أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء إلى الناس حتى يعلموهم الرسالات السماوية والأديان ويعرفوهم بوجود الله سبحانه وتعالى، وكذلك لتوضيح كيفية عبادة الله سبحانه وتعالى، وكل نبي من هؤلاء الأنبياء والرسل كانت له قصة تعتبر من المعجزات التي تبين صدق كلامهم، وتدل على وجود الله سبحانه وتعالى.
الأنبياء
في البداية يجب أن نفرق بين الأنبياء والرسل، لأن الرسول هو يجب أن يكون نبيا، أما الأنبياء فلا يقتضي أن يكونوا رسل.
الأنبياء هم الذين أوحى الله لهم بوجود الله وشرعه، ولكن لم يأمرهم بأن يبلغوا هذا الشرع إلى الناس، بينما الرسل هم المكلفون من الله تعالى بتبليغ الرسالة.
النبي قد يكون آت بشريعة من قبله من الأنبياء والرسل، وليس بالضروري أن يأتي بشريعة جديدة من عند الله.
الدين عند الله تعالى هو واحد فقط وهو الدين الإسلامي، بينما الشرائع تتعدد لأن لكل قوم شريعة خاصة بهم، وهذا قبل ظهور الإسلام.
قصص الأنبياء
قص الله عز وجل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعض من قصص الأنبياء السابقين في القرآن الكريم، وخاصة الذين كانت لهم سيرة عظيمة وأحداث كثيرة وعظيمة مثل، سيدنا موسى عليه السلام، سيدنا إبراهيم عليه السلام، سيدنا يونس عليه السلام، سيدان صالح، سيدنا هود، وغيرهم من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾[غافر:78]
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾[الرعد:38].
قصة سيدنا آدم
هو أول الأنبياء الذي أرسله الله تعالى إلى الناس هو سيدنا آدم أبو البشر أجمعين،
وقد كان آدم عليه السلام يسكن هو وزوجته السيدة حواء الجنة، وقد أمرهما الله تعالى أن يأكلا من أي مكان في الجنة ماعدا شجرة واحدة فقط، لكن الشيطان أغواهما وجعلهما يأكلان من هذه الشجرة، فعصوا الله تعالى لهذا أنزلهم الله من جنته إلى الأرض.
وقد أرسل الله تعالى سيدنا آدم وهو زوجته السيدة حواء إلى الأرض حتى يعيشوا فيها ويعمروها، وقد كان أول نسل سيدنا آدم هم قابيل وهابيل، وكان قتل قابيل لهابيل هي أول جريمة قتل على الأرض.
قصة سيدنا إدريس
من الأنبياء أيضًا هو سيدنا إدريس عليه السلام الذي رفعه الله إلى السماء الرابعة في رحلة الإسراء والمعراج، وكان سيدنا إدريس أول من خط بالقلم، وهو أول من أوتي النبوة من البني أدمين.
ذهب بعض الصحابة أن سيدنا إدريس عليه السلام وهو إلياس وهما أسمان لنبي واحد.
يقول ابن كثير في قصص الأنبياء:
((إدريس قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا، في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به عليه السلام أي بإدريس قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له)).
قصة سيدنا نوح
ومن قصص الأنبياء الشهيرة قصة سيدنا نوح عليه السلام الذي لقب بأنه أبو البشر الثاني، الذي كان يعمل نجار، وقد أمره الله تعالى أن يصنع سفينة حتى ينقذ أهله عبدة الأصنام من الغرق، ولم ينجى من الغرق إلا من آمن بسيدنا نوح عليه السلام.
وركب مع سيدنا نوح في سفينته زوجين اثنين من كل صنف من النباتات والحيوانات وكل شيء حي من ذكر وأنثى حتى يعمروا الأرض، بالإضافة إلى من اتبعه من قومه، وبالفعل نجى من ركب مع سيدنا نوح وغرق باقي قومه العاصيين، ولهذا سمي أبو البشر الثاني.
قصة سيدنا هود
ومن القصص الشهيرة سيدنا هود عليه السلام، وكان قوم سيدنا هود يسكنون في الأحقاف، وأرسله الله تعالى حتى يدعوهم إلى الإسلام فكذبوا فأرسل عليهم صرصرا عاتية، لمدة سبعة ليالي وثمانية أيام حتى هلك قوم هود أجمعين.
قصة سيدنا صالح
أرسل سيدنا صالح إلى قوم ثمود الذين كانوا في منطقة الحجر في تبوك، وقد أتى قومه حتى يعبدوا الله، لأن قومه كانوا يعبدون الأصنام ولكنهم لم يصدقوه، واتهموه بالجنون لأنه يريدهم ترك عبادة الأصنام، ولكن صدقت طائفة قليلة منهم، والطائفة التي لم تصدق قتلت الناقة الخاصة بسيدنا صالح، واستهزئوا به، لكن الله تعالى أرسل عليهم غضبه ومات الزرع واشتدت الرياح من السماء التي دمر كل شيء، فتوجهوا إلى الأصنام يطلبوا منها إزالة هذا البلاء عنهم، ولكن هيهات فهي اصنام.
بعدها توجه سيدنا هود بالدعاء لله تعالى برفع البلاء عن قومه حتى أنهى الله هذا العذاب وهدأت الريح بسبب دعوات سيدنا هود عليه السلام.
قصة سيدنا يونس عليه السلام
بعث الله تعالى سيدنا يونس عليه السلام إلى أهل نينوي في أرض الموصل، وقد دعا قومه إلى توحيد الله، فكذبوه، فخرج من عندهم وانذرهم بعذاب الله.
وركب سيدنا يونس مع قومه في سفينة في البحر، فلما هاج الموج وتمايلت السفينة قرر قومه بإلقائه في البحر، وبالفعل ألقوا به والتقفه حوت أرسله الله تعالى إلى سيدنا يونس.
وظل سيدنا يونس في بطن الحوت حوالي ثلاثة أيام وقد سمع الكثير من الأصوات، وأخبره الله تعالى أن هذه الأصوات هي صوت تسبيح الكائنات في البحر، ورجع سيدنا يونس إلى قومه بعد أن دعا الله تعالى واستجاب له في دعائه.
أما بالنسبة لقومه فقد قذف الله في قلوبهم التوبة، ولهذا فقد مكث سيدنا يونس معهم بعد عودته، ولكن بعد أن كفروا مرة أخرى بالله، أنزل الله عليهم العذاب الأليم.
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
أرسل الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى قومه حتى يمنعهم من عبادة الأصنام، وقد قام بتحطيم الأصنام الخاصة بهم، وعندما علم القوم ذلك سألوه فقال لهم أسألوا كبيرهم، لو كان ينطق.
فقاموا أهل سيدنا إبراهيم بحرقه في النار، لكن الله تعالى أمر النار أن تكون باردة عليه، ولا تؤذيه.
كما أن هناك قصة أخرى ذكرت عن سيدنا إبراهيم في القرآن الكريم، عندما طلب منه الله تعالى أن يذبح ابنه إسماعيل، فأخبر سيدنا إبراهيم ذلك إلى ولده، وعلى الفور قال له سيدنا إسماعيل أن يطيع ربه، وعندما نوى سيدنا إبراهيم بالفعل لقتل ولده، فداه الله بذبح كبش عظيم، ولهذا أصبح الفداء في عيد الأضحى من سنة المسلمين.
قصة سيدنا عيسى عليه السلام
ومن القصص العظيمة قصة سيدنا عيسى عليه السلام التي كانت ولادته في حذ ذاتها هي المعجزة، لأن السيدة مريم حملت في نبي الله عيسى دون أن يمسها رجل، فقد بث الله في روحها سيدنا عيسى عليه السلام.
وعندما حزنت السيدة مريم وبكت من ظلم قومها نطق نبي الله عيسى وهو في المهد وقال لها أن لا تحزن، وأخبرها بأن الله تعالى أرسله رسول لنقل الدين المسيحي وأوصاه ربه بالصلاة والزكاة، وأن يكون بار بالسيدة مريم.
وأراد قومه أن يعذبوا سيدنا عيسى وأن يحرقوه ويصلبوه، فرفعه الله تعالى حي إلى السماء، وهم توهموا أنهم أحرقوا وصلبوا ولكن ذلك لم يحدث.
قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وأعظم الانبياء والرسل وخاتم الأنبياء جميعا هو سيدنا محمد الذي أمرنا باتباع دين الإسلام لأنه هو الدين الأساسي الذي لا دين غيره كما قال تعالى في كتابه الكريم ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[آل عمران:19].
لقد صارع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لمدة 23 عام مع الكفار في نشر الدين الإسلامي ويواجه الكثير من الغزوات والحروب حتى يقوم بنشر الدين الإسلامي، ونشر القرآن الكريم الذي يعتبر من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.