عبد الله بن عمر هو أحد الصحابة الذي شهد بعض غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في سن صغير، وقد كان شديد الحرص على ملازمة رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان يتواجد معه في أي مكان مرافقا له أينما ذهب، وسوف نستعرض تفاصيل أكثر حول عبد الله بن عمر.

عبد الله بن عمر

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، يكنى بأبي عبد الرحمن، وهو ولد قبل بعثة الرسول بحوالي عامين.

وقد قيل أنه أسلم قبل إسلام أبيه، لكنه أسلم في نفس الوقت مع أبيه ولكنه هاجر مع الرسول من مكة المكرمة إلى المدينة قبل أبيه.

شهد عبد الله بن عمر غزوة الخندق لأنه كان شديد الحرص على مرافقة الرسول في كل مكان، في الجامع وفي الغزوات وكان يتابع رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل حركة حتى يقوم بها.

كان عبد الله بن عمر من أكثر رواة الحديث نقلًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بسبب كثرة ملازمته للرسول عليه الصلاة والسلام، وقد صنف على أنه المرتبة الثانية بعد أبي هريرة في نقل أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

روى عبد الله بن عمر ما يقرب من 2630 حديث، وقد كان كثير التصدق وفعل الخير، وقد شارك في بيعة الرضوان، وقد كان فقيهًا في العلم، وعندما توفى كان يبلغ من العمر 86 عام وكان لديه 13 أبن، وهو آخر الصحابة الذين توفوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مواقف من حياة عبد الله بن عمر

كان عبد الله بن عمر حريض على نقل كل أفعال وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، لدرجة أنه كان يقلده بشكل كبير في الكثير من الأعمال لدرجة أنه في يوم من الأيام كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تدور مرتين قبل أن ينزل من عليها الرسول، فقلده عبد الله بن عمر وقبل أن ينزل من على ناقته كان يجعلها تلف مرتين مثل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي يوم من الأيام وجد الرسول عليه الصلاة والسلام ينزل تحت شجرة معينة ويستظل بظلها، فيعد أن توفى الرسول صلى الله عليه وسلم ظل عبد الله بن عمر يستقي هذه الشجرة حتى لا تذبل وتموت وقد قالت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها: ((ما كان أحد يتبع آثار النبيّ في منازله كما كان يتبعه ابن عمر)).

من القصص التي رويت عن عبد الله بن عمر أنه في يوم رأى في منامه أنه يمسك بقطعة من استبرق ويمسكها ويلقي بها فتأخذه إلى المكان الذي يريده من الجنة، وبعد ذلك آتى له رجلان يحاولان أن يسحباه إلى النار، فصرخ وهو نائم أعوذ بالله من النار، وقص هذه الرؤية على الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له الرسول أنه يجب أن يكثر من قيام الليل، ومن ذلك اليوم يكثر من قيام الليل حتى توفاه الله.

عبد الله بن عمر والخلافة

لقد عرضت الخلافة على عبد الله بن عمر العديد من المرات، وخاصة بعد قتل عثمان بن عفان، فقد قيل له أنك سيد القوم وأبن سيدهم وأنت أنسب الناس لتولي الخلافة بعد عثمان بن عفان، لكنه رفض خشية من إراقة دماء المسلمين وقال لهم ((إنّه يجيب من ينادي بحيّ على الفلاح، ويجيب من ينادي بحيّ على الصلاة أيضاً، أمّا من ينادي بحي على قتل أخيك المسلم فلا يجيبه مهما حصل)).

ولما سمعه أبو العالية البراء مرة وهو يقول هذه العبارة فقال لهم: ((واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم، يقتل بعضهم بعضاً، يقولون: يا عبد الله بن عمر، أَعْطِ يدك)).

صفات عبد الله بن عمر

كان يقال أن عبد الله بن عمر كان أسمر اللون، ويرتدي إزار يصل إلى منتصف ساقه، وله شعر كثيف يصل إلى أذنيه، وكان يحف شاربه.

وورد عن نافع قوله: ((إنّ ابن عمر كان يقبض على لحيته، ويأخذ منها ما زاد على قبضته تلك)).