سبب تسميته الفرزدق
اليوم معنا شاعر عربي عظيم ومن أعظم الشعراء العرب على مر التاريخ ، إنه همام بن غالب صاحب كنية أبو فراس أو كما هو مشهور عنه ومعروف بلقب الفرزدق،هذا اللقب قد تم تلقيبه به بسبب أن هناك غلظة في وجهه فسمي بالفرزدق ، ولد هذا الشاعر في البصرة وكان مشهور عنه انه متقلب المزاج بشكل مستمر فقد كان مشهور عنه أن يقوم بمدح رجل اليوم ومن الممكن أن يهجوا في اليوم الأخر ، كانت هناك مبارزة شعرية مشهورة في هذا العهد في البصرة بينه وبين جرير ليقوم كل واحد منهم بهجاء الأخر بالشعر لدرجة أن الناس في هذا التوقيت انقسموا ما بين يؤيد هذا وفريق أخر كان يؤيد ذاك ، توفي الفرزدق في عام 114 هجرية في عمر قارب إلى التسعون عاما والآن سوف نعرض بعض شعره المشهور ما بين المديح والهجاء.
قصيدة الفرزدق
وهذا شعر قاله الفرزدق حينما كان هناك تزاحم على الحجر الأسود أثناء الحج وحينما أراد زين العابدين لمس الحجر الأسود وسع الخلائق من اجل الرجل فكان هذا رد فعله بشعر مشهور له فقال
يا سائلي أين حل الجـود والكـرم عنـدي بيـان إذا طلابـه قدمـوا
هذا الذي تعرف البطحـاء وطأتـه والبيت يعرفـه والحـل والحـرم
هذا ابـن خيـر عبـاد الله كلهـم هذا التقي النقـي الطاهـر العلـم
هذا الذي احمـد المختـار والـده صلى عليه الإله ثم جـرى القلـم
هذا ابن فاطمة أن كنـت جاهلة بجـده أنبياء الله قــد خـتـم
هـذا علـي رسـول الله والــده أمست بنور هداه تهتـدي الأمم
هذا الذي عمه جعفـر الطيـار والـ مقتول حمزة ليث حبـه قسـم
هذا ابن سيـده النسـوان فاطمة وابن الوصي الذي في سيفه سقـم
من جده دان فضـل الأنبياء لـه وفضـل أمته دانـت لـه الأمم
لو يعلم الركن مـن جـاء يلثمـه لخر يلثم منـه مـا وطـئ القـدم
فليش قولك مـن هـذا بضائـره العرب تعرف من أنكرت والعجـم
الله شـرفـه قـدمـا وفضـلـه جرى بذاك له فـي لوحـه القلـم
مشتقـه مـن رسـول الله نبعتـه طابت عناصـره والخيـم والشيـم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرتـه كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم
إذا رأته قريـش قـال قائلـهـا إلى مكـارم هـذا ينتهـي الكـرم
يغضي حياء ويغضي من مهابتـه فمـا يكلـم إلا حـيـن يبتـسـم
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه ركن الحطيم اذا ما جـاء يستلـم
كلتا يديـه غيـاث عـم نفعهمـا يستو كفان ولا يعروهمـا العـدم
سهل الخليقة لا تخشـى بـوادره يزينه اثنان حسن الخلـق والكـرم
حمّـال إثقال اقـوام إذا فدحـوا حلو الشمائل تحلـو عنـده نعـم
لا يخلف الوعـد ميمـون نقيبتـه رحب الفناء أريب حيـن يعتـزم
عم البرية بالإحسان فانقشعـت عنها الغيابـه والإملاق والعـدم
ينمي إلى ذروه العز التي قصـرت عن نيلها عرب الإسلام والعجـم
من معشر حبهم ديـن وبغضهـم كفـر وقربهـم منجـى ومعتصـم
أن عد أهل التقـى كانـوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيـع جـواد بُعـد غايتهـم ولا يدانيهـم قـوم وان كـرمـوا
هم الغيوث إذا مـا ازمـه أزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
لا يقبض العسر بسطا من اكفهـم سيان ذلك أن اثروا وان عدمـوا
يستدفع السوء والبلـوى بحبهـم ويسترب بـه الإحسان والنعـم
مقـدم بعـد ذكـر الله ذكـرهـم في كل بدء ومختـوم بـه الكلـم
يأبى لهم أن يحل الـذد ساحتهـم خيم كريـم وأيد بالنـدى هضـم
أي الخلائق ليسـت فـي رقابهـم لاوّليّـه هــذا أوله نـعـم
من يعـرف الله يعـرف أولوية ذا فالدين من بيت هـذا نالـه الأمم
قصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا
ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم
إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
وكان له باع في الهجاء وفي الفخر بنفسه في نفس الوقت في الشعر الذي قاله في جرير قال
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجامع
فيا عجبًا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتًا دعائمه أعز وأطول
أحلامنا تزن الجبال رزانــــــــــة وتخالنا جنًا إذا ما نجهل
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول
ومستنبح والليل بيني وبينه يراعي بعينيه النجوم التواليا
سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا
حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا لأستوقدن نارًا تجيب المناديا
الفرزدق في هجاء ابليس
أطعتك يا إبليس سبعين حجة فلما انتهى شيي وتم تمامي
فررت إلى ربي وأيقنت أنني ملاق لأيام المنون حمامي