تتميز المملكة العربية السعودية بالعديد من المناطق السياحية المنتشرة في ربوعها منها التي تعد شاهدا على مختلفة الحقب التاريخية التي مرت بها بما يتضمن ذلك العمارة و البناء و التشيد الذي قام به قاطنوا هذه المناطق من الأسلاف و الأمم السابقة و منها المناطق الطبيعية الخلابة التي يقصدها السياح خصيصا للتأمل في سحر الطبيعة و الإستشفاء بها ، و حديثنا في هذه المقالة عن العيون الحارة بمحافظة الليث .
ما هي العيون الحارة…
العيون الحارة هي مياه طبيعية تنبثق من باطن الأرض ، حيث تتدفق العيون الحارة نحو سطح الأرض من بين الشقوق الصخرية بصورة طبيعية علي حسب منسوب المياه و طبيعة الأرض ، و هي مياه معدنية مذابة في مياهها نتيجة إختراق المياه للصخور الحاملة لهذه المواد ، و أفضل العيون ما كانت كبريتيه لأهميتها الكبيرة من الناحية الصحية و التي تكون غالبا من أصل بركاني ، و يذكر أن العين عبارة عن نبع حار يبرد قليلا ثم يذهب إلي بركه للسباحة بعمق متر واحد .
أين تقع العيون الحارة…
تعتبر العيون الحارة التي تقع في قريتي الماء الحار و بني هلال بمركز غميقة بمحافظة الليث من أهم و أبرز مواقع الإستشفاء العلاجية و السياحة في منطقة مكة المكرمة ، و قد حازت العيون الحارة على نصيبا كبيرا من الإهتمام الذي أولته لها بلدية محافظة الليث من خلال ما أقدمت عليه من تمهيد المجرى المائي ، و إعداده و تهيئته على شكل مدرجات و تركيب المظلات اللازمة ، و من ثم تم إعتمادها كموقع إستثماري و إسنادها إلى أحد المستثمرين للبدأ في تنفيذ ذلك المشروع ليصبح منتجعا سياحيا و علاجيا على درجة كبيرة من التنسيق و الترتيب و الجمال الذي يليق و يشرف منطقة مكة المكرمة و المملكة بصفة عامة .
أهمية العيون الحارة بالنسبة إلى محافظة الليث…
باتت العيون الحارة بمحافظة الليث مزارا و مقصدا للسياحة العلاجية الإستشفائية و السياحة الطبيعية ، و ذلك بعد تزايد أعداد السائحين التي لازالت تقصد تلك العيون بمحافظة الليث من شتى بقاع مدن المملكة و الخليج حيث تبعد قرية العين الحارة عن محافظة الليث بمسافة تبلغ حوالي 40 كم من الجهة الشرقية ، حيث يتم الوصول إليها عن طريق مركز غميقة شرقا من خلال طريق ممهد ، كما تبعد العين الحارة الواقعة في قرية بني هلال شرق محافظة الليث بمسافة تبلغ حوالي 70 كم ، و من الجدير بالذكر أن العين الحارة في قرية الماء الحار و قرية بني هلال عرفت منذ القدم كعلاج للكثير من الأمراض لاسيما الجلدية منها ، و كانت الناس و ما زالت تتوافد عليها من كل مكان بغرض الإستشفاء ، فهي تتميز بكونها مياه كبريتية تنبع من بين تلك الصخور الجبلية و تصل درجة حرارتها إلى ما يقارب من 70 درجة مئوية .
ماذا كان دور البلدية بشأن هذه العيون الحارة…
سعت البلدية لترويج السياحة الداخلية و تفعيل الدور المنوط بها لتطوير المواقع السياحية الهامة تمشيا مع ما تأمله حكومة المملكة للنهوض بمختلف الجوانب السياحية في مناطق المملكة المختلفة ، و لذلك قامت البلدية بالإعلان عن منتزه الماء الحار و إسناده إلى أحد المستثمرين و الذي قام بدوره بعمل الدراسات الجيولوجية للعين الحارة ، و إستهدف المشروع تجهيز منابع العيون الحارة و إنشاء حمامات السباحة ، و ما يلزم ذلك لإنجاح المشروع بما يتلاءم مع تطلعات السائح الكريم .
فوائد العيون الحارة…
أوضحت الدراسات الطبية و الجيلوجية التي أجريت على مياه العيون الحارة أن لها فوائد كبيرة و عديدة في علاج الأمراض الجلدية و خاصة الحساسية ، إضافة إلى أمراض الروماتيزم ، حيث تحتوي على العديد من المعادن المتنوعة و المختلفة بتركيزات عالية أهمها الكالسيوم و الماغنيسيوم و الكلورايد و الكبريتات و للإستحمام بها فوائد عديدة ، فهي تعالج الأمراض الجلدية مثل الصدفية و الإكزيما و الهرش و الجرب حيث أوضحت النتائج تحسنا كبيرا لدى المرضى الذين كانوا يعانون منه و دأبوا على إستخدام مياه العيون الحارة .