إن مرحلة ما قبل السكري هي المرحلة الوسطى بين الإصابة وعدم والإصابة بمرض السكري، والتي يكون فيها مستوى الجلوكوز لدى الشخص أعلى من المعتاد، لكنها ليست عالية ليتم تشخصيها كمرض السكري .

مرحلة ما قبل السكري
مرحلة ما قبل السكري هي تلك المرحلة التي تجعل الشخص معرض لخطر الإصابة بالمرض بدرجة كبيرة، حيث يطلق على هذه الحالة المنطقة الرمادية، والتي ترتفع فيها نسبة الجلوكوز في الدم بصورة عالية عن الطبيعي وأقل من نسبة الإصابة بالمرض، فتجعل الشخص مهيئا للإصابة بالمرض في أي لحظة، وفي هذه المرحلة يكون لدى الجسم خلل في تحمل الجلوكوز، أو خلل في أرقام اختبار السكري الصائم، حيث يكون البنكرياس في هذه المرحلة قادرا على إنتاج وإفراز الأنسولين، ولكنه لا يكون كافيا لكي يزيل تراكم السكر في الدم .

أعراض مرحلة ما قبل السكري

في حقيقة الأمر أنه لا توجد أعراض واضحة لمرحلة ما قبل السكري، بمعنى أنه لا يوجد مثلا أعراض كإصابة الشخص بالسكري بالفعل، والذي يجعله بحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض كثيرا للتبول، أو إحساسه الدائم بالعطش، والحل الوحيد لاكتشاف هذا الخلل هو إجراء اختبارات دورية كل ستة أشهر إلى سنة، حيث أن نسبة الاختبارات هي العامل الوحيد الذي يمكن عن طريقه معرفة ما إذا كان الشخص طبيعي أو في مرحلة ما قبل السكري، ويجب الالتزام بإجراء هذا الاختبار لاسيما عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض .

فعلى سبيل المثال إذا قمنا بإحضار أربعة عينات من الدم لأربعة أشخاص قامو بالصوم ثماني ساعات، لكي يتم إجراء اختبارات لقياس نسبة السكر في الدم لهذه العينات، وافترضنا أن الأشخاص هم : أ – ب – ج – د، وجاءت النتائج كالتالي : 85، 113، 124، 190، ومن المعروف أن النسبة الطبيعية للسكر في الدم هي من : 80 – 110 مجم، يتضح لنا من خلال هذه النتيجة أن الشخض ” أ ” طبيعي، والشخص ” د ” مصاب بمرض السكري، أما كلا من ” ب ” و ” ج ” فإنهما في مرحلة ما قبل السكري .

مشاكل تلك المرحلة
إن مرحلة ما قبل السكري مرحلة خطيرة، أخطر من المعرفة الفعلية بالإصابة، فالشخص المصاب يعلم ذلك ويخضع إلى العلاج، أما الشخص في مرحلة ما قبل السكري يظن أنه شخصا طبيعيا وهو في خطر، حيث أن هذه المرحلة من الممكن أن تمتد إلى أكثر من 10 سنوات، لا يظهر فيها أي عرض من أعراض الإصابة بمرض السكري، وفي نفس الوقت تتأرجح نسبة السكر في الدم فيها ما بين النسبة الطبيعية ونسبة أكثر من الطبيعي .

طريقة اكتشاف مرحلة ماقبل السكري

يوجد ثلاث أنواع من الاختبارات التي لابد أن يخضع لها الشخص، لمعرفة ما إذا كان مصاب بمرحلة ما قبل السكري أم لا، وهذه الاختبارات هي :

قياس الجلوكوز في بلازما الدم

هذا الاختبار يتم عن طريق سحب عينة من الشخص الذي لابد أن يكون صائم لمدة لا تقل عن 8 ساعات، ولا تزيد عن 10 ساعات، فإذا كانت النسبة من 80 إلى 100 فهو شخص طبيعي، وإذا كانت النسبة من 101 إلى 125 فتدل أنه في مرحلة ما قبل السكري، أما إذا كان أعلى من 125 فإنها تدل على أنه مصاب بالفعل بمرض السكري .

اختبار القدرة على احتمال الجلوكوز

هذا اختبار يحدد قدرة الأنسولين الذي يقوم البنكرياس بفرزه، على التعامل مع سكر الجلوكوز في دم الشخص، ويتم عن طريق سحب عينة مبدئية من الوريد لكي يتم تحديد نسبة السكر فيها، ثم يتناول الشخص سائل سكري يحتوي على 75 جرام من السكر، وينتظر ساعتين ثم تسحب منه عينة أخرى، فإذا كانت نسبة اختبار العينة الثانية التي أخذت بعد تناول السائل السكري في حدود 139 فهي طبيعية، أما إذا كانت من 140 إلى 199 فإنها تدل على مرحلة ما قبل السكري، وإذا زادت عن 200 فهذا يدل على أن الشخص مصاب بالفعل بمرض السكري .

قياس نسبة السكر في عينة عشوائية للدم

ويتم إجراء هذا الاختبار عن طريق عدم التقيد بمواعيد للصيام أو لتناول الطعام، أي يكون اختبار عشوائي، فإذا زادت نسبة الاختبار عن 200 مع وجود أعراض معينة عند الشخص مثل الشعور بالعطش الدائم، أو الذهاب للمرحاض بكثرة للتبول، أو فقدان الوزن بصورة كبيرة وفجائية، فإنه تدل على الإصابة بمرض السكر .