرة على التعبير عن المشاعر وتنمية مشاعر الانتماء.

الأهداف الوجدانية لرياض الأطفال

تمثل الأهداف الوجدانية أو كما يطلق عليها بعض التربويين الأهداف الروحية أو الانفعالية أوالعاطفية، حيث تهتم تلك الأهداف ببناء وترسيخ المعتقدات والعادات والتقاليد، وتمثل تلك الأهداف عامل مهم في بناء الشخصية للطفل ويمكن أن يقع البعض من التربويين في معضلة إهمال هذا الجانب، حيث أن هذا النوع من الأهداف غير قابل للقياس فهى جانب محسوس لا يمكن تقييمه بمعايير وقوانين، وتهتم تلك الأهداف بتنمية جوانب الثقة بالنفس والاعتماد على النفس، والحرية، والقدرة على إجراء المناقشات واستخدام الحجة، والعمل على تنمية جوانب الإحساس سواء بالمحيطين بنا من الناس أو الأشياء والجمال والتخيل والإبداع.

الأهداف المهارية لرياض الأطفال

وهى الأهداف التي يمكن تسميتها الحسي حركية، حيث تهتم تلك الأهداف بتنمية التوافق العقلي والعصبي، وكذلك التوافق الحركى والبصري، والحركي والسمعي، والعمل على تنمية مهارات الكتابة عن طريق تنمية مهارة التآزر بين اليد والعين، وكذلك تنمية مهارة الطفل في القدرة بالإحساس البيئة المحيطة به والتفاعل معها، كتنمية القدرة على استخدام الأدوات المحيطة به بشكل آمن، وتنمية قدرات الطفل الحركية عن طريق المحاكاة والتقليد، ومحاولة تنمية خيال الطفل وإطلاق إبداعه مع محاولة توجيهها.