تتميز اللغة العربية بجمال بنائها اللغوي وأساليبها الرائعة ، وتقوم لغتنا الجميلة على نوعين أساسيين من الكلام وهما الأساليب الخبرية و الاساليب الانشائية ، وفيما بينهما تتعدد أساليب وصور الجمل مثل عبارات المدح والذم والنداء والتعجب والتمني ؛ إلى آخر هذه الأساليب والتراكيب اللغوية المميزة.
الأسلوب الخبري
هو أي كلام يحتمل الصدق والكذب باستثناء القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة والحقائق العلمية بالطبع ؛ حيث أنه قد يأتي صادقًا فيكون مطابقًا للواقع ، أو ربما يكون كاذبًا ومخالفًا للواقع ، مثل قول “الكذب مفسدة والصدق فضيلة” ، وله العديد من الأغراض البلاغية التي تأتي حسب المعنى الموجود بسياق الكلام مثل إظهار النصح أو التهديد أو المدح أو التحسر أو غير ذلك الكثير تبعًا لما يوحي به الكلام ، وينقسم الأسلوب الخبري إلى :
الخبر الإبتدائي
وهذا الخبر الذي يأتي حينما يكون ذهن المخاطب خاليًا من الحكم ، وبالتالي يتم نقل الخبر إليه خاليًا من أدوات التوكيد ، مثل عبارة “على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وتأتي على قدر الكرام المكارم”.
الخبر الطلبي
ويُستخدم هذا النوع من الخبر إذا بدا المخاطب مترددًا في حكمه ؛ فمن الأفضل توكيد الخبر له بأحد المؤكدات في هذه الحالة ، مثل قول “إن الذي بمقال الزور يضحكني مثل الذي بمقال الحق يبكيني”.
الخبر الإنكاري
يأتي هذا الخبر في حالة إنكار المخاطب له ، ومن ثَم يتم استخدام أكثر من مؤكد من أجل تأكيده في نفس المخاطب ، مثل قول الرسول صلّ الله عليه وسلم ” إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا” ، ومن الجدير بالذكر أن أدوات التوكيد متنوعة مثل أدوات الشرط وأحرف التنبيه والقسم وأن وإن وقد.
الأسلوب الإنشائي
يشير هذا الأسلوب إلى الكلام الذي لا يحتمل أن يكون صدقًا أو كذبًا ، وتكون أغراضه البلاغية تبعًا لما يوحي به سياق الكلام ، وينقسم إلى :
الإنشاء الطلبي
وهو الأسلوب الذي يستدعي مطلوبًا وقت الطلب مثل استخدام أساليب ” الأمر ؛ النهي ؛ الاستفهام ؛ النداء ؛ التمني ” ، ومن الأمثلة على هذه الأنواع :
الأمر : قد يأتي الأمر بصيغة فعل الأمر مثل قوله تعالى “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ” ، أو قد يأتي الفعل المضارع مقرونًا بلام الأمر مثل قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” ، وقد يكون الأمر في صيغة المصدر النائب عن فعله مثل قوله تعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” ، أو قد يأتي في صيغة اسم الفعل مثل “عليك بتقوى الله” ، وتتعدد أغراضه البلاغية تبعًا لسياق الكلام كأن يعبر عن الدعاء أو التهديد أو النصح أو غير ذلك
النهي : وتكون صورته واحدة فقط ؛ حيث تُستخدم “لا” الناهية قبل الفعل المضارع ، مثل “لا تطلبوا الحاجات في غير حينها” ، وتتعدد أغراضه البلاغية أيضًا تبعًا لسياق الجملة مثل التمني والتهديد والدعاء وغيرهم
الاستفهام : وينقسم إلى استفهام حقيقي وهو الذي يتطلب معرفة شيء مجهول يحتاج إلى إجابة مثل “هل ذهبت اليوم إلى المدرسة؟” ، وهناك الاستفهام البلاغي وهو الذي لا يتطلب جوابًا ولكنه يحمل العديد من الأغراض البلاغية التي تُفهم من سياق الكلام مثل استفهام التقرير والتأكيد في قوله “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ”
النداء : يُستخدم فيه عدة أدوات وهي “يا – هيا – أيا – وا – أي – الهمزة” ، وله العديد من الأغراض البلاغية مثل التنبيه في عبارة “يا صديقي تقصى نظرك”
التمني : والأداة الأصلية للتمني هي “ليت” مثل “ألا ليت الشباب يعود يومًا”، وقد يتم استخدام أدوت أخرى مثل “هل – لو – عسى” مثل “هل الكرب ينتهي”.
الإنشاء غير الطلبي
وهو الأسلوب الذي لا يستدعي مطلوبًا ، ويظهر في صيغ كثيرة مثل “التعجب ؛ المدح ؛ الذم ؛ القسم ..” ، ومن الأمثلة عليه :
التعجب : مثل “ما أجمل الطبيعة!”
المح والذم : مثل “نعم الخُلق الأمانة” ، “بئس خُلقًا الخيانة”
القسم : مثل “والله لأحافظن على العهد”.