هل الرجل والمرأة يميلان إلى تطبيق ذكاءهما على قدم المساواة، من خلال تطبيق استراتيجيات مختلفة في مجال التداول، يجب أن يكون هذا حوارا قائما على الأدلة، لذا من المنطقي أن نبدأ بالنظر في الأدلة .
كم عدد التجار النساء في الفوركس
كيف تؤثر التجارة على النوع الاجتماعي : القضية الأولى هي أن هناك عدد كبير من المتداولين المحترفين من الإناث في مجال الفوركس، إلا أن البيانات التي لدينا من وسطاء الفوركس، تقول أن الرجال عددهم أكبر بكثير من النساء في مجال تجارة التجزئة في الفوركس، وأظهرت البيانات المتاحة للجمهور المقدمة من CitiFX في يناير 2014، أن أكثر من 80 % من تجار التجزئة في جميع أنحاء العالم كانوا من الذكور، على الرغم من أن هذا انخفض إلى أقل من 60 % في أوروبا، وإذا نظرنا إلى أسماء المساهمين في منتديات الدردشة، فيمكننا بسهولة رؤية أن الرجال هم المشاركون المسيطرون .
لذا، فإن السؤال الأول الذي نواجهه حول النوع الاجتماعي في التداول هو : السبب الذي يجعل الرجال أكثر ميلا للتداول في الفوركس، وقد يعني هذا إما أن المرأة أقل اهتماما بالعمل، أو قد يعني أن الرجال يثقون في فرصتهم في النجاح أكثر من النساء، إلا أن هذه مجرد تكهنات .
الرجال والنساء في تجارة سوق الأسهم الأمريكية
حللت دراسة أكاديمية أجريت في عام 2001 حسابات الأسهم عند أكثر من 35.000 أسرة، في شركة وساطة في الولايات المتحدة على مدى 6 سنوات، ووجدت الدراسة أن الرجال حققوا تجارة بنسبة 45 % أكثر من النساء، وأن هذا الفرق أدى إلى انخفاض العائد الصافي للرجال بنسبة 1 % تقريبا في السنة، وبمقارنة الرجال الغير متزوجين مع النساء غير المتزوجات، كان الانخفاض أعلى، حيث بلغ 1.44 % سنويا .
وعلى النقيض من ذلك، كان الفرق الفعلي في العودة النهائية بين الرجال والنساء ضئيلا من الناحية الإحصائية، وهذا يشير إلى أن الرجال كانوا أكثر ثقة من النساء، وعلى هذا النحو قاموا بالتداول أكثر من النساء، وعلى الرغم من أن صافي العوائد كانا متشابهين، إلا أن أداء الرجال كان أفضل من النساء في اختيار الأسهم .
الرجال والنساء في مجال تدريب المتداولين المحترفين
وجدت فاينانشال للمهارات، وهي شركة تجارية تدرب متداولين مبتدئين في برامج محاكاة السوق في الوقت الفعلي، أن متدربيهم الذكور يفقدون في المتوسط 35 % أكثر على مدار السنة الأولى من المتاجرة، مقارنة بالمتدربات الإناث، ووجدت الشركة أن الرجال قاموا بكسر القواعد أكثر من النساء، ودخلوا في عدد أكبر بكثير من الصفقات، التي اعتقدوا أنها تفسر الفرق بين الجنسين، والنقطة الأخيرة مهمة ومثيرة للاهتمام بشكل واضح، لأنها تعكس دليلا على إفراط الذكور في التجارة، والتي وضحتها الدراسة التي تمت عام 2001 .
أداء الرجال والنساء في تداول الفوركس
وجدت الأبحاث الحديثة التي نشرتها جامعة ليستر في عام 2016، تحت عنوان ” دور الهرمونات في الأسواق المالية “، أن التجار الإناث يميلون إلى التفوق على المتداولين الذكور، حيث أن أسوأ أداء في أي وقت كان أكثر احتمالا ليكون ذكرا، وهذا يعني أن الرجال يميلون إلى التجارة بطريقة أكثر خطورة من النساء، ووجدت الدراسة أيضا أن مكاتب التداول المهنية في مدينة لندن كانت مكونة من حوالي 95 % من الذكور و 5 % من الإناث، وأن عوائدها الإجمالية ستتحسن إذا كانت نسبة الجنسين بين الموظفين أكثر مساواة، وذهبت الدراسة أيضا إلى التكهن بأن حوادث السوق ستكون أقل حدة، إذا كانت مكاتب التداول أكثر توازنا بالتساوي بين الجنسين .
نوادي الاستثمار النسائية
أجرت الرابطة الوطنية الأمريكية للمستثمرين دراسة مقارنة، عن عوائد الأندية الاستثمارية النسائية، ضد نوادي الاستثمار للرجال في الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى فترة خمسة عشر عاما، بين عامي 1980 و 1995، ووجدت أن الأندية النسائية لم تنتج فقط أعلى متوسط عوائد سنوية ( 13 % مقابل 12.3 % في نوادي الرجال )، بل تفوق النساء على الأداء السنوي، في تسع من الخمسة عشر سنة التي شملها الاستطلاع .
استنتاج
هناك ما يكفي من الأدلة هنا لاستنتاج أن النساء في المتوسط يتاجرن بشكل أكثر ربحا من الرجال، كيف يفعلون ذلك ؟ من خلال كونهم أكثر حذرا، ويتداولون أقل، وكونهم أكثر تجنبا للمخاطرة، حيث تميل النساء إلى أن يكون التقييم الذاتي أكثر واقعية من الرجال، من خلال كونهن أقل ثقة من الرجال من أنهن سيتمكن من إجراء تجارة مربحة .
إن أهم درس يمكن تعلمه هو أن الأسباب الرئيسية الأساسية للتداول غير المربح هي الإفراط في الثقة، ومن الرائع أن يكون لدى المتداول الثقة بأنه سيصبح متداولا رابحا بالطبع، لكن عليه أن يكون واقعيا، حيال حقيقة أنه سيكون عليه بالتأكيد أن يعمل خلال فترة من النضال الشاق للوصول إلى هذه المكانة .