اكتسحت المرأة العربية سوق العمل بكل جدارة في السنوات الأخيرة ، ووصلت في طموحها وتحقيق أهدافها إلى العديد من المناصب الجديدة ، فلقد تعدى سقف طموحها وإنجازاتها كونها معلمة وطبيبة ومهندسة ، بل أصبحت تخوض مجالات صعبة ودقيقة ، فاصبحنا نسمع عن نساء يعملن في وظائف تقتصر فقط على الرجال ، ولم يتوقع أحد بأن تصل قدراتها إلى تلك الوظائف ، فلم يعد بالغريب أن نرى مرأة وزيرة أو رئيسة وزراء أو حتى حاكمة بلاد .
وهناك الكثير من النماذج النسائية المشرفة التي أثبتت جدارتها في خوض تلك المناصب ، بل أن بعضهن دخلن في المجال العسكري ، وتفوقن على الرجال في براعتهن بهذا المجال ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر ، المقاتلة الإماراتية “ مريم المنصوري ” وهي رائد طيار تشارك في قوات التحالف الدولي التي تشن حربها ضد تنظيم داعش ، وكان للمقاتلة مريم المنصوري مشاركات بارزة في دك مواقع التنظيم بسوريا ، وأحدثت بذلك ثورة إعلامية تناقلت قصتها جميع الصحف العربية والعالمية .
والكويت ، تعتبر من أكثر الدول الداعمة للمرأة ، فقد شغلت المرأة الكويتية العديد من المناصب الرفيعة وأثبتت قدرتها في التحدي والمثابرة لتكون مثالا يحتذى به للمرأة العربية في العالم أجمع ، لتحقيقها نجاحات متواصلة من خلال شغلها مناصب قيادية ، فهناك كويتيات وزيرات ، وعضوات في مجلس الأمة الكويتي ، وسيدات أعمال على أعلى مستوى ، وليس هذا فقط ، بل دخلت أيضا المجال العسكري ، ومثال على ذلك ، الضابطة الكويتية ” العنود العبدلي ” ، التي أثارت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العربية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي .. فمن هي هذه الضابطة الحسناء؟ وما الأسباب التي جعلتها محط أنظار الجميع ؟
من هي العنود العبدلي ؟
منذ صغرها ، وهي تحب المجال العسكري ، والدها كان قدوتها ومثلها الأعلى حيث أنه كان ضابطا في الجيش الكويتي ، وكانت تنبهر عند رؤيته في الزي العسكري تتساءل عما إذا كان الزي العسكري متاحا للنساء ، لم تكن العنود طفلة كأي طفلة عادية تحب اللعب بالعرائس والدمى ، بل كانت أمنيتها ارتداء الزي العسكرية حذوة بأبيها ، وطوال فترة دراستها في المدرسة منذ الابتدائية وحتى الثانوية كانت تشارك في الكشافة ، وبعد تخرجها التحقت إلى كلية الشرطة العسكرية لتحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الشرطة العسكرية ، وقد أثبتت جدارتها في السلك العسكري وقطرتها على التحمل وتحدي كل المواجهات التي قد تعيقها ، فاجتازت كل التدريبات العسكرية والرياضية الصارمة التي كانت تمارسها أثناء دراستها . فتخرجت من الكلية لتصبح ضابطة برتبة ملازم أول في القوات المسلحة الكويتية ، وبالتحديد في قسم إدارة العمليات المركزية .
رعد الشمال :
شاركت الضابطة الكويتية العنود العبدلي في مناورات رعد الشمال التي أقيمت مؤخرا في حفر الباطن بالسعودية ، لتنضم إلى صفوف آلاف العسكريين من 40 دولة عربية وإسلامية من ضمنها دولة الكويت التي كانت من أوائل البلدان التي شاركت في المناورات .
شاهد : ( أهداف مناورات رعد الشمال والدول المشاركة بها ) .
مواقع التواصل الاجتماعي :
أثارت المقابلة التلفزيونية للملازم أول العنود العبدلي على التلفزيون الكويتي ، ضجة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، حيث أصبحت حديث الصحف العربية والعالمية ، كونها أول ضابطة كويتية تشارك في مناورات رعد الشمال ، وخاصة أنها تمتلك جمالا أنثويا يعكس المجال الوظيفي الذي تسلكه والذي يتطلب قدرات خاصة يمتلكها الرجال ، واستغرب العديد من النشطاء في مواقع التواصل كيف لهذه الضابطة الحسناء أن تكون قادرة على مواجهة التحديات والوصل إلى ما وصلت إليه من نجاحات ومشاركتها في أكبر المناورات العربية على الإطلاق ، وقد عبر المغردون عن سعادتهم وفخرهم بالضابط العنود العبدلي ، واعتبروها مثالا مشرفا للمرأة الكويتية والعربية .