تعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية والتقليدية في كافة أقطار الوطن العربي ، بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم ، كما أنها إحدى اللغات الستة الرسمية في منظمة الأمم المتحدة ، ويتم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ، وتعتبر اللغة العربيّة من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية ، ويبلغ عدد حروف اللغة العربية ثمانية وعشرون حرفاً مكتوباً ، ويرى عدد من اللغويين بأنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى قائمة حروف اللغة ليصبح عددها تسعة وعشرين حرفاً .
تكتب اللغة العربية من الجهة اليمنى إلى اليسرى على عكس العديد من اللغات حول العالم ، ومن علوم اللغة العربية المتعددة نجد علم النحو ، وهو العلم الذي يبحث في أصل تكوين الجمل وقواعد إعرابها ، ومن أهم هذه القواعد البدل .
تعريف البدل
إن اللغة العربية مليئة بالكثير من الأحكام النحوية مثل البدل وهو اسم تابع لاسم قبله يطلق عليه اسم المبدل منه ، وذلك بلا وساطة مقصود بالحكم ويكون المتبوع المبدل منه بمثابة تمهيداً و توطئة له .
فائدة البدل في اللغة العربية
نجد أن للبدل فائدة كبيرة في اللغة العربية ، لأنه مع اجتماع التابع وهو البدل و المتبوع وهو المبدل منه ، يزداد المعنى وضوحاً مثل جملة الإمام مالك فقيه المدينة ، فالمقصود بالحكم هو مالك وهو بدل ، و كلمة الإمام جاءت تمهيداً و توطئة للمقصود وهي المبدل منه ، ونلاحظ أنه إذا حذف المبدل منه فلن يصيب المعنى تغييراً فنقول مالك فقيه المدينة و إنما في اجتماعهما يزداد المعنى إيضاحاً .
أنواع البدل
يوجد عدة أنواع للبدل وهي البدل المطابق أو بدل كل من كل ، وبدل بعض من كل بالإضافة إلى بدل الاشتمال .
بدل كل من كل
في هذا النوع من البدل يتطابق البدل والمبدل منه في المعنى أي أن كليهما يطلق على ذات واحدة وذلك كما في المثال السابق فنلاحظ أن مالك هو ذات الإمام فهما متطابقان في المعنى وشاهد ذلك في كتاب الله وقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ، وكذلك في أنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ، ونلاحظ في الشواهد السابقة أن البدل والمبدل منه متطابقان في المعنى فصراط الذين أنعمت عليهم مطابق في معناه للصراط المستقيم ، وكذلك فإن الذكر والأنثى مطابقان في معناهما معا للزوجين ، وهما تفصيل للمبدل منه .
بدل البعض من الكل
وهو ما كان فيه المتبوع المبدل منه كلا قابلا للتجزئة وكان التابع وهو البدل جزءاً منه وذلك مثل قول مضى العام نصفُه ، فسنجد أن الذي مضى هو نصف العام وهو جزء من المتبوع وهو العام ، ولذلك فإن كلمة نصفه بدل بعض من كل ، ولا بد في هذا النوع من البدل أن يتصل البدل بضمير رابط يعود على المبدل منه ، ولذلك اتصلت كلمة نصف بالهاء التي تعود على كلمة العام .
بدل الاشتمال
وهو ما كان فيه التابع أي البدل معنى متصل بالمتبوع وهو المبدل منه أو يشمله المتبوع وليس جزءا منه وذلك من مثل قولنا أعجبني الحاكمُ عدلُه ، فالعدل هنا هو المقصود بالحكم وهو الإعجاب ولكنه معنى متصل بالحاكم ، وهو المبدل منه فمدلول الحاكم يتسع ليشمل العدل وغيره من الصفات ، ولذلك يسمى هذا النوع بدل الاشتمال .
بدل الاشتمال مثل بدل البعض من الكل في اشتراط اتصال البدل بضمير رابط بارز أو مستتر يعود على المبدل منه ، وشاهد ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى يسألونك عن الشهرِ الحرام قتال فيه ، نلاحظ هنا في أن القتال و هو المقصود بسؤالهم ليس بعضا من الشهر الحرام و لكنه معنى متصل به ، و دلالة الشهر الحرام تتسع لتشمل هذا المعنى وغيره من المعاني المتصلة بالحرمة والمناسك وغيرها ، لذلك فكلمة قتال هنا بدل اشتمال .
جُمل عن البدل
أقدم صديقك عادل
قرأت الكتاب نصفه
قابلت أخاك علي
صُمت الشهر ثلثه
قابلت ابنك علاء
أُعجبتُ بالظبي عينه
أعجبني الطالب فهمه
أعجبني الأستاذ عِلمُه
فرحت بالبلبل صوتِه .