قبل اختراع العملة كانت الوسيلة المستخدمة في البيع والشراء هي المقايضة، ثم بعد ظهور العملة أصبحت هي الوسيلة الموحدة للاستخدام والتي يتم الدفع بها من أجل شراء المتطلبات، ولكنها لم تحتفظ بصورتها المادية التقليدية، فتواجد كل دولة نوع من العملات يتناسب طرديا مع حجم اقتصاد الدولة ومدى كمية المنتجات المصدرة، فلا تتغير قيمتها بتغير نوع العملة، ولكن لكل عملة قيمة محددة يمكن أن ترتفع أو تنخفض أو تتساوي مع باقي العملات، وفي السطور التالية نتعرف على العوامل المؤثرة في سعر الصرف العملات.
سعر الصرف
سعر الصرف هو الفرق بين عملتي اثنتين من الدول بسعر الصرف، وعندما يتم تحويل عملة احدي الدول إلى عملة أخرى فان ذلك يتم من خلال سوق الصرف الأجنبي والذي يعرف باسم بورصة العملات الأجنبية “الفوركس” وهو يعتبر السوق الأكبر لتداول العملات على مستوى العالم.
ويتواجد في العالم أكثر من مائة عملة على المستوى العالمي، ولكن ليست كلها تبلغ القيمة القصوى، فيتواجد في سوق العملات عدد من العملات المتحكمة في الاقتصاد العالمي، وهي الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني واليوان الصيني الدولار الأسترالي والدولار الكندي والفرنك السويسري، فتتأثر تلك العملات بتغيرات وعوامل مختلفة وهي التي سنعرضها في السطور التالية.
العوامل المؤثرة في أسعار صرف العملات
الدولار الأمريكي (USD)
يعتبر الدولار الأمريكي هو العملة الأقوى على المستوى العالمي، وهو العملة المحلية للولايات المتحدة الأمريكية، ويستمد الدولار الأمريكي قوته من قوة اقتصاد أمريكا، والذي يؤثر بشكل كبير على الناحية التكنولوجية، ويتم استخدام كمعيار لمقارنة باقي العملات الأجنبية المتواجدة بالأسواق.
ويتأثر قيمة الدولار بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية المختلفة، كما يتأثر بشكل مباشر بالأحداق الخارجية التي تتم في باقي الدول، ويعتبر سلامة الاقتصاد الأمريكي هو المؤشر على صحة الاقتصاد العالمي.
حيث ترتفع قيمته مع الظروف السيئة في البلدان الأخرى، حيث يتم التعامل معه على انه الملاذ الآمن الذي يستخدم من أجل الاحتفاظ بالأموال، فعند هبوط الاقتصاد العالمي، يقوم المستثمرين بتكديس أموالهم في صورة دولارات حتى تستقر الأمور مرة أخرى.
اليورو (EUR)
اليورو هو العملة الرسمية للاتحاد الأوروبي وهو عبارة عن مجموعة من الدول الأوروبية التي اتحدت معا اقتصاديا فتم أنشاءه كعملة أوروبية موحدة، وأطلق عليه اسم اليورو، وقد تم أنشاءه من أجل تحقيق استقرار اقتصادي لكافة الدول المشتركة بالاتحاد الأوروبي، وزيادة فرض السيطرة على حجم التضخم المحتمل في المستقبل، كما عمل على القضاء على مشاكل صرف العملات في الدول الأوروبية.
أما العوامل المؤثرة على قيمة اليورو فهي عوامل اقتصادية وسياسية، تنتج عن الدول المشتركة بالاتحاد، ويعتبر العامل الأول هو سياسات البنك المركزي، وأسعار الفائدة والميزان التجاري، والتضخم، ومستويات الدين العام، ومعدلات الناتج المحلي الاجمالي لدول المنطقة.
الجنيه الاسترليني (GBP)
الجنية الاسترليني هو العملة المحلية للملكة المتحدة البريطانية، وهو من العملات التي تم تغطيتها بضمان الأصول العامة، فهو من العملات التي ذات حجم “مخاطرة وربح كبيرين” والتي تعمل على جذب المستثمرين لشرائها.
أما العوامل المؤثرة على سعر صرف الجنية الاسترليني فهي أسعار الفائدة والميزان التجاري والطلب على النفط.
الدولار الكندي (CAD)
الدولار الكندي هو العملة الرسمية لدولة كندا، والاسم الشائع له هو اللوني، وتعتبر كندا ثاني أكبر دولة في احتياطي من النفط الخام في العالم، مما يجعل أحد العوامل المؤثرة عليه هي أسعار النفط، وتعتبر الولايات المتحدة هي أكبر الدول التي تشتري النفط من كندا، لذلك فان سوق التداول بين الدولار الكندي والدولار الأمريكي متقلبة وصعب العمل فيها، كما يتأثر الدولار الكندي بمعدلات الفائدة وسياسات البنك المركزي .
الدولار الأسترالي (AUD)
الدولار الأسترالي هي العملة المحلية لأستراليا، وتعتبر هي العملة التي تعمل على توفير أعلى معدلات للفائدة، لذلك فهي تعتبر من فئة العملات المغطاة بضمان الأصول العامة، لذلك تجد أن الطلب عليها مرتفع، ويعتمد الاقتصاد الأسترالي على صناعة التعدين الضخمة وحيث تقوم بتصدير المعادن الثمينة، وبالأخص إلى الصين التي تعتبر شريكها التجاري، لذلك فان أحد العوامل المؤثر على سعر صرف الدولار الأسترالي هو أسعار الذهب والفضة.
كما تتأثر بالاقتصادات الأسيوية، فعندما يصبح الاقتصاد الصيني في حالة رواج، فان التجارة تنتعش بين البلدين، ويزدهر الوضع الاقتصادي في استراليا، لذلك فتحسن الاقتصاد الصيني يؤدي إلى تحسن الاقتصاد الأسترالي والعكس صحيح.